المحرر موضوع: لا صمت مع الله  (زيارة 1035 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل habebsher

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا صمت مع الله
« في: 18:58 27/04/2006 »
                       لا صمت مع الله !!                           
 القداس اجتماع مع الله يجب ان يتكلم كل من يحضره لان الصمت مرفوض عندما تكون في حضرة الخالق.
وعلى مر الأجيال حاول رجال الكنيسة تفعيل دور المؤمنين في إقامة القداس من خلال المشاركة في الإنشاد والردة ووضعوا منهاجا" بسيطا" يسمح للحاضرين بالمشاركة في جمل بسيطة ونقاط ومحددة تحقق نوع من التوافق في أجواء الصلاة.
      بالرغم من مما ذكر فمن يدخل إلى بعض كنائسنا يجد خللا" في روحانية الصلوات المقامة فيها يتمثل في انحصار الصلاة بين الكاهن ومرافقيه من جهة وبين الجوقة الكنيسة من جهة أخرى دون أن يسمع صوت لأفواج من المؤمنين التي أتت لكي تشارك القداس وصلواته وفي نفس الوقت لتبدي أي مظهر من مظاهر السعادة والاحتفال بالالتقاء مع الله.... والخلل في هذه المشكلة يكمن فينا نحن اى جمهور المصلين بسبب افتقادنا للمعاني ألروحيه وإرادة المشاركة والاستمرار في الترنيم ومتابعة القداس بدل الاكتفاء بالجلوس كمتفرجين... وننتظر أن يملآ الآخرين أجواء الكنيسة والقداس بالحياة بدل أن نفعل نحن ذلك. نحن لسنا عادلون مع الله هذا الشيء معروف وثابت نسبيا" ولكن يجب أن لا يغيب عن تفكيرنا وضميرنا طيلة الدقائق المحددة التي نقفها في حضرته. وننطلق في الروح لا يهمنا عدم معرفتنا الكاملة بالنصوص أو حتى عدم ملائمة صوتنا للغناء لآن أي صوت مهما كانت درجة جماليته سيبدو رائعا" عندما يمجد باسم الرب. يجب أن نمنح لأجسادنا الراحة التي تحقق حركة الروح فيه ونغمات الموسيقى والأناشيد(بدل أن نخلق منه قالبا" أسمنتيا" لا يتحرك أبدا") إن أي إنسان طبيعي يعجب بأغنية معينة ويحفظها عن ظهر قلب ويرددها فيما بعد في البيت أو محل عمله وينطلق معها عندما يسمعها في حفلة ما ليبدأ الرقص على إلحانها تلقائيا".... ولكن نفس الشخص عندما يحضر القداس تجده يلتزم الصمت ويطبق شفاه دون كلام أو ترديد الترانيم حتى لو كانت بسيطة.
    من قال أن الله لا يفرح عندما يجدنا سعداء في حضرته وليس كمن يحضر مأتما بل يجب أن نسبح ونغني ونرنم بأعلى صوت ونرقص أيضا" فألهنا ليس اله صمت وأحزان وإذا كنا نتصوره كذلك فعلى الفور يجب أن نرفع هذا التصور من عقولنا الضيقة ولا نقف بين جدران مكتوفي الشفاه والايدى لان في تلك الحالة لا تستحق تلك الجدران والحضور أن تسمى الكنيسة بل يجب أن نردد جملا" وكلمات تعلمناه منذ الصغر من الكاهن والتي قال أنها مخصصة ليقولها الشعب.
ليس في التعبد قاعدة ثابتة تفرض على المصلين وضعا" مأساويا"كالذي نقفه اليوم في الكنيسة بل الكل أحرار في أن يتغنى كما يحلو له وفق طبقات المحيطين أو حتى إذا أراد أن ينحني سجودا" أو وقوفا" أو يرقص في قمة سعادته الروحية فليس هناك من جهة تستطيع أن تقف في وجه تلك السعادة.
لن تردعنا الكنيسة إذا حركنا شفاهنا ولن يلومنا مخلوق لان صوتنا ليس مثاليا" طالما إننا نعتبر إن رب السماء يسمع صلواتنا وتهليلنا  وبفرح فهو من وهب لنا فما"ولسلنا" ولا ينزعج من صوتنا تمجد اسمه    وأخيرا" لو فعلنا كل ذلك لا حاجة لان نراقب عقارب الساعة متى ينتهي (الكابوس)الذي هو أصلا" نحن صنعناه

حبيب ايليا شير/موصل