المحرر موضوع: بصراحة ابن عبود الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء  (زيارة 912 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بصراحة ابن عبود

الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء

الفضائيات العراقية، والعربية صايرة "بگد الدود" وكل يوم يطل علينا وزير عراقي معدل، وكاشخ، وعلى اخر موديل. واكيد رايح للحمام، وشابع فرك من الدلاك (يبرج برج)! مستشار الاناقة الامريكي يقف جوارالمصور. وملقن الاجوبة الطائفي يقف خلف الستار. كل كراسي صدام الذهبية تلقفها الوزراء الجدد. يتربعون عليها كالسلاطين. كرسي ذهبي، وخشب ابنوسي، ومزهرية اثرية، او صينية، او كريستال مستوردة خصيصا للمناسبة من ارقى محلات الاثاث المنزلي في اوربا. اكيد من غنائم الفرهود. تحف راقية تتوزع المكان، او تستقر على المنضدة الفخمة. بدلة عريس، قاط محترم (توة مفصل، والخياط لو ايراني، لو لبناني لان الخياطين العراقيين مهاجرين لسوريا). ربطة عنق لماعة صارخة الالوان عريضة "المنكعين" بس الله يدري بيش؟!

حضرة /سعادة/ فخامة الوزير يتلقى الاسئلة بابتسامة عريضة، وثقة اكيدة، بان الاجوبة، صح لو غلط، لن تؤدي الى اقالته، او محاسبته فهو اما من حزب رئيس الوزراء، او حلفائه! او ضمن المحاصصة، ووظيفته ثابتة الالوان. عندما يبتسم يكشف انه، يفرش اسنانه العاجية، بمعجون اسنان مستورد من باريس، او لندن، او واشنطن او جايبينه صوغة من دبي. الله يرحم معجون عمبر وسمير. ما ادري وين صفا بيهم الدهر؟! بين الحين والاخر يراقب وضع ياخته، وانبساط رباطه، ويمسح خده ليتاكد من ان العطرالفرنسي القوي راح يسطر الصحفي، ويخليه يدوخ بالاجوبة قبل ما هو يدوخ بالاسئلة. تسريحته الهوليودية مثل نجوم الافلام. ودهون الشعرالان انواع، وليس فقط برايل كريم العتيگ، او وازنين مال المشگ، من چان بسوريا، لو ايران! ربما هاي من بركات اللجوء عند دول الكفار! كل حين يرفع يده، ويبرز اصابعه لتبان الخواتم "الرجولية" وفصوص الاحجار الكريمة الغالية الثمن من تبريز، واصفهان، وطاشقند تزيد من وزنه ورونقه تتناغم مع حبات مسبحته الكهرب. على اساس الاخ كان بالحج ويذكر الله طول الوقت! وهو في الواقع يعد دقائق اللقاء، او مليارات الفساد، او عدد البيوت التي استولى عليها. صورالابناء، الاولاد فقط طبعا، تتوزع المكان، وبأطر تكفي اثمانها لاشباع مئة عائلة عراقية جائعة. خدوده مورده(يلمع لمع) عبالك جاي من غسل وتشحيم، مو من بلد الازمات. على منضدته الفخمة علبة فخمة تشير الى انه "يدخن" السيجار الكوبي بدل سيجارة العامة! زمن!!!

كل مرة اعيش هذا الكابوس عندما اضطر (انطر) لمشاهدة مقابلة، لقاء، مواجهة مع احد "قادة" بلدنا الجدد. اواحد وزراء حكومتنا "الوطنية"! واحدهم "چنه چلب سفارة" على گولة المسرحية الفكاهية العراقية القديمة. طبعا لم ار احدا منهم مرة يقف ليودع ضيفه كما تقتضي الاصول، والعادات، والقيم، والوصايا، والاخلاق الاسلامية الملتزمين "كلش" بيها. كيف يقف، وهو يمثل القانون، والسلطة، والهيبة، والجاه، والنفوذ؟! يمثل السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، زائدا "الشرعية"! كلهن بيده، لانه يمثل المحاصصة، وهي مسيطرة على كلشي (حلقات وليس سلطات) وحدة مربوطة بالثانية. مثل مسبحته المستوردة. اما "وهم" السلطة الرابعة فهذه حبوب مهدئة للصحفيين، مثل النوام اللي كانو ينطوه ايام زمان للجهال حتى يخلصون من عياطهم (مخدرات اسلامية).
 
ترى اين يعيش هؤلاء الوزراء، والمسعولين؟ على أي كوكب؟! فكل الاذاعات، والفضائيات، والجرائد، والمقابلات، وميكروفون الفيحاء تتحدث عن فقدان الخدمات، والامان، والادوية، وانقطاع، الكهرباء، وتاخر الرواتب، وقلة التقاعد، وموت الاطفال، وانتشار الاوبئة، وشحة المياه، وتلوثها، وغلاء الاسعار، والقاذورات، والتفجيرات، و... و... و! في حين ان الواحد منهم طالع على الشاشة عبالك "عروسة جامخانة" معدل، مكمل، مزوگ، حاف حواجبه، وصابغ شعره، لابس على اربع، وعشرين حباية.عين الحسوب بيها عود! ترى اين هؤلاء من قصة عمر بن الخطاب، الذي يلعنونه صباح مساء، وهو يشعل النار تحت قدر الأمرأة التي كانت تحاولة انامة اطفالها الجوعى؟! واين هم من علي بن ابي طالب، الذي يخيط نعاله بيده، ولا يستلم راتب من بيت مال المسلمين، بل يعيش من ريع بستان صغير يملكه؟! او من ابي ذر الغفاري الذي نفي الى الصحارى لانه قال: من كان جائعا فليخرج الى الناس شاهرا سيفه. بس هو يفيد الحچي وي  هيچ عالم ما تستحي.؟!

اخر مقابلة استفزتني اجرتها فضائية الفيحاء مع مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي، وهو يتصنع البساطة، ويتحدث عن ان "النضال" ضد النظام السابق في "لندن" كلفه الكثير! فهو لا يملك سوى ثلاث معامل في لندن، واخر في هولندا، وملايين الدولارات في عمان، ودمشق، وطهران، وبيتين في الكاظمية! احدهما قصرا على نهر دجلة بهر صحفي الفيحاء، واضطر مندهشا ان يسال عنه. ولكن "البسمار" ما فاد، فقد بقي الصحفي مثل بقية الشعب العراقي حافيا، في حين يتمتع فرسان الاسلام، والديمقراطية الجدد بقصور تنافس قصور سلطان بروناي. لعد ليش تحچون على ابو حلى؟! هذاك هم چان فگر، حافي، ودشداشته مشگگه، حسب رواية، خيرالله طلفاح التي كلفته حياته! وبعدين صار ريس بشعارات، وريش، ومناصب، ونجوم، وقصور، ونياشين، وخدم، وحشم، وحماية، بعد ان "ناضل" طويلا في "القاهرة"! والمشكلة يسمون انفسهم معارضين. اكيد حسب معادلة الرياضيات الجديدة التي ابتدعها طريف عراقي:

معارض سابق + مقاول = وزير جديد