المحرر موضوع: مساعد بطريرك الكلدان يؤيد مؤقتا الحكم الذاتي لكنه يكره العيش في قفص  (زيارة 1296 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6290
    • مشاهدة الملف الشخصي
مساعد بطريرك الكلدان يؤيد مؤقتا الحكم الذاتي لكنه يكره العيش في قفص

2009-07-24
 
 

شليمون وردوني: لست الحائر الوحيد

المطران شليمون وردوني هو مساعد بطريرك الكلدان عمانوئيل دلي الثالث وراعي كنيسة مريم العذراء في شارع فلسطين شرقي بغداد والتي تعرضت مؤخرا لاعتداء ضمن موجة تفجيرات استهدفت الكنائس.
حين تلتقيه لا يفتأ يعبر عن حيرة حيال الهجرات المتزايدة لأبناء الطائفة المسيحية في العراق. يقول في حوار مع "الصباح الجديد" من مقر اقامته في كنيسة مريم العذراء، ان حيرته تشمل العراقيين جميعا بسبب معاناتهم المتواصلة. يدعو المطران الحكومة الى تقديم المزيد من اجل استتباب الامن، وهو يعبر عن تأييد مؤقت لفكرة إنشاء منطقة حكم ذاتي للمسيحيين حتى تستقر الأمور، لكنه يشدد على ضرورة ان لايعيشوا داخل قفص، لأنهم أبناء لكل العراق.
- أبدا مع حيرتك "حيرة المطران" التي عبرت عنها في اكثر من مناسبة، لماذا انت حائر؟
* لست الحائر الوحيد فهناك الكثيرون مثلي، لاننا امام حدث او أزمة لا نستطيع حلها، وحيرتنا ليست مقتصرة على وضع المسيحيين بل هي لكل العراقيين، لاننا لانعلم ماهو ذنبهم حتى يعيشوا هذه السنوات الطويلة من عدم الراحة والاستقرار.
اتساءل هل هناك شخص في العالم عدا الذين فقدوا العقل السليم والرؤية الصحيحة في الحياة، لايريد العيش بسلام؟
حالتنا محيرة من هذه الناحية، فمع حلول كل سنة نقول: نامل ان تكون افضل! ومع حلول كل شهر نقول: لنأمل ان يمر الشهر بسلام. ومع مرور كل اسبوع ندعو الله ان لانسمع اصوات المفخخات والعبوات. وهكذا مع كل يوم نامل بغد افضل، لكننا نرى العكس والامور تسوء.
- اذن انت متشائم بهذا المعنى؟
* يجب ان لا نكون متشائمين فنحن ابناء الرجاء ، ونرى ونشهد احيانا اشهرا واياما جيدة ، ولكن ما نصبو اليه هو الاستقرار والامن الدائم ، والا فما فائدة الاستقرار والامن الهش ، ان مانصبو اليه ومانتوخاه للعراقيين عامة والمسيحيين خاصة هو الامن والاستقرار الدائم .
- هل ان الجزء الاساسي من حيرتك متأتية من  الخشية المتزايدة من هجرة مسيحي العراق ؟
* نعم، والمسالة ان الكنيسة وكل رؤساء الدين لايفضلون الهجرة لاننا ابناء هذا البلد القدامى والاصليون وترك البلد ليس امرا سهلا، لكن الهجرة متواصلة وهذا مصدر حيرتنا، فمن ناحية نقول لهم لا تهجروا البلد، ومن ناحية اخرى لا حول لنا ولاقوة فيما يتعلق بحمايتهم. يقول لنا احدهم هل تضمن لي الحياة؟ واخر يقول هل تضمن العمل والمستقبل لي ولابنائي؟ واعجز أنا عن الاجابة؟ باختصار حيرتنا هي هذه: اريد شيئا لكني لا استطيع تحقيقه.
وانا هنا ارفع هذه الاسئلة للقوات الدولية والمسؤولين في دولتنا وحكومتنا لكي يدرسوا الامر جيدا ويعملوا من اجل مصلحة العراق والعراقيين وليس لمصالحهم الخاصة فهذه .
- الهجرة داخل الاوساط المسيحية ممتدة لفترة طويلة، فهل من الممكن تفسيرها بعامل الامن فقط؟
* الهجرة تمتد لاكثر من خمسين سنة، لكنها في السنوات الاخيرة تعزى لعامل الامن، الكثيرون يريدون الالتحاق بعوائلهم ومثل هذه الهجرة الكثيفة لم نر لها مثيلا في السابق.
كان من الممكن في حال استتب الأمن والسلام في العراق، ان يرجع الكثيرون منهم، فحالهم في العراق كان افضل من جميع الجهات، ماذا نريد اكثر من ان نعيش بسعادة وسلام وفرح وان نكون احرارا في عبادة الله ومساعدة بعضنا البعض.
مع وجود الحرب وعدم الاستقرار لا نستطيع ان ندرس او نصلي او نعمل فكيف يستطيع اي كان العيش في محيط كهذا؟
نحن واقعيون ولانسطيع غش انفسنا، والامر ان القوى الدولية والعالم  كان احد اسباب ماحدث ووصولنا الى هذه الحالة.
- هل لديكم احصاءات عن المهاجرين والضحايا منذ 2003 وحتى الان؟
* لاتوجد لدينا احصائيات فالامر صعب جدا، لكن الضحايا والمهاجرين في ازدياد يوميا، ولايوقف او يقلل الهجرة سوى استتباب الامن.
- هل انتم راضون عن اداء الحكومة بشأن القضية الامنية وعلى الاقل فيما يتعلق بحماية الاقليات؟
- هذا امر صعب كذلك، هم يعدون بذلك والى فترة قصيرة، لكن متى ما تهدأ الامور وتنتهي موجة الاعتداءات تبدأ الامور بالتراجع. هناك بعض العمل ونرغب في ان تكون الحماية اكثرمما هيه عليه الان.
الدولة نجحت اكثر مما كان متوقعا في بعض الاحيان، لكن وجود الخلافات الدينية والاثنية والمذهبية، يسهم في عدم نجاعة القوى الامنية و فاعليتها.
المحبة الحقيقية تضحية توحدنا، والدين لله والوطن للجميع، كنا وعشنا منذ الاف السنين فهل اصبحنا غرباء اليوم؟
انا متفائل ولو ترك العراق بسلام فسينهض بسرعة لانه غني بامواله وعقوله واديانه وتاريخه وحضارته.
- ماهو رأيك في الحديث عن اقامة منطقة حكم ذاتي اواقليما خاصا للمسيحيين؟
* انا لست مؤيدا لكل ما يقسم العراق وانا مع وحدته كاملة ، لكن اذا اردنا قيام اقاليم من اجل سهولة ادارة العراق، وسهولة توزيع خيراته فما احلى ذلك.
ولكن لا أريد ان يكون المسيحيون في قفص ومنطقة خاصة، فالعراق للمسيحيين ولكل العراقيين.
وثانيا افضل ان يحكم المسيحيون حاليا من انفسهم اذا اردنا تقليل المشاكل، لكن ومع استتباب السلام والامن في المستقبل وإذا وصلنا الى سلوك حضاري كان يسود دوما حضارة وادي الرافدين، فلا تكون حاجة لذلك، لان الجميع ستنفتح عقولهم وقلوبهم ويتآخون ويتصالحون ويعملون معا.
اذا كان الحكم الذاتي من اجل الدفاع والحصول على حقوقنا فهذا ما نريده، اذ اننا ندافع بكل قوانا من اجل ان يحصل المسيحيون على حقوقهم كاملة، وان يحكموا او يدارو من ابنائهم وبعلاقة مباشرة مع الحكومة المركزية.
- هل اتخذتم خطوات معينة في هذا الصدد؟
* هذا امر سياسي وليس من شأننا، لكننا حين نسأل نعطي راينا، والمهم هو توحيد المسيحيين، لاننا في المسيح واحد فلماذا نضيع وقتنا في امور تجزئنا. يجب ان نعمل بكل قوانا من اجل ان تسود المحبة.



حوار ـ فاضل النشمي:

 
http://www.newsabah.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=2&NrArticle=30461&NrIssue=1483&NrSection=21