المحرر موضوع: الزعيم البارزاني يلتقي أبناء شعبنا في واشنطن  (زيارة 1969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي
الزعيم البارزاني يلتقي أبناء شعبنا في واشنطن
     
       يتهيأ ممثلو مؤسساتنا القومية ومنظماتنا السياسية لزيارة واشنطن لغرض أللقاء مع رئيس أقليم كردستان العراق الأستاذ مسعود البارزاني والوفًد المرافق له, الذي يقوم بزيارة الى واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي السيد أوباما ونائبه السيد جو بايدن,وكعادتهم في كل مرة حيث كانوا يقومون بزيارة  الزعماء الأكراد لدى وجودهم في واشنطن, كلما سنحت لهم الفرصة بذلك,وكانت الزيارة عادةَ تقتصر على البعض من مسؤولي المنظمات السياسية والتجارية لأبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في كل من مدينة ديترويت وشيكاغو وفي بعض الأحيان من كاليفورنيا أيضآ, كان الهدف من هذه اللقاءأت هو تعزيز العُلاقات الأخوية التاريخية والمصالح المشتركة بين الطرفين,أما هذه المرة فإنَ الوفًدً أخَذ بعدآ آخر, وشمل معظم ممثلي المنظمات السياسية لشعبنا بالإضافة الى البعض من رجال الدين للكنيسة الكلدانية في أميركا.
     لقد كانت الوفود السابقة دائمآ متفقة الى حَدً ما في رؤيتها للقضايا التي كانت تبحث مع القيادة الكردية بالرغم من وجود ألتسمية المركبة التي كان يرفضها البعض من أعضاء الوفد, وقد كان دائمآ موقف كُل من الأستاذ مسعود البارزاني والسيد نيجيرفان البارزاني أيجابيآ وشفافآ للغاية,ولم يترددوا أبدآ في تقديم العون والمساعدة لأبناء شعبنا المسيحي بشكل عام في كوردستان وفي كافة المجالات والميادين,بالإضافة الى ذلك لقد كان موقف السيد البارزاني دائمآ ينسجم مع طموحاتنا وتطلعاتنا القومية وتجسدَ ذلك في إقرار الحكم الذاتي لشعبنا في دستور أقليم كوردستان, وفي كل لقاءاته مع أبناء شعبنا كان   يدعونا جميعآ الى التكاتف ورصً الصفوف والأتفاق على الموقف السياسي والتسمية القومية الموحدة قبل فوات الأوان,أما اليوم فإن الزيارة تختلف عن سابقاتها لوجود الأختلاف في الرؤية وفي الموقف السياسي لبعض الأعضاء المشاركين في هذا الوفد, منطلقين من خلفياتهم السياسية والتاريخية والمذهبية, وهم الذين كانوا الى وقت قريب يتنكرون لقضيتنا القومية وحقوقنا المشروعة في العراق, وإنطلاقآ من حرصنا الشديد لإنجاح مهمة هذا الوفد ندعو جميع الأعضاء المشاركين فيه الى توحيد موقفهم السياسي والأتفاق على المواضيع ذات الأولوية والأهمية القصوى وذات الصلة بقضيتنا القومية, لطرحها أمام السيد البارزاني, ولكي نبرهن له بأن ألمنظمات السياسية لشعبنا( الكلداني السرياني الآشوري) في أميركا متفقين وموحدين في الرؤية والهدف, بعكس أحزابنا ومنظماتنا السياسية داخل العراق,ولكي لا يبقَ أنطباعه علينا كما هو عليه الآن,بسبب الخلافات الشخصية والحزبية السائدة بين بعض المسؤولين في قيادة أحزابنا ومنظماتنا السياسية داخل الوطن, والتي أشتدت مؤخرآ بسبب الأنتخابات البرلمانية القادمة التي ستصادف في 7/3/2010 .
     إن القيادة الكردية تَعرفُ جيدآ وبشكل دقيق ماذا يجري داخل صفوف شعبنا, وما هي المواقف السياسية لأحزابنا ومنظماتنا القومية, ومدى التعامل معها والأعتماد عليها,إنها حقآ مخيبة للآمال. إن السيد البارزاني سئمَ من كثرة الوفود التي تزورهُ من أبناء شعبنا في داخل الوطن وخارجه,وكل واحد منهم يدعي بأنه الأفضل, وإنه الممثل الحقيقي والشرعي لشعبنا,  أما الآخرون فهم غير ذلك!! وإذا بقينا بهذه الحالة المزرية, أعتقد بأن السيد البارزاني سوف لن يستقبل وفودنا في المستقبل القريب,في الوقت الذي نعتبره المرجعية الأولى والوحيدة لشعبنا ألمسيحي في كردستان, وهو فعًلآ كذلك, وهنا على سبيل المثال,أودً أن أذكر التجربة اللبنانية خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي  والتي تشبه الى حَدً ما الحالة التي نعيشها الآن وبإختصار شديد:
      في عام 1987 قمنا بزيارة الى لبنان عن طريق البحر, بوَفدً يضم معظم ممثلي الأحزاب والمنظمات السياسية الآشورية آنذاك,وكان الوفد يتألف من أربع تنظيمات سياسية وبعض الشخصيات الآشورية اللبنانية,ومن أبرز تلك التنظيمات كان (حزب بيت نهرين الديمقراطي),(والحزب الآشوري الديمقراطي). ..الخ, وأتذكر من الشخصيات البارزة في وفدنا هذا, كان السيد جبرائيل مركو الذي هو حاليآ مسؤول مكتب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في السويد,وكان الهدف الرئيسي من الزيارة هو تأسيس مكتب أعلامي في بيروت لشرح قضيتنا القومية في العراق أمام دول العالم ولا سيما أمام الشعوب وحركات التحرر العربية,والهدف الثاني كان للإطلاع على حقيقة الأحداث التي تجري في لبنان,ومن خلال الزيارة التي دامت أكثر من أسبوعين ألتقينا خلالها مع جميع القيادات ألسياسية اللبنانية المسيحية,وكان أهمهم وأبرزهم الدكتور جورج سعادة رئيس حزب الكتائب آنذاك, وفي سياق الحديث معه صرح قائلآ (نحن المسيحيون في لبنان خسرنا الكثير الكثير من شبابنا ليس بسبب ضعفنا,أو تفوق عدونا, وإنما بسبب التشرذم الذي حصل في صفوفنا,وأنقسمت مؤسساتنا السياسية والعسكرية,وتطورت خلافاتنا الى مرحلة الأقتتال الداخلي وتَكبدنا خسائر فادحة وفي كافة الميادين,وكلنا نتحمل مسؤولية ذلك ثم أضاف قائلآ, لقد تخلى عنا العالم كله وحتى فرنسا التي نعتبرها مرجعيتنا العليا, ولم يبًقَ لنا غير روما وأخيرآ حتى روما تخَلتً عنا وقالو لنا بالحرف الواحد إننا لسنا على إستعداد لإستقبال وفودكم,وليس لدينا الوقت الكافي للإستماع الى هذا العدد  ألكبير من الوفود لتلبية طلباتهم,وكل وفدً يأتينا, يدعي بأنه يعمل لمصلحة لبنان العليا, أما الآخرون يعملون لمصلحتهم الشخصية ومصلحة تنظيماتهم السياسية فقط ,ولا نعرف مدى صحة هذه المعلومات, أما إذا أردتم المحافظة على علاقتكم معنا, فعليكم أن تأتوا الينا بوفدً واحد وبمطالب موحدة, يتفق عليها الجميع, وان تكون لمصلحة الجميع,وإلا سوف لن تجدون أُذنآ صاغية لمطالبكم, وهكذا فرض علينا الحوار والمصالحة الى حدً ما,وبدأنا بتشكيل وفدً موحَدً يضم في صفوفه كل من ممثلي عن حزب الكتائب , الأحرار , ألقوات اللبنانية , حراس الأرز , الرابطة المارونية , والأكليروس , وبكركي , والشخصيات المستقلة ...ألخ,وهكذا بدأت روما تستقبل وفدنا الموحدً وتقدم له المساعدات الأنسانية فقط ,وبدأ كل شئ يتغير نحو الأفضل, وتوجَ بعدئذ بأتفاق الطائف ).
وهكذا نحن ألسوراي من( الكلدان السريان الآشوريين) نمر بنفس الحالة تقريبآ, وإن العالم كله قد تخلى عنا منذ بداية الحرب العالمية الأولى والى يومنا هذا,
ولا يزال يتجاهل قضيتنا, ولاسيما بريطانيا وأميركا, وشاهدنا ذلك لدى أحتلالهم للعراق في 9/4/2003 ,ولم يبقً لنا في هذا العالم كلهُ سوى القيادة البارزانية التي تعتبر بالنسبة لنا روما الثانية,وهذا هو رأي الشخصي وأنا على قناعة ويقين من ذلك, ربما هناك من يختلف معي في هذا الرأي,ولكن الأيام القادمة ستبرهن على حقيقة الأمر إن عاجلآ أو آجلآ.
      إنني لا أريد الإطالة كثيرآ في هذا الموضوع,وإن الغرض منه واضح جدآ, وكل ما نطلبه ونؤكد عليه هو أن يكون لنا وفًدآ واحدآ, ومطلبآ واحدآ وقيادة مشتركة وموحدًة,خالية من العناصر الأنتهازية والوصولية والمتطرفة,وأن يتفقً الجميع ولو على الحدً الأدنى حول المواضيع ألمطروحة وسقفها ألزمني مع السيد البارزاني والوفدً المرافق له, لكي يتفهم مشاكلنا ونلقى منه أذنآ صاغية وعندها سيتم التعامل معنا كمكون قومي يعيش جنبآ الى جنب مع أشقاءنا الأكراد في كردستان العراق منذ مئات السنين, والذين نشترك معهم بالتاريخ والجغرافية, وفي الآلام والآمال,كما أن شعبنا يشكل القومية الثانية في كردستان بعد إخواننا الكُوردً, أما إذا بقينا علي هذه الحالة من التشتت والإنقسام فإننا سنلقي نفس المصير الذي أوًدى بحياة آلاف الضحايا من اللبنانيين بسبب خلافاتهم الشخصية والحزبية,ولا تزال تداعيات تلك الحرب قائمة وماثلة أمامنا وستبقى طالما إن اللبنانيين المسيحيين لم يوحدوا صفوقهم الى ألآن.
     ومن هذا المنطلق لا بُدً من أن يتم الإتفاق بين منظماتنا السياسية ومؤسساتنا القومية وليس أمامنا خيارُ آخر,إننا محصورين بين نار المتشددين ومنهم دولة العراق الإسلامية , ونيران العروبين المتعصبين الشوفينيين ولاسيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وفي ظل العمليات الأرهابية المتطورة والخارقة لخطط أمن بغداد,بالإضافة الى العمليات  الإرهابية التي طالت أبناء شعبنا في محافظة نينوى,إن الوقت قد أدركنا وليس لنا مجال آخر للإنتظار, فعلى الجميع التعامل  بصدق وإخلاص وشفافية مع الآخر, والكَفً عن محاولات التكتيك والمناورة ضدً بعضنا البعض,والإبتعاد عن الخطابات ألعاطفية التي تُظللً الناس البسطاء من أبناء شعبنا ولاسيما في هذه الفترة بالذات, التي تسبق الإنتخابات البرلمانيةالعراقية   ولكن يحدونا الأمل بأن شعبنا سيقول كلمته النهائية وسيختار ممثليه الحقيقين الجديرين لقيادة هذه الأمة نحو غَدً أفضلً   ومستقبل زاهر, في تحقيق أهدافنا القومية المشروعة في الحكم الذاتي لشعبنا في المناطق التاريخية التي يعيش فيها, والتي يسكنها منذ مئات السنين, وهذا سوف لن يتحقق إلا بتأييد ودعم القيادة التاريخية للشعب في كردستان, المتمثلة بالمناضل الكبير الأستاذ مسعود البارزاني , والسيد نيجيرفان البارزاني.   
 
داود برنو