مهما علت النداءات للأيديولوجيات المستحدثة، ومهما حصدت من نتائج مدمّرة للوحدة الآشورية، إلا أن مُطلقيها دائماً يواجَهون بأقوالهم في السابق، خصوصاً حين يسعون إلى تقديم بحث علمي لنيل شهادة زز فحينها يكونون آشوريين أقحاح، وبعد نيلها نقول جميعاً : "سُبحان مُغـّير المواقف".
ننشر هذا المقال للكاتب الآشوري قاشات أيـّوب الذي علق على ما وَرَدَ أعلاه في موقع تللسقف :
المار عمانوئيل الثالث دلي الجزيل الإحترام -" حقائق في زمن المطرنة - وتكفيرها أيام البطركة
قاشات أيوب
الغاية من نشر هذه الحقائق والتي منها الكثير هو ليس لالغاء هذا الطرف أو ذاك ولا الغاية منها إستفزاز الأخر ولا إلغائه أو محوه , كون الواقع الذي فرض حاله علينا أشبه بذلك اللص الذي ولج من الشباك وأفلح في تفتيت شعبنا ومصادرة حقوقه طاعنا أياه من الخلف مغيرا كل التوقعات ليصبح واقع حال الواجب الرضوخ والانصياع اليه, لكن ويبقى الأهم وهو وعبرهذه الحقائق التي ستتطلعون اليها ستكون بمثابة صفعة على فاه أولئك الدجالين الذين يصفقون لكل من ينادي في تجزئة شعبنا, كما والدور على منتحلي دور النعامة بعد قرائتهم للحقائق إخراج رؤوسهم من الحفرة والالتجاء الى الحكمة عبر النظر الى مصلحة الشعب العليا أولا , وأن يعوا لألاعيب اللصوص ثانيا وأن لا يقبلوا لكائن من يكون التلاعب بمشاعر ومصير أمتنا الكلدوآشورية السريانية ثالثا , وأخيرا وليس آخرا على رجال الدين بكل إنتماءاتهم المذهبية شرقيا إن كان أم غربيا يعقوبيا أم بروتستانتيا أن يحترموا لباسهم الكهنوتي على إختلاف منازلهم ويكونوا مراجعا دينية لا غير , ولا نريدهم لنا مراجعا سياسية وأصحاب فتاوي, في وقت كان أولاءك الآباء الكهنة يستنكرون بشدة ويدينون المراجع الدينية الإسلامية على تدخلها في الشأن السياسي العراقي وخاصة ما يتعلق بكتابة الدستور !!!!
أعزائي القراء من أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني الكرام :
أنقل لحضراتكم وبإختصار شديد بعضا من الحقائق من أجل وضعكم أمام الصورة الصادقة لما كان قد تطرق إليها البطريرك - مار عمانوئيل الثالث دلي - في كتابه الذي كان قد ألفه حينما كان مطرانا ومعاونا للبطريرك المثلث الرحمة - مار روفائيل بيداود - ..
عنوان الكتاب ( المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق ) بغداد 1994 ...
يذكر في مقدمة الكتاب قائلا , كانت هذه الدراسة في الأصل ( الأطروحة ) لنيل درجة الدكتوراه سنة 1958 , وفيها تطرقت الى المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق منذ صدر المسيحية حتى التطورات التي حدثت في زمن مار يوحنا سولاقا في منتصف الجيل السادس عشر .إن الإسم القديم لكنيستنا هو كنيسة المشرق : لذا حيث ذكر البطريرك عمانوئيل الثالث دلي حينما كان مطرانا ومن على - الصفحة الخامسة - من كتابه بأن معظم مؤلفي كنيسة المشرق رفضوا الكنيسة النسطورية ( إسماً ) ومهم عبديشوع الصوباوي في كتايه الجوهرة . وقيل أيضا الآشورية الكلدانية لتشير الى القومية واللغة ,, المصدر ( أدي شير ) , ومن على الصفحة ذاتها يطرح المطران دلي ( بطريرك اليوم ) رأيه الشحصي أيضا في إطروحته قائلاًََ * بأنه ليس من الضروري أن ينتمي اليوم جميع أبناء الكنيسة الكلدوآشورية الى القبائل المذكورة في التاريخ القديم .... أن الكلدان والآشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة بلاد ما بين النهرين ..
ومن الصفحة - 73 - إلى الصفحة - 78 - حيث يتطرق البطريرك مارعمانوئيل الثالث في دراسته حينما كان مطرانا الى الكراسي المطرانية الداخلية الخمس لكنيسة المشرق قائلاً : أنه في مجمع عام 410 تم وضع نظام بين المطرانيات في كنيسة المشرق : ويرد المطران الى ذكر تلك المطرانيات الواحدة تلو الأخرى مع الكراسي التابعة لها .. , حيث يتطرق الى كرسي أبرشية نصيبين والذي يعتبره الثاني من حيث تسلسل كراسي أبرشية كنيسة المشرق ويقول ( نصيبين وهي مدينة مهمة لأنها كانت مركز إشعاع ثقافي وديني عريق ) !! لكن وللأسف الشديد أن ما يؤخذ على المطران هنا هو عدم إعطاء هذه المدينة حقها ومكانتها الملائمة في إطروحته بالرغم من إعتبارها في التسلسل الثاني من بين أبرشيات كنيسة المشرق * وبإختصار شديد أورد للقارئ اللبيب نبذة مختصرة عن هذه المملكة ( نصيبين ) والتي عرفت بمملكة ( عصرونيا ) , وكانت هذه المملكة وعلى عهد ملكها - أبجر أوكاما - الأولى التي أمن شعبها بالديانة المسيحية وأقر دينا رسميا للمملكة ومن دون أدنى فرض بسبب سهولة تقبل وإستيعاب الشعب للفكر وللتعاليم المسيحية أولا وملائمتها للكثير من الأفكار والمعتقدات التي كان يؤمن بها الشعب الاشوري في نصبين ويعتنقها , حينها كان الملك الآشوري - أبجر أوكاما - قد أرسل وفدا لمقابلة السيد المسيح له المجد يدعوه فيها للعيش في مملكة نصيبين بسبب ما كان يعانيه من إضطهاد وظلم على يد بنو إسرائيل ... الخ لهذا السبب حيث يشير المطران في إطروحته على أنها مركزا عريقا للإشعاع الثقافي والديني .
أما الكرسي الرابع الذي يذكره المطران دلي في إطروحته فكان لأبرشية ( أربيل ) والتي وكما يقول أنها تعني ( أبرشية آشور ) في نفس الوقت , وكان هذا في عام 410 . كما ويصادق عبر الإطروحة على أن أبرشية الكنيسة - آشور - تكونت من توحيد مطرانيتي أربيل والموصل التابعة لمقاطعة " حدياب " ( آشور المسيحية ) ....
أخي المطلع - الملفت للنظر هو أن سيادة المطران دلي لم يتطرق في بحثه هذا وهو بصدد الكراسي المطرانية لكنيسة المشرق الى أو عن وجود أي أثر لكرسي أو لمطران يرمز الى بلاد إسمها بابل ولا كلدو !!!! * انها ولمن المؤكد حقائق تاريخية ثابتة لا يجرأ أحدا المس والتلاعب بها والمزايدة عليها عبر إجتهاد شخصي أو ذاتي , خاصة وأن المطران في حينها كان في طريقه لنيل شهادة الدكتوراه من خلال بحث سيخضع للتمحيص أو التدقيق وللدراسة والمناقشة القانونية , كي ينال بعدها شهادته الموسومة * .
وفي الصفحة الثامنة والسبعون من الكتاب حيث يتطرق الباحث الى موضوع ( المطارنة الناخبون)
ويقول : حيث ترجع أقدم التعليمات بخصوص إنتخاب البطريرك الى عهد مار - آبا الأول 540- 552 , حيث يعد ويحصى الباحث عددا كبيراً من المطارنة وبالاعتماد على الكثير من المصادر والمراجع الموثوقة , ويتطرق الى مطارنة بلاد الشام والعراق ونصيبين وبلاد فارس ... إلخ ويذكرهم كل حسب أبرشيته , وهنا أيضا لم يذكر الباحث أو صاحب الأطروحة أبداً بوجود مطرانا تحت إسم - مطران أبرشية بلاد بابل أو بلاد الكلدان , بينما وفي العديد من المواقع في بحثه يذكر ويتطرق الى مطارنة بلاد آشور .
وفي الصفحة - 174 - من الكتاب حيث يقول البطريرك عمانوئيل دلي (صفير العراق ) , حينما كان مطرانا وبالنص (( أن (( كلمة الكلدان , أكرر حيث يقول( كلمة الكلدان ) وليس ( إسم الكلدان ) ,يقول أن كلمة الكلدان يظهر أنها أطلقت من قبل البابا أوجن الرابع , سنة 1445 على فئة من المسيحيين القادمين من بين النهرين الموجودين في جزيرة قبرص أبّان مجمع الأتران , وقبل هذا العهد كان هناك بطاركة ومطارنة أشوريين في بلاد آشور , ))...إذن الأهم هنا هو أن سيادة المطران في إطروحته التي كدّ عليها من أجل نيل شهادة الدكتوراه سنة 1958 لم يلجأ الى التزوير أو الى تشويه الحقائق لحساسية الموقف وخطورته , حيث والملاحظ أنه لم يذكر ولو مثالا بسيطا حتى من منطلق المجاملة عن بطاركة ومطارنة بإسم الكلدان في بلاد بابل , ولا بطريركا أو مطرانا أيضا بابل على الكلدان !!!
ومن على الصفحة - 147 - حيث يركز المطران في بحثه على نقطة هامة قائلا (( وهناك من إسمه الأب كورو ليفسكي أحد المشتغلين في ميدان القانون الكنسي الشرقي , قال أن لقب بطريرك بابل الحالي ليس جيداً ويجب تغييره / الفاتكان 1983 , حيث بابل لم تكن يوما من الأيام مركزاً للكرسي البطريركي ... ))..
إنتهى
اخي القارئ , إنه وبعد نشر هذه الحقائق المقرة والمعترف بها من قبل البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي في إطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حينما كان مطرانا , والإطلاع عليها من لدن القارئ الكريم , و طرحها في الوقت عينه أمام منتحلي دور النعامة , فلا بد من إستنباط أكثر من سبب في التحول الغير طبيعي - موقفا ومبدأ وأمانة - في شخصية لها مكانتها على الصعيدين الإجتماعي والديني , فبدلا من أن يكون محل كسب وتأييد ثقة المسيحيين صار بؤرة لإثارة الشكوك والنعرات الطائفية والتي تدخل في مجالاتها الكثير من الصفات والمعاني والتي وبالتأكيد ستؤدي الى فقدان المصداقية تجاه كل كلمة ينطق بها , والحقائق التي ذكرتها أعلاه خير مثالا على ذلك ناهيك عن التقلبات والإزدواجية التي تلمسناها في أحاديثه خلال العامين المنصرمين ..
وأخيرا أن هذه الحقائق المدونة بيد مار دلي في كتابه عام 1994 أيام المطرنة لهي رسالة صارخة وصريحة بوجه مزوري التاريخ القومي والكنسي وأدعياء بما يسمى كنيسة المشرق الكلدانية , الذين وبعد أطلاعهم على هذه الحقائق فما عليهم الا أن يكرموا شعبنا الكلدوآشوري السرياني بسكوتهم وأن يعلموا بأن القصور لا تشييد بالصياح والثرثرة , وأن يتركوا العجينة للخباز ولا يحشروا إنوفهم فيما لا يعنيهم, وعملا بمقولة الشماس مردو ( الكف عن النواح على الأطلال !!! ) ..وللكهنة الآفاضل عليهم العمل بمقولة السيد المسيح له المجد ( رأس الحكمة مخافة الله ) .
ملاحطة لا بد منها :
أن أي تعليق أو تعقيب من أجل الإستفسار والمناقشة , الرجاء إرساله الى صاحب الشأن سيادة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الجزيل الإحترام ,,,,, مع التقدير.
قاشات أيوب
أكاديمي مستقل