المحرر موضوع: هل سيكون شعبنا دائماً في ضباب الحياة  (زيارة 703 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل edesa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 121
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل سيكون شعبنا دائماً في ضباب الحياة
برديصان
تتعالى أصوات طالبي الوحدة والتقارب والتفاهم ورص الصفوف وخير وقت للقيام بهذا العمل القومي هو اليوم قبل الغد وخاصة في ظل الأوضاع الحالية التي يعاني منها عراقنا الحبيب وبالأخص ما يعانيه شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) من قتل واختطاف وتهجير وإبتزاز، فضلاً عن سياسة إنكار الهوية.
لقد أنكرت هوية شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) منذ زمن بعيد وقد بان ذلك جلياً في إحصاء عام 1977، ومنذ ذلك الوقت فما زالت الإضطهادات التي تمارس ضد شعبنا في ضراوتها وقسوتها وبكل الوسائل الممكنة، منها تعتمد على الترغيب ومنها على الترهيب، لسلب إرادته وتهميشه كشعب له حقوق مثلما عليه من واجبات، وأول خطوة كانت محاربته فكرياً وخاصة إنكار انتمائه إلى أجداده العظام، وذلك حدث عبر سلب حضارته والإدعاء بأنها حضارة لشعب آخر رغم أن شعبنا هو مؤسس الحضارات والإمبراطوريات العظيمة.
ففي زمن النظام السابق كان شعبنا يوضع في مواقع خدمية، ففي الجيش أما أن يقوم بالأعمال الخدمية التي تقلل شأن الإنسان كأن يكون عاملاً في المطبخ بحجة كونه مسيحياً والمسيحي كما هو معروف عنه نظيف وصادق وأمين وغير مرتشي، وأما في الحياة المدنية، ففي قصور النظام السابق وأتباعه كان يستعمل كخادم في الفنادق والمطاعم، فتحول هذا الشعب من شعب معروف بالشجاعة والقوة والشكيمة والإباء والاعتزاز بالنفس، إلى شعب مجبر على خدمة الآخرين، وتحول من شعب كان يعرف عنه بأنه خير كادر في كل الصناعات، إلى شعب عيونه على أيدي الغرباء كي يتقبل (بخشيشاً صغيراً). شعب يقدم الخدمات لكل من يدفع أكثر، شعب قد نسي قضيته القومية وما يمارس عليه الآن هو أشدّ قسوةً، حيث هُجّر من مناطق سكناه في الموصل وأغلب أحياء العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، ومورست ضده أشد أنواع الإستبداد من قتل وخطف ودفع فدية وترغميه على ترك دينه المسيحي أو دفع الجزية، وقد إستشهد في الموصل المطران مثلث الرحمات مار بولص فرج رحو وكاهنان هما الأب الفاضل بولص اسكندر والأب الفاضل رغيد كني مع ثلاثة شمامسة والأب يوسف عادل عبودي في حوادث منفصلة، والكثير من أبناء شعبنا ولا يزال مسلسل الخطف على أشده وقد وصل عدد المخطوفين من أبناء شعبنا في الموصل فقط لشهر حزيران 2007 إلى أكثر من أربعين شخصاً من ضمنهم أستاذ جامعي وسبعة طلبة ثم الإفراج عنهم بدفع مبلغ قدره 200 ألف دولار أمريكي!! فضلاً عن أعداد أخرى من أبناء شعبنا خطفوا في بغداد وديالى وكركوك وغيرها من المناطق وإستشهاد عدد آخر منهم.
إن هذه النفسية المريضة التي فرضها الواقع عليه توهجت بالإرادة المسلوبة التي لا يمكنها أن تزول بشرذمة الأحزاب والتنظيمات السياسية وإنما تزول بتقارب تنظيماتنا السياسية العاملة في صفوف شعبنا وتوحيدها، وهنا ستكمن القوة التي تقي شعبنا من الانحدار إلى أسفل الدرجات مادامت عملية تحويله إلى طبقة من خدم   في مراحلها الأولى، وأخيراً نؤكد بأن أمتنا (الكلدانية السريانية الآشورية) سوف لا يمكنها التغلب على هذه الظروف إلا برصّ الصفوف، وهذا سيكون بداية مشرقة لتحقيق أمانيها وطموحاتها المشروعة وتنتزع حقوقها المسلوبة كاملةً وتفرض نفسها كشعب أصيل في العراق الجديد. من جريدة نيشا