المحرر موضوع: سلوى هادي حيدو تغادرنا الى الابد  (زيارة 1034 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سلوى هادي حيدو تغادرنا الى الابد

نبيل يونس دمان


     وقع خبر وفاة سلوى حزينا على مسامعي، لقد تابعت في الاشهر الماضية مسيرة المرض اللعين الذي داهمها دون إنذار في وطننا الحبيب، ثم وصولها الى اميركا قبل مدة، حيث تولى أمر علاجها مشكوراً، الصديق الهمام د. نشات يوسف توسا، اخيراً شاء القدر ان يخطفها من عائلتها، ومن اهلها في العراق والمهجر.
     عرفت سلوى جيدا في سبعينيات القرن الماضي زميلة في جامعة الموصل، كانت مثال الخلق والادب، كم تخطينا شوارع الجامعة مجاميعاً، كأخوة وأحبة وسلوى بيننا بأحاديثها الشيقة والابتسامة لا تفارق شفتيها، وكم حضر جمعنا المصغر مناسبات واحتفالات ومهرجانات، ونحن مفعمون املاً بان نخدم الوطن، نعيش على تربته، نربي اجيالاً تتبعها اجيال، لكن الاهوال تكالبت علينا، مع اشتداد تمركز السلطة بأيدي طاغية بعيد كل البعد عن الانسانية والحضارة. مع اشتداد الحرب العراقية- الايرانية التي اشعلها صدام في سنيها الاولى، وقع حادث أسر زوجها المرحوم جورج بولا، في احدى جبهات الحرب وليمكث سنيناً طويلة في ايران، اتذكر عندما التقيتها في باص المصلحة على طريق الموصل، قالت هل سمعت بمصابنا، قلت أجل، لكن لا عليك انها فترة قصيرة ويسقط الطاغية فيعود كل شيء الى طبيعته، من ربيع ذلك العام 1982 لم التق سلوى حتى اعترف امامها بسوء تقديري للوضع، ان الوطن لم يتعافى ولم يستقر حتى يومنا هذا، رغم مرور اكثر من ربع قرن على تلك الذكريات المُرّة.
     لم اسمع في غربتي الطويلة سوى اخبار المآسي المتلاحقة التي ألـَمّت بسلوى وختمتها برحيلها، فألف رحمة على روحها، ستبقى ذكراها حية في وجداننا، نحن زملائها ورفقتها، في جامعة الموصل، والبلدة القوش الباقية ما بقيت اشعة الشمس تغمرها كل صباح.
nabeeldamman@hotmail.com
December 26, 2009