المحرر موضوع: مهرجان السينما في دهوك... انعطاف ثقافي مميز  (زيارة 722 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فوزي الاتروشي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مهرجان السينما في دهوك... انعطاف ثقافي مميز

فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة
السينما في دهوك أصبح لها مهرجان وهذا بحق جدير بالتقدير ومثير وشئ انعطافي بالمشهد الثقافي لهذه المدينة التي بقيت محافظة الى حدما.هذا رغم ان اسماء لامعة في الشعر والقصة برزت فيها اضافة الى وجود ادباء نشطين.ولكن المشهد الثقافي فيها ظل مراوحاً فيها ولاسيما حين يتعلق الامر بالكتابة المسرحية والروائية ، ناهيك عن الفن السابع بكل مايعنيه من نقلة نوعية في معنى الثقافة وقدرتها على التغيير والانعطاف بالواقع نحو الاجمل والافضل .
ان هذا المهرجان يشكل انعطافاً كبيراً في البدء وباستيعاب دور السينما في التشكيل لوعي اخر وتجذيره لدى سكان هذه المحافظة .
وللحق اقول ان الدور الاساسي لهذا الفعل الجميل في دهوك يعود الى السيدة (فيان مائي) الناشطة والكاتبة التي تمتلك موهبة عالية وجرأة في الطرح وقدرة على تغيير الواقع من خلال إبداع أصيل .
لقد التقيت بها اكثر من مرة في مدينة اربيل وشرحت لي ما يعتمل داخلها من تطلعات وامال للنهوض بواقع المرأة الكوردية ليس بالقول والشعارات ، وانما بالعمل الجاد والمثمر والمنفتح على ثقافة اوروبية شفافة وواقعية ومتحضرة ، وحضرت ذات مرة عرضاً اولياً لمقاطع من فلمها الجميل (الحمامة البيضاء) قبل ان ينتهي وادركت مدى الطاقة الكامنة في هذه المرأة المثقفة ، وكانت حينها تبحث عن قنوات لتمويل هذا الفلم الذي يتعرض الى واحدة من اهم الاشكاليات التي يعانيها المجتمع الكوردستاني وهي قضية القتل غسلاً للعار ، وهي كما نعلم جريمة قتل عمدية كيفما نظرنا اليها. و(فيان مائي) لا تكتفي بالسينما وسيلة للتغيير وإنما تلجأ للشعر باللغة الكوردية ايضاً والى عقد الندوات والوقوف بحزم ضد الظواهر والعادات السيئة الصيت التي اكل الدهر عليها وشرب ، ولكنها مازالت حاضرة في مدينة دهوك .
ان هذه المدينة الجميلة العامرة بعطاءات الطبيعة تستحق ان ينتعش ويتطور ويتنامى فيها الواقع الثقافي بصورة اشمل واكثر كمالاً .
وفي هذه المناسبة نشد على يدي فرع دهوك لأتحاد الادباء على ما يقيمه من فعاليات وندعوه للمساهمة في النهوض بواقع سينمائي سيكون له اكبر تأثير على عموم واقع المحافظة لأن السينما بقدر ماهي فعل فني جمالي راقي جداً فهي ايضاً فعل ادبي ونقصد هنا دعوة الادباء للكتابة عن مواضيع جادة ومهمة وعن معاناة المرأة وإشكاليات العادات المتهرئة ، لكي تكون مادة دسمة كسيناريوهات وقصص صالحة للسينما . ان واقع مجتمعنا ملئ بهذه الظواهر والسلوكيات التي لا تنسجم وواقع العصر .
شكراً للسيدة (فيان مائي) على هذه المثابرة والعطاء الذي لا ينتهي وشكراً لها لأنها تعمل دون كلل اوملل وقد أشعلت شمعة مضيئة علينا ان نحرص على ان تبقى مشتعلة ووهاجة .