قنابل شيكاغو التي ستنفجر في وجوهنا
في الدعايات التي تردنا من نينوى الثانية، مدينة شيكاغو الامريكية وعود بتفجير قنابل مدوية من التاريخ القريب ستصيب شظاياها كل من يعادي المفجرين او ارهابيي العصر الكلدواشوريون.
بالطبع ان من تخرج من مدرسة الارهاب التي تقوم باسكات كل الاصوات الناقدة للوضع، المدرسة تلك التي حاولت اغتيال من تجراء على نقدها، او تشويه سمعة من كشف عوراتها او التهجم على كل من يقول الحقائق، ان خريجي هذه المدرسة لا يمكن ان ننتظر منهم الا التهديد بتفجير القنابل محاولة لترهيب مخالفيهم في الرأي والممارسة.
فانصار الاسقف مار باوي وهم نفس انصار الحركة الديمقراطية الاشورية اسما وانتماءا وممارسة، يستعدون كما يقولون لكشف المستور من تاريخنا (تاريخ الانقسامات الكنسية وبعض الاحداث التي مرت على شعبنا) وخصوصا اعادة كشف او احياء قضية اغتيال قداسة المرحوم مار ايشاي شمعون، الذي اغتيل عام 1974 في الولايات المتحدة الامريكية والتي احيت مئات المرات ونشرت تفاصيلها كلما كان هناك من يعتقد انه يمكنه استعمالها في الكسب السياسي الاني، وكذلك اغتيال ماركريت جورج وتصريحات الشماس المرحوم شليمون بيت مار يوسف (التي يقال انه كان له دور سلبي في الانشقاق الكنسي) وغيرها من القضايا التي يعتقدون انهم سيتمكنون من ارهاب الناس بها ومن ثم جعلهم ينصاعون لما يتم تليقنهم به، اي ممارسة ما يتم عمله معهم، لانهم باعتقادهم كل الناس يشابهونهم في قلة العقل والفطنة، وقد قيل ان الاعمى يعتقد الناس كلهم عميانا.
فماذا يخبئ لنا ارهابيي شيكاغو هؤلاء، وهل سيهدمون الهيكل على روؤسنا جميعا كما يتوعدون ويهددون، ام ان وعودهم وتهديداتهم تنطلي على من كان الخوف رفيق دربه والهلع حليب رضاعته والفزع نهاية امره، انهم قد نجحوا مع البعض بتهديداتهم، ويعتقدون ان كل الناس ستنصاع لهم ولمخططاتهم ولا يدرون ان تجربة الاترنايي قد شاعت وتوسع مداها فلم يعد احد اليوم يخاف من الفزاعات التي تضع في طريق الحقائق.
من الغرائب والعجائب التي يمكن ملاحظتها مع هذه الغوغاء هو ان تحالفاتها تكاد ان تكون تحالفات وقتية وانية وتتم مع اعداء الامس القريب، وكلها تتم باسم الوحدة او الاتحاد، ولكن باتجاه معاكس، فرئيسهم الروحي المؤقت، مار باوي سورو والذي يكن عداء فكري وقيمي لرئاسة الكنيسة القديمة، نراه يحاول التحالف مع هذه الكنيسة لتحقيق غايات انية ومصلحية ولصالح شخصه وطموحاته، فالتقارب مع قداسة مار ادي الثاني ليس حبا وايمانا بل هو وسيلة لتبواء مرتبة جديدة (تشير التسريبات الى رغبته في نيل رتبة المطرافوليط) ومن ثم الدخول في حوار وحدوي مع كنيسة المشرق التقويم الجديد من موقع جديد وقوي، ان نيافة مار باوي بات يدرك الخطاء الذي وقع فيه، فاستعجاله اتخاذ مواقف حدية مع قداسة مار دنخا الرابع، قد اوقعه في ورطة حل المشكلات التي باتت تواجهه وخصوصا مع انكشاف مخططه النظري والذي كان قد وضعه وحاول اقناع بعض طلاب الكهنوت به.
ولذا فلجوئه الى الكنيسة الجاثيليقية كان من باب مضطر اخاك لا عاشق الاتحاد، لان هواه الاتحادي هو مع روما ومع التسمية الكلدواشورية ، بل ان المؤشرات تؤكد ان خشبة الانقاذ قد رميت له من حلفائه السياسين من خلال الكاهن المتعاطف معهم في التقويم القديم.
اما كون مار باوي رئيسا روحيا مؤقتا للجهة السياسية الداعمة فهو لسببين:
اولهما ان نيافته لن يتمكن والى المدى البعيد الاعتكاز عليهم بسبب سرعة تغيير التحالفات السياسية والتي قد تظطرهم الى التخلي عنه او تقديمه كبش فداء لتحقيق امور تراها الجهة السياسية الداعمة اهم، وخصوصا ان السياسة تعمل باسس مصلحية وقصيرة الامد وخصوصا مع هؤلاء الاشخاص كما ان روما وكنيستها الكلدانية لا تبدي ترحيبا به وبتطلعاته.
وثانيها ان الجهة السياسية ستحاول التخلص من عبئه وخصوصا ان المؤشرات تدل على ان نيافته سيغرق في المشاكل التي اثارها بنفسه وخصوصا اصراره على اللجوء الى المحكمة لحل اشكالية املاك الكنيسة.
اما من ناحية الكنيسة الجاثيليقية فالظاهر ان المعلومات والحقائق التي تقدم الى قداسة مار ادي الثاني يتم تلوينها وتغييرها بما يساعد على ان تقوم هذه الكنيسة برعايته وفتح باب دورها امام نيافته ليقوم باداء طقوس القربان وفي كل كنيسة بما يلائم انصارها.
البعض من مستشاري قداسة مار ادي الثاني يحاولون خلط السم بالدسم ففتح ابواب كنائسهم امام اسقف موقوف من اداء مهامه كاسقف بحجة ان ابواب الكنيسة مفتوحة امام الجميع هو تجميل، فنيافة مار باوي ليس كل، بل هو شخص موقف وهو في صراع قضائي مع كنسية شقيقة او مؤسسة مقدسة وشقيقة ويأمل ابناء الكنيستين في يوم قريب العودة الى الوحدة لان الخلاف الوحيد بينهما هو خلاف اداري وليس لا هوتي، كما ان الكنيسة المقابلة قد طرحت وبشكل جدي مشروع للاتحاد مبني على اتحاد كنيستين شقيقتين متساويتين، ان مستشاري قداسة مار ادي يضحون بكل الامال المستقبلية لاجل تحقيق اجندة سياسية تخص فصيلهم فقط، دون النظر الى صالح الكنيسة والرعية.
بعد هذا التوضيح لصورة الاحداث، نود ان نعرف او نعي بماذا يهددوننا مفجري القنابل الاذاعية والتلفزيونية في شيكاغو، وهل حقا يمتلكون شيئا يؤثرون فيه على مسار الاحداث، ام هوكما ذكرت ديدنهم في التهديد والوعيد وبالتالي لا يرتعد منها الا الرعديد.
كما قلت ان قضية اغتيال قداسة مار ايشاي شمعون، والذي تعتبره الكنيسة لجد الان بطريركا في سلسلة بطاركها، تم الحكم بها في محكمة امريكية وتم تجريم الفاعل واخذ حقه القانوني وقد تم اطلاق سراحه بعد ان نفذ مدة محكوميته، ولكن التهديد بها برغم من اثارتها كل فترة، له هدفين هو تهديد الكنيسة بالادعاء ان بعض قادتها كان على دراية بالامور وبمن كان السبب الرئيسي او المخطط للجريمة، وكذلك تهديد الاتحاد الاشوري العالمي بان له يد في القضية رغم ان قيادة الاتحاد الاشوري العالمي تغييرت مرارا وتكرارا، ومن يدخل على غرف الدردشة التي يديرها انصار مار باوي والحركة يدرك بلا شك عدائهم لقيادة الاتحاد الاشوري العالمي، بعد ان تمكنوا خلال السنوات الماضية من حلب كل ما يستطيعون من هذا الاتحاد. وفي هذا السياق وان كان المستهدف فيها الكنيسة ورأسها قداسة مار دنخا الرابع فقط في التهديد بكشف وثائق يقال انها تعود للمرحوم الشماس شليمون بيت مار يوسف ودوره السلبي في الانقسام الكنسي. ان التساؤل المشروع هو لو كانوا حقا يمتلكون وثائق ذات قيمة لماذا احتفظوا بها لحد الان، اليس من حقنا التشكيك بكل ما يمكن ان يبرزوه وخصوصا ان الوثائق المزورة التي نشروها بين العامة والتي فبركت ضد خصومهم كثيرة واحداها عملت برسالة حزبية من قيادة الاترنايي ومرسلة لي وهي لازالت موجودة لدينا، ومثال اخر الفاكس الذي ارسل الى احمد الجلبي بأسم مراسل قويامن في دهوك وغيرها الكثير من هذه الفبركات، التي توصم هذه المجموعة بالاجرام وليس بالنضال.
ان من كان ديدنه الاجرام والكذب والدجل، لا يسلم من اذيته الشريف والمسالم والنظيف، الا ان الاذية تكون بقدر الفاعل وهي رمي الدعايات الكاذبة والمفضوحة والتي لا يصدفها الا من لا يريد ان يصدق مهما كان الامر.
مشكلة هذه النفر ليس الحقيقة فالحقيقة وهم متعاديان او لا يلتقيان ابدا مثل الخطان المتوازيان، بل مشكلتهم هي محاولة تضخيم الامور والادعاء بعكس الواقع، ومحاولة ضرب عدة جهات في رمية واحدة.
يقال انهم في صدد اثارة مسألة مقتل ماركريت جورج وامتلاكهم ما يثبت مشاركة المرحوم مايوالاها في مخطط قتلها او عدم الممانعة في ذلك، ان الغاية من هذا التسريب ليس امتلاك هذا الاثبات فمثل ذلك يكاد يكون في حدود المستحيل، الا انهم يرمون الى ضرب الكنيسة كمؤسسة مشاركة في العمل الاجرامي، ويقال ان السارق يبرر سرقته بان كل الناس هم لصوص، فالامر ليس احقاق حق في مسألة ماركريت جورج التي مر على مقتلها حوالي الاربعين عاما، بقدر ما هي محاولة لاعلام الناس انهم يمتلكون حقا معلومات ومصادر خبرية وارشيف الاسرار، كما ان هذه المحاولات كلها تصب في خانة خلط الاوراق واعادة كل الاشكالات السابقة والتي تجاوزها ابناء رعية كنيسة المشرق بفرعيها الى نقطة الصفر، فلوا كانوا بهذه القدرة لتمكنوا من اخفاء ما نشرته جريدة الحوزة والبينة وكررته صحف ووسائل اعلام اخرى، اليس كل ما يحدث يثبت بأنهم يريدون القول انظروا الكل مثلنا وكلهم مشاركين في جرائم وهذه ادلتنا، الم اقل لكم ان السارق يبرر فعلته بالادعاء ان الجميع لصوص![/size][/font][/b]