المحرر موضوع: الاقلية العرقية الاكبر في اوروبا والمسيرة الصعبة  (زيارة 1943 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل HEVAR

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 14415
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاقلية العرقية الاكبر في اوروبا والمسيرة الصعبة


في اليوم الوطني، للرومر الذي يصادف 8 من أبريل، تقام فعاليات عديدة في مدن مختلفة من السويد، وتشتمل هذه النشاطات على عروض مسرحية راقصة ومعارض فنية وموسيقى تتميز بها هذه الاقلية العرقية الاكبر في اوروبا. وفي هذا اليوم جرى عقد لقاء قمة للاتحاد الاوروبي حول الرومر في مدينة قرطبة الاسبانية، فيما اصدر المجلس الاوروبي وكذلك منظمة العفو الدولية تقريرين منفصلين حول وضع الرومر في اوروبا والذين مازالوا يعيشون فيها حياة عزلة. كما تقول اليزابيث لوفغرين، السكرتيرة الصحفية في منظمة العفو امنستي: "انها مجموعة هامشية تعيش في زاوية المجتع ليس لديها صوت يسمع"

ويقدر عدد الرومر في اوروبا بين 10 الى 12 مليون شخصا موزعين على بلدان مختلفة، وحسب تقريري المجلس الاوروبي وامنستي فأن الرومر ليس لديهم نفس حقوق المواطنة في كل هذه البلدان، اذ يمارس ضدهم التمييز في سوق العمل ويواجهون صعوبة الحصول على سكن، مما يدفعهم الى ان يكونوا على الهامش، بامكانات اسوأ في الحصول على تعليم، وعلى ظروف صحية جيدة. وبالرغم من ان الاتحاد الاوروبي اتخذ في العام 2005 عدة قرارات من اجل تحسين ظروف الرومر، لكنه لحد الآن لم يجر أي تغيير ايجابي في اوضاع هذه المجموعة العرقية، حسب تقرير امنستي. وفي الفترة الاخيرة تعرض مئات الاف الرومر في بلغاريا، اليونان وايطاليا الى تهجير قسري من منازلهم، بعد ان قامت السلطات المعنية في هذه البلدان بهدم المناطق السكنية التي يسكنون فيها دون ان تقدم لهم بدائل سكنية. اليزابيث لوفغرين مجدداً:

" في ايطاليا على سبيل المثال، نعتقد ان الامور تسير بالاتجاه الخاطئ، حيث هنالك مشاهد جدية تتحدث عن تهجير قسري جرى لعائلات من مساكنهم، خارج روما وميلانو، وعدد من بلدان اوروبا الشرقية السابقة حيث يعيش الرومر بين المزابل، او في مناطق فيها مياه ملوثة"، تقول اليزابيث مواصلة القول، "مع كل هذا هنالك رغبة سياسية الآن بالتغيير، وهذا ماننظر اليه بايجابية، ولهذا نحن نرفع من شأن هذه القضية امام هذا الملتقى. كانت هذه القضية غير مطروحة منذ وقت طويل، والآن جرى الانتباه الى ان هذا مخزي لاوروبا ويجب عمل شئ ازاءه"

هذا في اوروبا، اما في بقية بلدان العالم فظروف الرومر ليست بأحسن حال، وهم منتشرون في بلدان مختلفة من العالم، ومنها بلدان الشرق الاوسط. وقد اطلقت عليهم اسماء مختلفة، بمختلف الاماكن التي تواجدوا فيها، وعلى مر الازمنة، كالتسمية العربية، الغجر والنوّر، ومسميات اخرى مشتقة من كلمة، أتسينغانوس، اليونانية والتي ترادف كلمة الغريب، أو الغريب الأسود. وهي تسمية أطلقت على الروم في بدايات القرن 14 عندما انتشروا في أوروبا من جزيرة كريت اليونانية،. ثم تحولت الى تسميات مختلفة مثل "جبسي"، حيث ساد في الغرب اعتقاد ان اصل الرومر من "اجبتسين"، ايجيبت، والتي تعني مصر، بينما تشير الدراسات المعاصرة الى ان اصولهم تنحدر من الهند، وهم خليط من فئات عرقية مختلفة، حسبما يقول البروفيسور، حسيب شحاده، من جامعة هلسينكي:

والكثير من هذه التسميات التي الصقت على هذه المجموعة المكونة من فئات مختلفة حملت دلالات سلبية، واختلفت باختلاف الاماكن، ذلك رغم غنى هذه المجموعة بتقاليد واساطير وموسيقى ذات قيمة جمالية كبيرة، وابداعات فنية وادبية مميزة.

والاسم الصحيح لهذه المجموعة هو الرومر، وهو اسم بات رسميا وباعتراف دول العالم، واللغة هي الروما ذات الاصل الهندي والتي تحتوي على لهجات مختلفة باختلاف المناطق التي عاشو بها. حسيب مايقول الاستاذ حسيب شحادة.

على مدى ازمنة كثيرة تعرض الرومر الى اضطهاد الاكثرية في المجتمعات التي يعيشون فيها، كما قتل منهم مايقرب المليون في محارق النازية الهتلرية.

وكانوا في السويد كما هو حال دول أوروبية عديدة اليوم، قد تعرضوا لاشكال اضهاد وتمييز قاسية. اذ لم يكن، مثلا، يسمح لهم البقاء في مكان واحد لمدة أكثر من ثلاثة أيام، وفرضت عليهم عزلة شديدة بدون أي تعاطف، لم يسمح لهم بممارسة طقوس العمادة أو الزواج أو حتى الدفن مع بقية المواطنين، واصيب العديد منهم بأمراض مزمنة وارتفعت بينهم نسب الأمية نتيجة منع أطفال الرومر من الذهاب الى المدراس، لكنه منذ العام 1959، سمح لهم بالذهاب الى المدارس والحصول على شقق وبعد أربعين عاما حصل الرومر على اعتراف الحكومة السويدية بهم كأقلية عرقية، ثم حصلت تطورات ايجابية منذ ذلك التاريخ على أوضاع الرومر في السويد، وقد خصصت الدولة لحوالي خمسة وعشرين ألفاً يشكلون مجموعة الرومر في السويد، موارد للمحافظة على تراثهم وتقاليدهم ..خاصة اللغة، ليكونوا جزءا من النسيج الاجتماعي في السويد، ولكن مع كل هذا مازالت هنالك الكثير مما يجب عمله على صعيد المجتمع. هذا في السويد لكن في بلدان اوروبية كثيرة مازال الوضع مختلفا بالنسبة للرومر وعلى اصعدة مختلفة، كما يشير تقريرا المجلس الاوروبي ومنظمة العفو الدولية امنستي، وامام السويد الآن مهمة دفع فضية الرومر لايجاد خطة عمل اوروبية مشتركة، تقول اليزابيث لوفغرين من منظمة امنستي:

"ليس فقط على الورق، بل يجب ان تكون هنالك نقاط مشتركة حول مايمكن للمرء بلوغه، وان يكون ذلك الزاميا بالنسبة للبلدان ان تقوم به لحل معضلاته، ولكن من المهم بمكان اشراك منظمات الرومر، لان هذه المنظمات هي افضل من يعرف اين تقع المشكلة وماهي الاجراءات المطلوبة لحلها من اجل ان تكون الظروف افضل.

طالب عبد الأمير، اذاعة السويد باللغة العربية



http://sverigesradio.se/cgi-bin/International/nyhetssidor/artikel.asp?ProgramID=2494&Format=1&artikel=3614304