ما يكتبه البعض ينفث سما
تحت عنوان استمرار الخيانة الكردية للقضية الاشورية، نشر الاستاذ ابرم شبيرا مقالا اطلعت عليه اخيرا على صفحات عنكاوا كوم ، والملفت ان عنوان المقال ينوه وكأن الكورد قد التزموا القضية الاشورية في يوم من الايام وهم منذ مدة يستمرون في خيانتهم لهذه القضية، ان عنوان المقال الاستفزازي هو لجذب القراء وهذا حق للكاتب ولكنه ليس حقا عندما يتهم الاخرين بخيانة ما لم يلتزموا به اكثر من ابنائه، ان قولنا عدم التزام الكرد بالقضية الاشورية لا يعني انهم لا يتعاطفون مع القضية وابنائها.
يقول كاتبنا الكبير انه نشر مقالا تحت اسمه القلمي حنا سوريشو (تناول نشاطات الكرد في العراق في زرع الفتنة الطائفية بين الآشوريين للقضاء على مطالبهم القومية المشروعة عن طريق تعظيم وترسيخ تقسيمهم الطائفي لكي يسهل القضاء عليهم قومياً. كما تناول المقال المصير الذي سيلحق بالآشوريين في حال ضمان الكرد حقوقهم وفدراليتهم عن طريق التفاوض مع النظام البعثي الاستبدادي حينذاك والوصول إلى اتفاق معه وأين سيكون موقع الآشوريين من هذه الفدرالية وهذا الاتفاق؟)ولم يذكر لنا كاتبنا سبل زرع الفتنة الطائفية بين الاشوريين او سبل تعظيم وترسيخ تقسيمهم الطائفي، واذا كان كاتبا كبيرا يسحب الاتهامات بشكل اعتباطي وعشوائي ودون تمحيص وتدقيق فانه من حقنا ان نتسأل عن الدوافع، ونحن نعلم ان الانقسام الطائفي موجود بين ابناء شعبنا قبل بروز او ظهور القضية الكردية او حتى الظهور السياسي للشعب الكردي، فاول انقسام طائفي برز في شعبنا كان في منتصف القرن الخامس الميلادي، واثرت مفاعيل هذا الانقسام على وحدتنا القومية لحد اليوم وكان الانقسام الطائفي الثاني منذ منتصف القرن السادس عشر ولا يزال تأثيره بارزا وقويا على وحدتنا القومية.
ان السيد ابرم شبيرا بدلا من ان يساعد في فتح الابواب لتوضيح الادوار التي الت بنا الى الحال التي نعيشها من خلال التأكيد او نقد سلبيات الممارسات السياسية لطرف يسانده السيد الكاتب، يلجاء الى اتهام الاكردا في ذلك وبهذا يساهم في تعميق اسباب الانقسام وجعل الناس تبتعد عن موقع الخلل لتتلهي بدعايات وشعارات جوفاء. ويقول السيد الكاتب (واليوم، وخلال ثمان سنوات التي تلت كتابة هذا المقال حدثت أشياء دراماتيكية عديدة منها تحرير العراق ومحق النظام البعثي وبلبلة الأمور كلياً وظهور الكتلة الشيعية والكردية كقوى سياسية بارزة ومسيطرة يفرضان إرادتهما على المصائر السياسية للعراق ولشعبه بمختلف تنوعاته القومية والدينية ويظهران وكأنهما ماردان جائعان جداً انهالوا على الكعكة أكلاً ونهباً ولم يتركوا شيئاً للصغار ولم يقدروا أو يتذكروا النضال الشريف الذي خاضه الآشوريون بقيادة الحركة الديمقراطية الآشورية خلال فترة حكم النظام العراقي المقبور وما عانوه من مختلف المآسي والمظالم خلال فترة هذا الحكم) ها هو كاتبنا يتهم الكتلتان الشيعية و كتلة التحالف الكردستاني بانهما ماردان جائعان ينهالان على الكعكة اكلا و (نهبا) ولم يتركوا شيئا للصغار وهنا مقصد الكاتب ان يكون لمن يؤيدهم نصيبا من الكعكة وهم بالتحديد الحركة الديمقراطية الاشورية التي قادت النضال الشريف للشعب الاشوري من خلال خمسة عشر مقاتلا اما ما يذكره عن معاناة الشعب فهو لزينة الكلام وانما القصد الواضح هو حرمان الحركة الديمقراطية الاشورية من مقعد وزاري في عملية تكاذب متبادلة لخداع الناس والهائهم عن حقيقة ان الحركة الديمقراطية الاشورية تم سرقتها كتنظيم لصالح حفنة من الاشخاص برغم كل ما قدمه شعبنا في دعمها.
ان يشارك بعض الانتهازيين في اخفاء حقائق الامور فهذا امر مفهوم ولكن ان يشارك الكتاب الذين يقيسون قوة الاحزاب بقدرة خداع شعوبهم في هذه التمثيلية البشعة والتي يدفع شعبنا ثمن استمرارها فهذا امر اخر، لا بل ان السيد ابرم شبير ليس محسوبا كاتبا فقط بل واحد من مثقفينا فاذا كان دور المثقف اخفاء الحقائق والتطبيل والتزمير وترويج الاكاذيب فكيف سيكون حال الشعب يا ترى؟
ومن ثم يتكلم عن رسالة الاشوريين الكلدانيين السريان لكي يفسحوا لهم المجال لممارسة حقوقهم بشكل قويم ومستقل وبدون تدخل من احد وحينئذ سيجنون ثمارا من هذه الممارسة وفي مختلف المجالات، وهنا يدخلنا الكاتب في اللغة السمجة التي تمنح لنفسها الادعاء بالانتماء لشريحة سكانية عراقية اصيلة وهي ايناء شعبنا بمختلف تسمياته، فمن كان من الفئة اياها فهو اشوري وكلداني وسرياني وان منحت المناصب لتلك الفئة التي قادت نضال شعب بخمسة عشر مقاتلا ( وهم لم يقاتلوا يوما الا من خلال القاء القبض على بعض ابناء شعبهم وزجهم في السجون وتعريضهم للتعذيب) مع تقديرنا للبعض منهم ممن كانت نياته صافية وحسب انه يعمل من اجل شعبه، فهذه المناصب هي لشعبنا وان منحت لغيرهم فهي ليست للاشوريين الكلدانيين السريان!.
ان المشكلة ليس في تمجيد اعضاء ومقاتلي الحركة ولكن في الحقائق التي يدركها الجميع ولكن البعض لا يزال يعتقد انه يمكنهم ترويج كل ما يرغبون دون مراعاة الحقائق سيرا على سياسة غوبلنز اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وصارت هذه الاكاذيب اسطوانة مشروخة تدمي الفلب قبل العين، لانه تحت شعارها يتم التخوين وسحب هوية الانتماء وتتم ممارسات صدامية عفلقية بشعة بحق شعبنا وقواه القومية وشخصياته الوطنية.
ان امثال هذه المقالات التي يسهل كتابتها لانها تمجد الذات وتلقي بكل الاخطاء على الاخرين ، تعتبر مرض عضال يتم نشره بين ابناء شعبنا لانها تخذرهم وتقتل ملكة النقد لديهم مما يجعل الاخطاء تكبر وتتعاظم ولا يمكن معالجتها، ان السيد شبيرا بدلا من ان يجعل من قلمه اداة تقويم وتعديل ونقد الاخطاء يجعل من هذا القلم اداى تمجيد فزاعة يدرك الجميع قدرتها وقوتها، فزاعة لا تتمكن من اخافة الا المساكين المصدقين لقدراتها الخارقة.
ويتهم كاتبنا القوى السياسية العراقية بانها ستقوم بسميلي ثانية ولكن بافناء فكري ثقافي حضاري، يسوق اتهامات خطرة للجميع دون ان يرف له جفن ، ولا يطرح ولو سؤالا بسيطا عن الانجازات الفكرية الحضارية الثقافية لحركته الديمقراطية الاشورية، وعن دور الشعب وابناءه وعن دوره شخصيا في عدم القبول بحدوث مثل ذلك، لا سمح الله ان حاول البعض عمله مع شعبنا، ها هي الخطابات العروبية التي اتحفنا بها الكتاب القوميون من البعثيين والقوميين العرب والناصريين، انها عينة مصغرة منها ولكنها تأتينا بعد حوالي اربعون عاما من سقوط احمد سعيد في اذاعة صوت العرب .
وبرغم من الوضح التام ان سبب ترسخ الانقسام الطائفي هو سبب ذاتي يتعلق بشعبنا وتطور الوعي القومي ومعرقة وتحديد الخطوط الحمر، الا ان الكاتب يتهم الكرد بانهم خططوا لترسيخ هذا الانقسام لخدمة سياساتهم وخصوصا تجاه الاحزاب ذات القرار المستقل التي كانت تستلم من الكرد مئات الالاف من الدنانير شهريا، ويعمل الكرد كل ذلك بحسب الكاتب لتدمير الاساس القومي للاشوريين .
ان يقول كاتبا ما رأيا فهذا من حقه ولكن ان يحاول تمرير اكاذيب ومهازل واتهامات بحق هذا الطرف او ذاك سواء كان فردا او تنظيما سواء كان اشوريا او طرق عراقي اخر فهذا الامر يجب ان يجابه، ان السيد ابرم شبيرا من خلال قلمه يحاول ان يهدم كل اواصر الجيرة بين الاشوريين واخواتهم في الوطن من الكرد وغيرهم، وهذا كله ليس لاي سبب بل فقط لان اغلبية الاحزاب العراقية ما باتت قادرة على هظم الاكاذيب والتزويرات التي قترفها البعض مستغلين خجل الاطراف الاخرى من نشر غسيلنا الوسخ على الاسطح العليا.
اليوم وشعبنا يتمثل بثلالثة وزراء في حكومة الاقليم وبوزيرن في الحكومة المركزية هي خطوة بناء وترسيخ لحضور اطراف اخرى في المشهد السياسي لنتمكن من اثبات القدرات الفعالة لشعبنا في رفد العملية السياسية برجال ونساء مبدعين ومتميزين .
وبدلا من ان نظل نلقي التهم جزافا على الكل علينا العودة الى الاسباب الحقيقية لرفض الجميع التعامل مع هذا التنظم برغم من تمكنه من خداع شعبنا لفترة طويلة وبرغم من ان اغلب الاطراف القومية لم تزاحمه رغبة منها في الحفاظ على وحدة الصف، اليوم حان الوقت الحقيقي لكي يطرح الجميع تساؤلاتهم عن اسباب ابتعاد اغلب القوميين النزيهين عن هذا التنظيم والى متى سيظل الجميع ساكتين عن ما يلحق بهم من الاذي جراء ممارسات افراد معينين في هذا التنظيم.
بدلا من تفحص الاسباب، يتم كيل الاتهامات، كنا نرجوا ان يكون ما حدث درسا لهذا البعض لكي يدرك ويعي ان له اخوة، الا ان ما اطلعنا عليه في مقالة السيد ابرم شبيرا الناطق الغير الرسمي باسم الحركة الديمقراطية الاشورية يجعلنا نعتقد ان لم يتم التعلم من الدرس ولن يتم. [/size] [/font] [/b]