المحرر موضوع: الكلدان في غيبوبة سياسية  (زيارة 1718 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلدان في غيبوبة سياسية
« في: 19:58 27/03/2010 »
الكلدان في غيبوبة سياسية
صدر العديد من الآراء والملاحظات والتبريرات عن نتائج الأنتخابات سواء في دورة سنة 2005 البرلمانية أو أنتخابات مجالس المحافظات السنة الماضية وأخيرا أنتخابات السابع من آذار سنة 2010 لأنتخاب المجلس النيابي الجديد وكل كاتب يبدي رأيه في نتائجها حسب تقييمه وهذا أمر طبيعي فحرية الرأي مصانة وكحق شخصي أود أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع عله يفيد في أية أنتخابات قادمة نشارك بها عسانا نتمكن من أعادة بعض الأعتبار الى مكوننا الكلداني الذي فقد الكثيرون من أبنائه حب الأنتماء الى أصلهم الذي سيضيع حتما لو لم تكن هناك مراجعة للذات حتى نتمكن من أيجاد موطئ قدم لنا بين الشعوب ونستفيد من خبرات أخوة لنا سبقونا في هذا المضمار . فقد لمسنا الأقبال الكبير لمختلف شرائح الشعب العراقي للمشاركة في الأنتخابات كل يصوت لمن يتوسم فيه الخير لأبناء جنسه ومن أبناء  فصيله وهذا أمر متوقع وطبيعي في بلد مثل العراق  يكون فيه الأنتماء فئويا وليس وطنيا أذ تأتي المواطنة في الدرجة الثانية أو الثالثة في الأهمية بعد العرق والدين وذلك لعدم شعور العراقي بأنتمائه لوطن لأنه لم يشعر يوما بأن هناك وطن يرعاه ويهتم به كمواطن من دون تفرقة وتمييز وأسباب هذا الشعور كثيرة ليس هنا مجال لبحثها.                                                                         
الكلدان مكون أساسي أصيل ومن أقدم أبناء الوطن لكنهم شذوا عن المكونات الأخرى ولم يساهموا في الأنتخابات كما فعل الآخرون وكأنهم في غيبوبة أو في نومة أهل الكهف فيما يخص القضايا القومية وأن كان البعض القليل منهم قد ساهم فأن معظم أصواتهم ذهب لغير أبناء قومهم لمبررات غير مقنعة ورغم كونهم الأكثر عددا بين المسيحيين العراقيين ألا أن تقاعسهم عن المشاركة أدى ألى نتيجة مؤلمة حيث تكرر فشلهم كما في المرات السابقة بعدم حصول مكونهم على أي مقعد يمكن أن يتباهوا به حالهم حال الفائزين  من قوائم أخرى.
لو قمنا بدراسة تحليلية محايدة للواقع الذي أوصل الكلدان الى هذه الدرجة المتدنية من الشعور القومي نلاحظ أن هناك أسباب كثيرة نوجز أهمها بالنقاط التالية:
1) ضعف الشعور القومي وسيطرة الأمور المادية على تصرفات الكلداني بشكل عام والذي يعيش منهم في المهجر بشكل خاص حيث نراه مغاليا في جمع المال الأمر الذي يجعله يستكثر أضاعة سويعات من وقته للذهاب الى الأنتخابات ولا عجب في ذلك أذ أن تلك المغالاة تمنعه حتى من الذهاب الى الكنيسة ولو مرة واحدة في الأسبوع والكثيرين لا يزورون الكنيسة بسبب مشاغلهم المادية وأن زاروها ففي الأعياد والمناسبات الأجتماعية فقط مثل حالات الزواج والوفاة. أما كلدان الداخل فكان الله في عونهم بسبب تعرضهم للقتل والتهجير والمحاربة في مصادر عيشهم حيث لا وظائف لهم ألا ما ندر الأمر الذي يلجئهم الى الأعمال الحرة التي لا تخلو من الكثير من المخاطر بسبب منافسة  ومحاربة الآخرين لهم وضعف  الحالة المعيشية يظطرهم لبيع أصواتهم لأية قائمة تقدم لهم بعض المساعدة مهما كانت رمزية وضئيلة.
2) ضعف الهيكل التنظيمي للمكونات السياسية الكلدانية وكثرة المترشحين كأننا أمام تجربة حظ في اليانصيب أو على مائدة القمار الأمر الذي أدى الى تشتت الأصوات وكذلك أستمرار قيادات الكتل السياسية بالتشبث بمقود القيادة وعدم فسح المجال أمام مشاركة آخرين ممن لهم طاقات وأمكانيات وعلاقات أجتماعية وثقافية يمكن أن تساعد على جذب المزيد من المؤيدين والمصلحة الفردية في معظم الحالات تتجاوز المصلحة القومية التي يجب أن تأتي في المرتبة الأولى وخير مثال على ذلك هو عدم تمكن  القوائم الكلدانية من الأئتلاف بقائمة واحدة لا بل أدى الأمر الى أنشطار أحدى القوائم على بعضها بسبب الأنانية الشخصية والمهاترات الأنترنيتية بين  المؤسسين والمغتصبين لحقوق براءة أختراعهم (كما قرأنا) الأمر الذي ساهم في  هذه الخسارة المذلة.
3) دور رجال الدين الخجول ظاهريا والموجود على أرض الواقع أدى أنحيازه لصالح شخص أو جهة معينة بدافع العلاقات الفردية والأنتماءات المناطقية الى المزيد من التشرذم بدل النظر الى الجميع نظرة واحدة دون تمييز. أن دور رجال الدين هور دور الراعي الذي عليه النظر الى رعيته بمنظار واحد وعدم  قيامه ولو بالأيحاء بتفضيل مرشح على آخر وهذا التصرف يعتبر أمرا غريبا وغير مقبول فأما أن يكون الراعي محايدا مع الجميع بدون تفرقة وهذا هو المطلوب أو أن يبتعد كليا عن السياسة التي لا تليق بمنصبه.
4) التدخل في السياسة أساسا وبحسب رأيي الشخصي لا يخدم  المسيحي العراقي  لعدم تمكنه من فرض وجوده بسبب القلة العددية مما يؤدي الى أنتمائه أو أنحيازه الى كتل متباينة المصالح يكون دوره  فيها  ثانويا غير ذي تأثير لا بل يضعه في موقع المشكوك بأمره وغير المرغوب فيه ومثال صارخ على ذلك هو أنقسام التأييد المسيحي في نينوى بين التحالف الكردستاني وقائمة الحدباء العربية فكل من الجانبين ينظر الى المسيحي في الجهة المقابلة وكأنه خائن تجب معاقبته.
5)  أستبعاد الكثير من أصوات ناخبي المهجر بسبب عدم توفر الوثائق التعريفية العراقية لديهم وفي الوقت الذي أؤيد فيه قرار المفوضية المعلن منذ البداية حول رفض تلك الأصوات بشكل مطلق لأنه أبعد الكثيرين من الأدعياء من فئات أخرى لم يكونوا عراقيين بالأصل  وحاولوا التأثير على نتائج الأنتخابات فأني ألقي باللوم على كل عراقي لا يملك مثل تلك الوثائق التي ضاعت أو اتلفت لسبب أو لآخر أذ كان بأمكانه  الحصول عليها عن طريق الأقارب والأصدقاء داخل العراق  أو عن طريق وكيل معين ومعظمنا يعد سنويا وكالات لتمشية معاملات متنوعة .
وكل أنتخابات وشعبنا العراقي بكل ألوانه بخير.
عبدالاحد سليمان بولص