المحرر موضوع: ]»ليس هذا من الدين في شيء«  (زيارة 1100 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdulrazzaq Alsafi

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
]»ليس هذا من الدين في شيء«
« في: 02:57 10/05/2006 »
»ليس هذا من الدين في شيء«

عبدالرزاق الصافي

عنوان هذه المقالة عبارة قالها المجتهد الكبير السيد محسن الأمين العاملي، رحمه الله قبل حوالي الثمانين عاماً، يوم العاشر من شهر محرم الحرام، عندما شهد في فجر ذلك اليوم عدداً من الشيعة، وغالبيتهم من الفرس والاتراك والافغان، يشجون رؤوسهم في كربلاء، في ذكرى واقعة الطف التي استشهد فيها الامام الحسين بن علي عليه السلام. وقد سمعت بما قاله المجتهد الكبير من المرحوم والدي الذي حضر المجلس الذي قيلت فيه. ومن المعروف ان السيد العاملي عانى الكثير من تصرفات الجهلة والمتعصبين جراء فكره المتنور، ورفضه الخزعبلات التي ترتكب باسم الدين، والدين منها براء. تذكرت هذه العبارة هذه الأيام، وانا اشهد الكثير من الممارسات التي يقوم بها متعصبون جهلة باسم الدين، في العراق، من قبيل مهاجمة سفرة طلابية جامعية مختلطة في البصرة، والاعتداء على الطالبات، ومهاجمة مدرسة لتعليم الموسيقى وتحطيم الآلات الموسيقية، وتكفير الصابئة المندائيين، ودعوتهم لترك دينهم تحت التهديد، خلافاً للآية القرآنية الكريمة »لا إكراه في الدين«، خصوصاً وانهم موحدون. وكذلك مهاجمة محلات بيع المشروبات الروحية التي يديرها الاخوة المسيحيون، وهم أهل كتاب. وقتل عدد من الحلاقين الذين يحلقون لحى الزبائن، مما اضطر الكثير من الحلاقين الى وضع لوحة امام محلاتهم تقول »نحن لا نحلق اللحى«، دفعاً للاعتداءات المنكرة التي يقوم بها اناس فرضوا انفسهم اوصياء على المواطنين، ولم يجدوا من يردعهم عن هذه الممارسات المنكرة. وبلغ الامر بمحافظ احدى المحافظات الشيعية، ينتمي الى احد اطراف »الائتلاف العراقي الموحد« ان يصرح بالقول »سيارة مفخخة، ولاقوطية (علبة) بيرة تدخل المحافظة«! في محافظة شهدت تفجير عدد ليس بالقليل من السيارات المفخخة التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وتشهد الكثير من المحافظات العراقية ممارسات تعسفية لفرض الحجاب على النساء بمن فيهن طالبات المدارس الصغيرات. الأمر الذي اجبر الكثير من العوائل على التحجب، دون قناعة، خوفاً من اعتداءات من يقتدون بممارسات السلطات الايرانية في فرض الحجاب على النساء. وتزداد الخشية من هذه الممارسات في العراق هذه الايام بعدما أعلن مؤخراً من ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد »طرح خطة لتشجيع (اقرأ لاجبار) النساء على ارتداء الزي الاسلامي... وابدى عدم رضاه على وضع سوق الازياء الاسلامية في إيران« وان الرئيس »امر وزير التجارة بوضع خطة لاغراق السوق بالملابس التي تتماشى مع احكام الشريعة الاسلامية... لان السوق تعج بالملابس التي لا تتماشى مع الشريعة«! ومن المعروف انه يتعين على كل النساء في ايران، بغض النظر عن جنسياتهن او ديانتهن، ارتداء ما يسمى بالزي الاسلامي الذي لا يكشف عن الجسم او عن الشعر. والاكثر من هذا ان الذين يفرضون الحجاب على المرأة لا يكتفون بذلك، بل يفضلون ان يكون لون حجابها اسود! الامر الذي يجعلهن »اكياس فحم متنقلة« على حد تعبير احدى النساء، التي عبرت عن سخطها على ما تقوم به السلطات، من اعتداءات منكرة على المرأة، بحرمانها من أبسط الحقوق، وهو ان تلبس ما تريد دون اي اخلال بالقيم الانسانية. ان كل الممارسات التي جئنا على ذكرها، وليس شج الرؤوس بالسيوف في عاشوراء فقط، ليست من الدين في شيء. ولذا ينبغي على النخب السياسية والمراجع الدينية ان تتصدى لوضع حد لها، لانه ليس من المعقول، ولا من المقبول، ان نكون في القرن الحادي والعشرين الميلادي، والقرن الخامس عشر الهجري، اكثر تزمتاً وتشدداً من ايام الخلافة الاسلامية: الراشدية، والاموية والعباسية والعثمانية، في التعامل مع المسلمين ومع ابناء الديانات الأخرى في مأكلهم ومشربهم وملبسهم. وذلك ان التزمت يتنافى مع حقوق الانسان، ويقدم صورة مشوهة عن الدين الاسلامي الحنيف بعيدة عن جوهره، باعتباره دين محبة وتسامح وحسن معاملة وجدال بالتي هي احسن، ودعوة الى كلمة سواء وصدق وايفاء بالعهود، وغيرها من القيم الجميلة.[/b][/size][/font]