المحرر موضوع: ( رابي سركيس اغاجان : قدمت استقالتي من منصبي ... لكنها رفضت )  (زيارة 1560 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
            ( رابي سركيس اغاجان : قدمت استقالتي من منصبي ... لكنها رفضت )
                  ---------------------------------------
قال رابي ( سركيس اغاجان ) في القسم الثاني من المقابلة التي اجراها معه مؤخرا الاخ العزيز الاعلامي ( وسام كاكو ) من اقليم كردستان ( كانت هناك جهات كثيرة داخلية وعالمية تعمل في الخفاء احيانا وفي العلن احيانا اخرى لعرقلة حصولنا على الحكم الذاتي وعدم اعطاء اي امل لنا في الحكم الذاتي وسيأتي اليوم الذي نكشف على هذه الحقائق ... ) ... واضاف سيادته ( ان القيادة الكردية قد تأثرت سلبا بالتقرير الاول لممثل الامين العام للامم المتحدة السابق في العراق السيد ديمستورا واخذت قرارها بألغاء الحكم الذاتي في مسودة دستور الاقليم ... ) ...

وزاد في الكلام ( رابي سركيس ) حيث قال مخاطبا الاخ ( وسام كاكو ) ( اريد ان ابوح لك بسر وهو اني قدمت استقالتي من منصبي بعد مسودة 11-8-2008 عندما وجدت ان القيادة السياسية في كردستان تفكر بحرمان شعبنا من الحكم الذاتي وقد وعدوني في حينها بأن يفعلوا شيئا ورفضوا استقالتي ... )  ( للاطلاع على القسم الاول والثاني من مقابلة رابي سركيس اغاجان المشار اليه اعلاه الرابط الاول والثاني ادناه على التوالي ) اكيد ان الكثير من ابناء شعبنا غير مطلعين على هذا السر والخبر رغم اهميته وخطورته لانه جاء في متن المقابلة من جهة ونشرها تم حصريا في موقع عشتار الموقر من جهة اخرى وبصدد موضوع تقديم (رابي سركيس) قرار الاستقالة من منصبه اوضح الاتي :

1 - ان تقديم الرجل استقالته كانت نتيجة للضغوطات الكبيرة الواقعة عليه بسبب مشروعه المقترح لشعبنا وهو الحكم الذاتي فمن خلال تدقيقي وتمحيصي للمقابلة والحوار المشار اليه اعلاه بقسمه الاول والثاني وجدت ما بين السطور تصريحا او تلميحا ان بعض الجهات الرسمية والحزبية من داخل الاقليم كانت تريد التنصل من مشروع الحكم الذاتي لشعبنا لعدم انسجام القناعات لدىها من المشروع وكذلك بعض الدول الكبرى والمنظمات الدولية اضافة لبعض تنظيمات شعبنا القومية في الداخل والخارج وبعض اطراف واقطاب الكنيسة ...

علاوة على الموقف السلبي لبعض التنظيمات القومية والدينية العربية والكردية المتطرفة والمتعصبة المعروفة من قضايا شعبنا القومية وبشكل خاص مشروع الحكم الذاتي .. حيث ان الاطراف المذكورة اعلاه كان لها دورا وتأثيرا سلبيا على موقف القيادة الكردية من المشروع ومستقبله .. وبالتالي فأن هذا التأثير والضغط وقع على مهندس مشروع الحكم الذاتي وصاحب المقترح التاريخي  رابي (سركيس اغاجان ) وتحمله لوحده وامتنع ان يشاركه احد من ابناء شعبنا وتنظيماتنا القومية هذا الهم والعبىء والمسؤولية الى ان وصل الموضوع الى طريق مسدود ومغلق فأثر الرجل ان يقدم استقالته للقيادة الكردية احتجاجا على التراجع عن المشروع ... واعلن (رابي سركيس) خبر الاستقالة بعد مرور سنة تقريبا من تقديمها ورفضها ...

2 - الاستقالة سلوك حضاري وثقافي يقدم عليه فردا وذلك بترك المسوؤلية والمنصب احتراما لذاته او للشعب وحيث ان ثقافة الاستقالة مغيبه عن الواقع الاداري والحزبي لاغلب الدول النامية وبضمنها العراق فالشخصية التي تصل لمنصب قيادي تنفيذي بارز اداريا او حزبيا تعتقد ان هذا من حقها المكتسب وفكرة التنازل عن ذلك لاي سبب من الاسباب مهما كان منطقيا وجادا ومحقا هو ضرب من المستحيل والخيال لان الموضوع يشمل التعامل مع تحديات ومتطلبات المنصب والمسوؤلية المناط بها لان النوم في العسل ومراعاة المصالح الخاصة الضيقة افضل من الاستقالة ...

لان مفهوم الاستقالة نوع من النقد وعدم الرضا ورسالة احتجاج وانذار مبكر للجهات العليا بأعلان وجود بوادر ازمة وغياب تعاون او فشل في تحقيق هدف او اختلاف في الرأي والموقف او عدم الوفاء بالوعود والبرامج والخطط المتفق عليها والمعلنة للجماهير وطبعا تختلف طبيعة الاستقالة من حالة الى اخرى حسب دوافعها ومركز صاحبها وطريقة تقديمها وتوقيتها لكن البعض يتفادى تقديم الاستقالة حتى يضمن رضى القيادات العليا وعدم ازعاجها للمحافظة على استمراره في المنصب مهما كان الثمن لوجود المكاسب والمزايا الخاصة .. اما استقالة (رابي سركيس) فبحق كانت استقالة المبادئ والاهداف النبيلة والزهد والعفة الشخصية والواجب والموقف الثابت والالتزام الاخلاقي بعيدا عن الحسابات والمصالح الشخصية الضيقة والانتهازية والنوم في العسل والتي لا تستقيم اصلا مع شخصية الرجل المتواضعة والعصامية ...

حيث ان استقالته دقت ناقوس الخطر على حقوق واهداف شعبنا القومية لتعي كافة تنظيمات شعبنا القومية دورها في العمل القومي الوحدوي .. وكانت بمثابة الوفاء للوعد الذي قطعه على نفسه امام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حيث قال ( انه سيناضل ويكافح من اجل تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا لاخر يوم في حياته ... ) والرجل يرفض هدر حقوق شعبنا او المساومة عليها لاي سبب ومهما يكن الثمن .. انه الضمانة الاكيدة وصمام الامان لشعبنا والذي نقل حقوقنا واهدافنا ومطالبنا من مرحلة الجمود والشللية والضبابية الى مرحلة تفعيلها وتثبيتها دستوريا والشروع بتحقيقها الواحدة تلو الاخرى تباعا .. لان نيل المطالب لاتأتي بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .. واستطاع كذلك اقناع اغلب شركاء الوطن بجهود متميزة ومثابرة شخصية بحقوقنا واهدافنا القومية بعد ان كانت تؤمن بحقوقنا الدينية فقط وليس القومية انه تحول نوعي جديد ...

وبقناعتي الشخصية ان رابي (سركيس اغاجان) بذل الكثير من العطاء والتضحية والخدمة والواجب من اجل شعبنا وحقوقه واهدافه وخاصة الفقراء والمحتاجين منهم في اوقات الشدة والحوالك والازمات في ظل ظروف العراق المعقدة وبقى زاهدا ومتعففا في حياته ويمكن ان نشبهه بأمير الفقراء (عروة ابن الورد) في زمن الجاهلية في الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام حيث كان اخا ورفيقا للمعدمين والفقراء والصعاليك انذاك متطوعا في سبيل خدمتهم بأيمان وقناعة ... ويمكن ان نطلق على رابي (سركيس اغا جان) امير فقراء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .. وان كره الكارهون ...

وكذلك ممكن تشبيهه بالثائر الاممي (تشي غيفارا) الذي غادر منصبه كوزير للاقتصاد في حكومة الرئيس (كاسترو) في كوبا الى (دولة الكونغو) في قارة افريقيا ومن ثم الى دولة (بوليفيا) في قارة امريكا الجنوبية لنشر الثورة لحين استشهاده فيها ... ان التشابه ليس في المبادىء والاهداف وطريقة العمل والنضال وانما في الترفع والسمو عن الوظيفة والمنصب الوزاري وما يترتب عليه من مكاسب ومزايا وحقوق شخصية .. اضافة الى التواضع والزهد والثقة وحب الجماهير والتضحية في سبيلها انها الصفات المشتركة بين الرجلين هي مغادرة المنصب الوزاري من اجل الشعب وهذه هي القيم العليا والشرف في النضال والكفاح الوطني او القومي او الاممي ... ان الرجل (رابي سركيس) رائد النهضة والوحدة القومية لشعبنا بحق وجدارة ...

3 - ان قرار استقالة رابي سركيس كان قرارا شجاعا وجريئا ليس بهدف استعطاف شركاء الوطن من الاخوة الاكراد وانما كان قرارا حرا ومستقلا .. بعد ان اكتشف الرجل ان موقعه الرسمي والحزبي لم يسعفه على تثبيت وتحقيق مشروعه القومي لشعبنا في الوطن وفي نفس الوقت يعتبر قرار الاستقالة حسب رأي نوع من المغامرة والمجازفة ورد فعل حماسي انطلاقا من قيم النخوة والايثار والرجولة .. يمكن ان يكون غير محسوب بعناية ودقة .. لان خصومه من بعض شركاء الوطن اداريا وحزبيا وبعض المتطرفين دينيا وقوميا من الكرد والعرب اضافة لبعض المتطرفين والحاقدين من تنظيمات شعبنا القومية يتحينون الفرص ويسعون بكل قوة لازاحته عن طريقهم وايجاد شخصيته بديلة عنه لتمرير حساباتهم وبرامجهم واجندتهم ...

وهذه كانت فرصتهم الذهبية وحسب تقديري الشخصي واني شخصيا لا اتفق مع (رابي سركيس) بشأن موضوع تقديم الاستقالة في هذا التوقيت بالذات وبهذه الطريقة لانه لو تحققت فعلا لاسامح الله لكانت تزيد وتعمق ازمة ومشاكل وجروح وهموم شعبنا وتنظيماته القومية في الداخل والخارج وكانت اثارها خطيرة على مستقبل شعبنا وحقوقه ومشاريعه واهدافه وتضحياته ومصيره وعلى كل حال لرب ضارة نافعة ... وقد حذرنا من وجود هذا النفس ضد الرجل في اكثر من مقال (للاطلاع الرابط الثالث ادناه) ...

حيث كان بأمكان الرجل (رابي سركيس) معالجة الموضوع عن طريق الحوار والمناقشة مع قيادة شركاء الوطن من الاخوة الاكراد المؤمنين بحقوقنا القومية للوصول الى تسوية الموضوع بطريقة ودية واخوية مع الاحتفاظ بالثوابت وعدم اجراء تنازلات على مشروعنا القومي لتعزيزا مبدأ الشراكة والتأخي والعيش المشترك والديمقراطية وتقديرا لموقف الاخوة الكرد من شعبنا منذ تشكيل الاقليم في 1991 ولغاية اليوم ...

فالاختلاف مع الاخوة الكرد في قيادة الاقليم ليس بمشكلة للرجل ( رابي سركيس ) مادام مبنيا على الاخوة والعيش المشترك والتأخي والنضال وخاليا من الكراهية والحقد والحسابات الملوثة والمفبركة والمخفية اضافة لذلك ما يؤخذ على قرار هذه الاستقالة انه لم يناقش بشكل جماعي خلف الابواب المغلقة مع قيادات تنظيمات شعبنا القومية المختلفة المؤيدة والمعارضة والشخصيات المستقلة بطريقة او اخرى لدراسة ابعاده وخطورته .. لان الرجل اصبح ليس ملك نفسه بعد ان قدم وضحى ونذر نفسه من اجل مبادئه ومن اجل شعبنا لان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يرفض بمحبة واعتزاز وفخر وعفوية قرار استقالة (رابي سركيس) من منصبه لاي سبب من الاسباب ...  

حيث ان الرجل الزاهد والمضحي قدم لشعبنا على الارض من اعمار ومشاريع واعمال وانجازات ومكاسب ومساعدات وخدمات خلال فترة قياسية ما عجزت عن تقديمه حكومات مختلفة في بغداد لعشرات السنين واحزاب سبقته بعشرات السنين فكيف يتخلى شعبنا الوفي عن قائده والمعبر الحقيقي عن حقوقه واهدافه القومية بالقول والفعل ؟ ... لكن رغم كل ماتقدم فأن الاخوة في القيادة الكردية رفضت هذه الاستقالة تقديرا لدوره النضالي وتضحياته واخلاصه وتفانيه من اجل مبادئه ومن اجل حقوق شعبنا القومية ولم تذهب جهود (رابي سركيس) سدى وانما اثمرت عن تثبيت مشروعنا القومي في دستور اقليم كردستان مع كافة حرياتنا وتسميتنا القومية الموحدة انها مكاسب وانجازات عظيمة لشعبنا ومستقبله في الوطن يجب المحافظة عليها والدفاع عنها بكل قوة ....

4 - نذكر ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الداخل والخارج بوجود عدد من الوزراء ونواب البرلمان ووكلاء وزارات وسفراء ومداء عامون وضباط وغيرهم من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في حكومتي بغداد واقليم كردستان سؤالنا من منهم قدم او حاول تقديم استقالته من منصبه الاداري او الحزبي او البرلماني احتجاجا او رفضا على ما تعرض له شعبنا من اضطهاد وقتل وتهجير وابتزاز وتقزيم وتهميش من 2003 ولغاية اليوم ؟ الجواب لا احد منهم  ... !! الكثير منهم نائمون في العسل والمصالح الخاصة الضيقة مع تقديرنا للمخلصين والاكفاء واصحاب المواقف القومية والوطنية من اداري وحزبي وبرلماني ابناء شعبنا وفي النتيجة لا يصح الا الصحيح ....

http://www.ishtartv.com/interviews,207.html

http://www.ishtartv.com/interviews,208.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,300565.0.html



                                                                                             انطوان دنخا الصنا
                                                                                                   مشيكان
                                                                      antwanprince@yahoo.com