المحرر موضوع: هل أصبحت إيران قاب قوسين أو ادنى من السلاح النووي؟  (زيارة 650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل أصبحت إيران قاب قوسين أو ادنى من السلاح النووي؟

      في موقع فوردو قرب قم ، أعلنت إيران عن موقعها النووي الجديد ، والذي إقترح أحمدي نجاد أن يسمى ( مشكاة) ، وكانت الدول الغربية وأميركا تعلم بوجود الموقع منذ سنتين ، ولكن خوف إيران من إفتضاح أمرها أعلنت عنه ، والحاوي على ثلاثة الآف جهاز للطرد المركزي ، والذي صعق العالم ، مما حدا بأميركا وبريطانيا وفرنسا  والمانيا أن تبدي ردود فعل عنيفة ، على هامش إجتماع الدول الصناعية السبع في جنيف  ، علماً أن موقع نطنز يحتوي على 4600 جهاز للطرد المركزي.
   وبعد يومين إختبرت إيران صواريخ شهاب 3 والتي يبلغ مداها 1800كم وصواريخ سجيل والتي يبلغ مداها ألفي كم  ، في تحد واضح للعالم القلق من برنامج إيران النووي المثير للجدل ، علماًبأن إسرائيل تبعد الف كم عن أيران فقط . وصرح حسن سلامي قائد السلاح الجوي الإيراني بأن الصواريخ حققت أهدافها .، وجدير بالذكر أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية .
   وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية ، إن إيران ستتعرض للمزيد من العقوبات الإقتصادية الدولية والضغط الدبلوماسي ووصفته بالأفضل من الخيار العسكري . وقد إتحدت الدول الستة في مواجهة إيران ، غير أن إستخبارات تلك الدول إختلفت فيما بينها ، في تصوراتها وتحليلاتها حول البرنامج الإيراني الجديد ، وكانت أميركا أكثر حذراً ، ولا تريد أن يحدث لها مثلما حدث مع أسلحة الدمار العراقية والتي لم يعثر عليها لحد الآن ، وبعض الدول الأوروبية تقول : أن لأيران أكثر من موقع سري غير معلن عنه موزعة في أنحاء البلاد،
حيث أخذ ت إيران العبرة من مفاعل تموز العراقي التي ضربته إسرائيل .
   وفي الأول من تشرين الأول الخميس هو موعد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي مع مجموعة الدول الست وضمنهم
مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية  فيليب كرولي ، في المباحثات المباشرة ودون شروط مع إيران وللمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً .
   والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل إنتهت اللعبة الإيرانية عند هذا الحد ،؟ وهل فعلاً برنامجها هو للأغراض السلمية ؟
   يقول الخبراء والمحللون : إن إيران تناور وتخادع لكسب المزيد من الوقت ، وهي تكذب وتخفي الكثير عن برنامجها النووي ،
وهي ساعية بداب للحصول على السلاح النووي ، وفرض سياسة الأمر الواقع ، بعد أن تصبح فعلاً دولة نووية ، فتكون والحالة
هذه لا مناص أمام العالم لقبول الواقع الجديد ، مما يزيد من الإحتقان وسباق التسلح في الخليج والشرق الأوسط  .
   وإسرائيل ستكون أمام خبارين أحلاهما مرّ ، فإما ضرب مفاعلات إيران النووية في حرب إستباقية قبل الحصول على القنبلة النووية ، وهذا ليس في قدرة إسرائيل لوحدها ، سيما وإن موقع ناتانز الكبير يحتاج إلى أكثر من ثلاثين صاروخاً خارقاً للأسمنت المسلح ، وبسمك من 6 – 8 م بالإضافة إلى الموقع الجديد ، والتي أضهرت صور الأقمار الصناعية أنه تحت الأرض في جبل وحوله الدفاعات الجوية والتحصينات العسكرية ، والثاني ترك الأمر ، وهذا يثير قلقها ،بعد تهديد نجاد بمسحها من الخارطة سابقاً.
   وجدير بالتنويه أن روسيا والصين وكوريا الشمالية ، من المحتمل جداً إنها زودت طهران بالصواريخ المتطورة أ و ساعدتها
في زيادة مدى وتقنية الصواريخ الباليستية  ، والتي تجعل كفة إيران متفوقة في المواجهة المحتملة مع إسرائيل .
   كما إن إختيار مدينة قم للموقع الجديد ، سيزيد من مشاعر الغضب لدى المسلمين المتشددين ، بإعتبار قم مدينة مقدسة ، فيبرر العمليات الإنتحارية  وضرب مصالح إسرائيل والغرب .
   فهل تحتاج إيران إلى السلاح النووي الباهض التكاليف ، في الوقت الذي يعاني السواد الأعظم من الشعب  من شظف العيش والجهل والمرض وإنعدام الحريات ، فلماذا إقدام إيران على هذا التحدي السافر في هذا الوقت بالذات ؟
   إننا نرى أن لإيران أغراض عديدة سياسية خارجية وداخلية ، فهي ترمي لحرف الأنظار لما يجري داخلياً ، من إستفحال
قوى المعارضة وإشتداد بأسها ، بعد فوزأحمدي نجاد  برئاسة ثانية والتي يشكك الإصلاحيين بنزاهتها ، بقيادة مير حسين
موسوي ومحمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني وغيرهم  ، مع إيهام الجماهير بأن الخطر الخارجي المحدق بإيران يستوجب التوحد مع الحكومة لمواجهة الإستكبار العالمي كما داب نظام الملالي وصفه ، مع إتهام المعارضة بإرتباطاتها الخارجية ، مع سحق المعارضة كما رأينا في الإضرابا ت العارمة التي إجتاحت إيران والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى ،والاف الموقوفين حتى كسروا شوكة المعارضة بترهيبها وقمعها بالحديد والنار . فإلى متى يستطيع نظام الملالي البقاء في الحكم ؟ وهل تصلح ولاية الفقيه للقرن الواحد والعشرين والتي رفضتها الجماهير الإيرانية المغلوبة على أمرها ، تحت الحكم الدكتاتوري بحجة الدين  ؟

                                                                                                                       بقلم -  منصورسناطي