المحرر موضوع: نظرة تحليلية لنتائج أنتخابات الكوتا الخاصة بشعبنا  (زيارة 1021 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل fadilrammo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 32
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نظرة تحليلية لنتائج أنتخابات الكوتا الخاصة بشعبنا
فاضل رمو
أن ما أفرزته الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب العراقي وخصوصا بما يتعلق بقوائم شعبنا من نتائج يتحتم علينا الوقوف عندها ودراستها بروية لاستخلاص العبر ولتقييم التجربة ومعرفة نقاط الخلل في عموم هذه التجربة وكذلك النقاط الايجابية التي بالتأكيد قد تحقق جزء غير قليل منها ، بغض النظر عن متعلقات المصالح الذاتية للقوائم ، ففي البداية ، الشعب تم تهنئته مسبقا عندما حددت له خمس مقاعد والتي على الرغم من قلتها ولكنها حقيقة، لابد من الاقتناع بها لكونها ستكون بالتأكيد أفضل من واحد أو اثنين كما هو الحال عليه ألان ، لكوننا بحاجة إلى أن يكون لنا  أشخاص متعددين كي يمثلوا شعبنا في البرلمان العراقي لتزداد أمكانية إعطاء صورة أكثر وضوحا عن واقع شعبنا ، أما ألان فالتهنئة هي للقوائم الفائزة فقط ، التي حصلت على هذه المقاعد والتي تعتبر انتصارا لها يفترض أن يحقق من خلاله انتصارا ومكاسب شعبية كي عندها فقط نقول هنيئا ثانية للشعب بهؤلاء الفائزين ، فمن الطبيعي ان تكون هنالك بعض الملاحظات حول التجربة الأخيرة التي مرّ بها شعبنا من خلال مساهمة واسعة من قبل ما يقارب الخمسين شخص او اقل بواحد في هذه المنافسة الديمقراطية كمرشحين ، وحصولهم مجتمعين على ما يزيد من ثلاثة وسبعين ألف صوت ، وهذه الملاحظات أدرجها أدناه للمصلحة العامة محاولا ان أجمع من خلالها كل ما تعلق بهذه التجربة من نقاط أساسية سلبية او ايجابية :
•   من الملاحظ من خلال النتائج التي حصلت عليها قوائمنا السبعة من أصوات في عموم محافظات العراق ، انه ما يقارب ال 20% من هذه الأصوات جاءت من أشخاص وناخبين غير مسيحيين ، قد يصل هذا العدد أكثر من نصف الأصوات عند قائمة أو قائمتين من قوائمنا القومية ، قد يكون جزء بسيط من هؤلاء أعطى صوته لقوائم تمثل مسيحيي العراق لإيمانه بأهمية هذا الأمر ولقناعاته ونحن نعتز بهم وهذا أمر جيد بأن يعطي شخص غير مسيحي صوته لقوائم تمثل مسيحيي العراق ، ولكن يجب إن لا يغيب عن بالنا كون نسبتهم لا تمثل ألا جزء بسيط من أل 20% المشار أليها .
•   إن عدد الأصوات التي حصلت عليها قوائمنا من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وبقية المسيحيين قد تصل بحدود أل 60 ألف صوت أو أقل بقليل تقريبا ، من داخل العراق وخارجه ، وهذا الأمر يحتم على كل ناشط قومي من شعبنا ان يقف عنده قليلا ، فبعد أربع سنوات أخرى هل ستحجز لنا خمس مقاعد أيضا في البرلمان العراقي القادم ؟ وهي ضرورية ان لم تكن قليلة أصلا ، فحوالي 60 ألف ناخب يعني بحدود 100 الف مواطن وهذا العدد هو قليل مقارنة بعموم مكونات الشعب العراقي الأخرى .
•   هنالك أعداد كبيرة من الناخبين الذين لم تتاح لهم فرصة التصويت ، وهذه الأعداد غير محسوبة ومن غير الممكن تثبيت نسبتها أيضا ، يضاف إليها أعداد أخرى غير محسوبة أيضا من أبناء شعبنا صوتوا لقوائم أخرى ضاعت بذلك نسبتهم أيضا ولا نستطيع ان نقدر عددهم ، كما هنالك أعداد أخرى لم ترغب أصلا بالتصويت ، عموما عند أجراء التعداد العام ستكون الصورة واضحة ، ولكني اضن عندها لابد لنا من توحيد المواقف لأجل ضمان المقاعد المحجوزة لنا ، لأنها ستكون كبرلماننا الخاص بنا داخل البرلمان العراقي وهذا أمر ضروري لنا .
•   إن العدد الكلي بعد طرح أصوات غير المسيحيين،سنجد هنالك زيادة بحدود 30% عن عدد الناخبين من ابناء شعبنا الذين صوتوا لقوائمنا في تجربة الانتخابات العامة السابقة في 2005 ، كما علينا ان نضيف أليها  اعداد الذين لم يتمكنوا ان ينتخبوا وهم داخل البلد من المهجرين ، الذين رأيناهم مندفعين للانتخابات في المراكز الانتخابية ولكن أسماءهم لم تكن موجودة ، مضاف إليهم أعداد لم ترغب ان تنتخب بسبب ضروفها الموضوعية لكونهم خارج العراق في تركيا ولبنان ينتظرون موعدا للهجرة ، كما يضاف  إليهم أيضا أعداد أخرى ممن قد وصلوا توا الى أميركا او استراليا او الدول الأخرى فهم أيضا في مناطق بعيدة او في أحوال صعبة معنويا او ماديا مما يمنعهم عن المشاركة في التصويت ، فهؤلاء لو كانوا في ضروف طبيعية لكنا نجد نسبة لا باس منهم قد ساهم في هذه التجربة ، وبذلك قد نجد بالنتيجة إن عدد المصوتين من أبناء شعبنا قد زاد عما كان عليه في 2005 بنسبة اكبر ، وهذا أمر ايجابي على ناشطينا القوميين وقوانا السياسية إن تهتم به وتنميه بصورة أكبر .
•   من خلال نظرة بسيطة لنتائج الانتخابات وما سبقتها من حملة انتخابية لبعض مناطق شعبنا المهمة مثل بخديدا ، عنكاوا ، برطلة و زاخر  نجد إن عملية الدعاية الانتخابية قد أخذت منحى أكثر متطور باتجاه الوعي القومي ، فتعدد القوائم الانتخابية بالإضافة إلى ظهور شخصيات مستقلة تنافست وفرضت وجودا ملموسا في هذه التجربة لهو مؤشر ايجابي جيد دفع الناخب الكلداني السرياني الآشوري كي ينحصر أكثر ضمن هذه الخيارات ، فعلى سبيل المثال ، العديد من الذين قد أعطوا بالسابق أصواتهم للعراقية ( إياد علاوي ) قد أعطوها ألان للرافدين ، و الذين قد أعطوا أصواتهم للتحالف الكردستاني أعطوها ألان للمجلس الشعبي ، على الرغم من ظهور أصوات غير قليلة لهاتين القائمتين وخصوصا العراقية في مناطقنا بصورة عامة ولكن إن طرحنا منها أصوات العرب المحيطين بمناطقنا والذين صوتوا في المراكز الانتخابية الموجودة في بلداتنا وهم كثر ، سنجد إن عدد المصوتين من أبناء شعبنا لهذه القائمة أقل بكثير عما كان عليه في السابق، وهذا بدوره أمر ايجابي آخر وتطور في الوعي القومي عند شعبنا .
•   أن فوز قائمتي الحركة والمجلس في هذه المنافسة وكسبهم للمقاعد الخمس المخصصة لشعبنا في البرلمان العراقي وانقسام ما يقارب ال 45 ألف ناخب تقريبا من أبناء شعبنا بين هاتين القائمتين يشير إلى تبلور حزبين رئيسيين في شعبنا كما هو الحال في أغلب الشعوب الأخرى وخصوصا المجاورة لنا ، وهذا بحد ذاته أمر جيد ويلائم رغبات شعبنا وخصوصا من البسطاء في تقليل عدد الأحزاب السياسية ، ولكن لا بد أيضا من استمرار العمل السياسي خارج نطاق هذين التنظيمين لتشكيل كتلة قومية أخرى او أكثر لضمان ديمومة النهج الديمقراطي .
من خلال هذه الملاحظات نستنتج بأنه هنالك تقدم ملحوظ في الوعي القومي عند عموم الشعب مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعية المحيطة بشعبنا الكلداني السرياني الآشوري كونه جزء من عموم الشعب العراقي في تفاعله مع الصراعات والمتناقضات التي فرضت نفسها على الواقع السياسي العراقي فانقسم بذلك عموم الشعب العراقي وبضمنه شعبنا أيضا وفق متطلبات صراع المتناقضات هذا بعيدا نوعا ما عن جوهر الحدث الديمقراطي وأساسياته الفكرية . 
ختاما أتمنى لشعبنا حفيد بابل وآشور وآرام سنة جديدة مملوءة خيرا وبركة وأن يكون الأول من نيسان    ( أكيتو ) لهذا العام عيدا مميزا ونقلة نوعية لشعبنا نحو آفاق أوسع باتجاه الإقرار بحقوقنا القومية في العراق وفي مقدمتها حق الحكم الذاتي على أراضينا التاريخية .