المحرر موضوع: حياة البلابل...(قصة قصيرة)  (زيارة 2998 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناظم علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 141
    • مشاهدة الملف الشخصي
حياة البلابل...(قصة قصيرة)
« في: 16:27 22/05/2006 »


كل شىء فيه روح فهو حي ولكن كيف حياته..............؟!
أرض احتوت على الكثير من متطلبات العيش الرغيد وأهمها هواء طلق وطبيعة نقية خلابة وهذا ما يفتقده معظم الطيور ومنها البلابل التي تجذبنا بنغمات اصواتها البريئة رغم قساوة أيامها في ليلها ونهارها وتعاقب اجيالها كفصول السنة في شتاء قارس وصيف قائظ وخريف يتخلله شجن وربيع يتجدد فيه كل شىء فيشرق من بعد افول فينبتُ النبات وتخرج الحيوانات ويحيا الجميع بسعادة وهناء ، والكل يعبر بطريقته الخاصة ، والحب يؤلف بين القلوب كنسيم ينشر عبقه فيتعلق به كل ملهوف محاولا الطيران معلنا ًمشاركته افراح الربيع والذي دق نافذة احد البيوت المتواضعة في صباح يبدأ البلبل ينشد الحانه الرنانة ليوقظ احد افراده وقد بدا متأثرا ًلهذا الصوت الجميل حين رأى هذا الطائر يغرد وأمامه انثاه يتبادلان معزوفة اطرب لها فأشار لزوجته التي بدأت تفتح عيناها أن هلمي الىَّ وانظري واسمعي فنهضت برشاقة وأتت تشاهد منظرا ًلم تألفه من قبل فانتعش قلبها بغبطة وبشعور مقابل من زوجها نظر أحدهما للاخر بطول تأمل وأحاسيس فاضت حنانا ًفأعلنا قبلة الصباح عندها غادر العصفوران محلقين عائدين لتكملة بيتهم الذي سيكون عشهم الزوجي.......................
وهذا ما حصل فبعد أن وضعت الانثى بيضها كان الذكر لازال ينتظر وقت ظهور ابنائه الصغار فكان يواسيها في كل ساعاتها وحتى الطعام كان يجلبه اليها كي لا تتعب في البحث أو انها قد تفقد قواها فكم هو من زوج حبيب..............................
ومرت الايام حتى جاء يوم التفقيس وفعلاً خرج الصغار ثم بدأت مهمة الاب لجلب الغذاء وذهب مرارا ًيلتقط ما يحصل عليه من الارض وبتعاون انثاه معه كانا يحصلان على الاكل اللازم لاشباع صغارهما وأنفسهما كذلك،
وعلى حين غرة اختفى الطائر دون مقدمات ففزعت عصفورته وقد ارتبكت بشدة لانها تخاف عليه من مكروه يظره فصممت في اليوم التالي أن تحاول البحث عنه رغم احتياج الصغار لها فانطلقت غدوة لشتى الاماكن فلم يدلها الا صوته الذي اعتادت سماعه ولكن كان خافتا ًهذه المرة فذهبت لمصدره فرأت (زوجها،حبيبها)
في قفص عند النافذة التي سبق أن جاءا اليها من قبل ............
فجنت وقالت له من وضعك في هذا السجن .......؟؟!!
أجاب قائلاً....هو القدر ....فليس باستطاعتي ولا باستطاعتكِ فعل شىء اذهبي واعتني بالصغار فقلبي معهم.....................................................
عندها انسحبت مثقلة بالهموم وعائدة ادراجها رغم انفها ........بعدها صدمت بسبب اختفاء اطفالها
وبعد تتبع الحقيقة صعقت وذلك لكون احد الطيور الجارحة قد هاجم عشها فخطف من خطف وصار طعاما ًله واما الذي سقط على الارض فكان من نصيب القطط..........حينها
زرزرت من لغة الطيور الحان اشجان ترثي بها من فقدتهم فاستنفرت العصافير غضبا ًوتضامنا ً
غضبا ًعلى الانسان الذي يسلب حريتهم وكذلك على الطيور الجارحة التي تؤذيهم
وتضامنا ًمع العصفورة التي فقدت ابناءها.............................
بعد ذلك بدأت الامور ترجع للحال الطبيعية تدريجيا ًلكن الحزن مازال يطغي على الام المسكينة وها قد بح صوتها فلم تعد قادرة حتى للوقوف وبأصرار ها بحثت على الارض علها تجد احد منهم ولكن دون جدوى..
فجلست وهي تفكر بالانتحار وطالت ساعات الالم كسنين عليها وفجأة لمحت حركة في العش وكبرق اتت تنظر ما هو ياترى فاذا بالبيضة الاخيرة تفقس وبدا الصغير منهك القوى لكنه مصمم على العيش فرجع الامل لها في الحياة ورعاية الصغير وعدم تركه لاخر الدرب وهذا ما فعلته طيلة نموه حتى كبر وصار قادرا ًعلى الطيران ففرحت لما انجزته............................ بعد ذلك قصت الحكاية لابنها عن حياتها وحياة زوجها الموجود في السجن فقررا الذهاب اليه لمعرفة ماذا حل به............؟
لم يمض سوى شهر وبضعة ايام على الحادثة المفجعة للام أي هناك صدى للذكرى الى الان...........
فعندما اتيا الى السجن وجدا أنَّ فيه عصفورة غريبة فتقربت أم الصغير الى ابيه قائلة له
أهكذا نسيتني بسرعة ........؟   واأسفاه !!!!!
وبعبرة اجاب لا تظلميني ياعزيزتي فأنا مغلوب على امري فاسمعي القصة كي تعذريني...........
أتذكرين عندما اتينا الى هذا المكان أول مرة....................؟
قالت نعم..
قال فمنذ ذلك الوقت كانت زوجة هذا الانسان تتمنى أن تعيش تلك اللحظات طوال عمرها ..........
فلبى نداءها فاصطادني ووضعني في هذا القفص كي ابقى اعزف الحان الصباح التي يعشقانها
ولكني قد اصبت بالحزن الشديد لدرجة انني توقفت عن الاكل حتى........ومرت الايام ثم اتت هذه العصفورة الىَّ وقد حزنت كثيرا ًلرؤيتي هكذا فكانت تأتي مرارا ًحتى اصطادتها الزوجة ووضعتها في نفس القفص هذا ظنا ًمنها أننا سنحب العيش معا ًفي هذا السجن وبالتالي يمكن ارجاع موسيقى الصباح ثم أنها لم تعرف
أن حب الربيع لا يتجدد الا في الربيع وليس في وقت اخر .........ثم ان صاحبة الريش الجميل التي ترينها قد فقدت زوجها بسبب صياد كان يتمرن على الرماية............
لا شىء عندي أقوله لكِ سوى خذي حريتكِ فالحب موجود في كل مكان...............
نظرت اليه نظرة فاض الدمع من عينها فصعدت هي وابنها الصغير الى الاعلى قليلاً
فشاهدت زوجة الانسان هذه المسكينة هي وابنها فدهشت لكونها رأت الدموع من عينها تسيل
فنادت زوجها بأن يأتي بسرعة ليشاهد الذي تراه فجاء ثم نظر بتركيز فأصابهم الاسى لما رأوه
عندها قالت العصفورة لهما ...أتظنون أننا مجردين عن الاحساس والمشاعر ؟
أتعتقدون أننا لا نتألم ...................؟
ثم هل تعرفون بأننا نحب ......؟
حينها ودعت الزوجان بيسمفونية الوداع...فبكى كلاهما مع أنهم لم يعرفوا لغة العصافير والطيور
ثم قالت لابنها ها قد كبرت وتعلمت الكثير من هذه الحياة فحاول دوما أن تنشد لغة الحب....
بعدها طارت وحيدة وهي تقول الحياة تستمر والحب يتجدد غير أني املك الحرية دون الحب مع أن زوجي يملك حبا ًدون حرية..............................

ترى هل الانسان يملكهما معا ً.....؟؟؟؟؟؟؟


بقلم الاخ مجهول
وشكرا للادارة