المحرر موضوع: شكرا جنان ساوة – إكتشفنا التسمية  (زيارة 2144 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Wadii Batti Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا جنان ساوة – إكتشفنا التسمية
مرحى شعب نينى ونينى وننَايي
الدكتور وديع بتي حنا
wadeebatti@hotmail.com

كان عيد قيامة الرب له المجد مناسبة للتحرر ولو زمنيا من هموم الحياة وفرصة للابحار اولا والتأمل في عظمة هذه المناسبة كونها حدثا خارقا تنفرد به المسيحية وتتباهى وتفتخر به على مر الازمان والدهور, ولان العيد يعني الفرح فكان عيد القيامة ثانيا مناسبة للتعبير عن الفرح والسعادة الذي بأخذ شكل تجمعات ولقاءات وسهرات يجتمع فيها الاهل والاصدقاء والخلان لساعات تسودها المحبة والانتشاء. وشاءت المناسبة ان يجتمع جمع غفير من أبناء شعبنا في مدينة اسكلستونا السويدية حيث نظمت اخوية ماربولس الرسول مشكورة حفلا جميلا بهذه المناسبة  , وشاءت الصدفة ايضا ان يسمح لي محل جلوسي برؤية مشهد متكامل من الحضور والفعاليات.

انها باقة ورد رائعة تجمع جميع اطياف شعبنا فالحفل كما قلنا كان من اعداد وتنظيم اخوية مار بولس وهي تظم نخبة متميزة رائعة من الشباب المسيحي الذين ينتمون الى الكنيسة الكلدانية لكن ذلك لم يمنع ان ترى ابناء شعبنا من الاشوريين والسريان بثقل وزخم كبيرين في الحضور والفعاليات. بل ترى , ويغمرك الفرح , ان الكلداني والسرياني والاشوري يجلسون على مائدة واحدة وكأن لسان حالهم يقول لاصحاب مقالات التشرذم والانشقاق انهم كانوا ولازالوا وسيكونوا هكذا شعبا واحدا وان محاولات فطاحل المواقع واصحاب الاوراق الصفراء لن تنجح في زرع بذور الفتنة والانشقاق في صفوفهم عن طريق اللعب على اوتار مشاعر الانتماء الضيقة في محاولة سافرة للاصطياد في المياة العكرة. ترى الايادي متشابكة في الدبكات , لاحاجز يفصل بين الكلدانية والاشوري والسرياني والاشورية والكلداني والسريانية وعندما طلب احدهم اغنية جنان ساوة الاخيرة هب الجميع في كتلة واحدة وكانهم يريدون ان يقولوا لمن داخ ودوَخ الاخرين بمستنقع التسمية انه شعب واحد ولا ضير في ان يطلق عليه مؤقتا ( شعب نينى ونينى وننايي ).

كفانا نبشا في بطون التاريخ ( يقول نزار قباني نصف حوادثه تزوير ) لنُخرج ونشيع بين ابناء شعبنا ما قد ربما نكتشفه فيه من نقاط مظلمة عوضا عن تلك السيول العظيمة من الاشعاعات المنيرة التي يزخر بها وتتحدث بالادلة والشواهد عن هذا الشعب الحي الذي يكفيه فخرا انه حافظ على هويته لعشرات من القرون رغم كل الاعاصير والهجمات البربرية التي استهدفته.
انه البيت المسيحي الذي يحتوي على ثلاث غرف , الكلدانية والاشورية والسريانية وفي الوقت الذي يملك الجميع الحق في تاثيث وتزيين غرفهم بكل ماهو رائع لكن الواجب الاساسي يكمن اولا في العمل معا لكي تكون لهذا البيت الواجهة الانيقة الغنية التي يستحقها وترتفع على سطحه راية واحدة حيث لامعنى لاي جهد فردي ينصب فقط لصالح احدى الغرف ويهمل الباقي كما ان التاريخ لن يسامح قط اؤلئك الذين ينبشون تحت غرف اشقائهم بهدف تحويلها الى ركام ظنا منهم انهم بذلك يستحوذون على ( الهريسة ) التي لن تكون إلا انقاضا. انها كتلة واحدة واية انتكاسة في زوايا اي اساس فيها ستلقي بضلالها سلبا على البناء بكامله. ان المنظرين الذين يحاولون التقليل من فعل العامل الديني في وحدة مصير شعبنا عليهم ان يتذكروا ان هذا العامل وحده هو من أوقف ( طابور الواوات) في تسمية هذا الشعب وحال دون ان يضاف الى ذلك الطابور الصابئة واليزيديين والشبك في ( جبهة واوية قومية تقدمية). حاشا ان يكون هذا انتقاصا من هذه المكونات ولكنها محاولة لوضع النقاط على الحروف فتكون يسيرة للقراءة لمن لايتقنها. ان الذي يراهن على تحقيق اهداف شعبنا من خلال تسمية قومية اذابت قلوبنا ولم نتفق عليها انما يقع في وهم كبير, ليس هذا عداء للتسمية القومية ولكن ينبغي لهذا العلم القومي ان يكون بسارية راسخة يلتف عليه ويحميه الجميع وليس كعلم نصير الجادرجي ايام مجلس الحكم , ذلك العلم الذي كانت دورة حياته ساعات محدودة. ربما يتفق الكثيرون في ان الهوية الدينية ستحقق لنا في هذه المرحلة اضعاف ماتحققه اية تسمية قومية تُرمى بسيل لاينقطع من الحصى من قبل من يُحسبون عليها.

وها نحن مؤخرا نعيش موجة اخرى من المقالات الصاخبة التي تعلو باصوات التشرذم والانشقاق حيث انتقل كتابها  وللاسف الشديد رسميا من دائرة النقد ليصبحوا اسرى الحقد فتراهم يوجهون سهامهم نحو كل دعوة او مقالة تدعو الى الوحدة كما يحاولون بشتى السبل الحط من كل جهد سياسي لشعبنا فاصبحت الحركة الاشورية مثلا بالنسبة اليهم بعبعا يحصون عليها شهيقها و زفيرها وكأن قادة هذه الحركة ليسوا من ابناء شعبنا بل اعضاء في الحكومة الاسرائيلية الذين صلبوا اجدادهم الرب له المجد. وفي المقابل وكاستخدام لقانون الفعل ورد الفعل نرى بعض الاخوة الاشوريين الذين تستفزهم سريعا تلك الكتابات فينطلقون في مهاجمة اي جهد لشعبنا لاترعاه الحركة الاشورية كبعض المقالات التي تنتقد بحدة قناة عشتار الفضائية والفعل الذي يقوم به السيد سركيس اغاجان نائب رئيس حكومة اقليم كردستان. ترى كم ستكون النتائج كبيرة وفعالة لو توحدت وتكاتفت جهود الحركة الاشورية مع جهود السيد سركيس اغاجان وكانت هاتان الموجتان في طور واحد ونتج عن تفاعلهما تداخل بنَاء؟! 
ان الديك يصيح مرة في الصباح فيكون ذلك كافيا ليستيقظ الجميع فينطلق كل الى عمله لكن مصيبتنا كبيرة حيث شعبنا يصيح لسنوات والسياسيون فيه قد تناولوا جرعة كبيرة من المخدر تجعلهم على الدوام نيام.