المحرر موضوع: الإرهـــــــــاب يحصــــد روحـــــاً بريئــــة  (زيارة 9393 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل bassam hannani

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 481
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإرهـــــــــاب يحصــــد روحـــــاً بريئــــة
بســام حناني/ عنكاوة.كوم/ ســهل نينـــوى

" كان على موعد مع الموت فخان الوعد كعادته لكن الموت لن يخونه أبداً" هذه المقولة قالها لي صديق وكررتها مع نفسي مراراً وتكراراً وفي كل مرة أجد فيها معنىً مغاير لأخرى سبقتها. إذ كيف نكون على موعد مع الموت؟! فهل تكون الروح المحبة للحياة بانتظار الموت؟! وهل في الموعد شوقاً كعادة الموعود يتلهف شوقاً حتى لو كان الطرف الآخر الموت ذاته؟! هل نسير بملء إرادتنا إلى الموت؟! أم يبقى الخيار مقتصراً على الموت دوننا أو رغماً عنّا؟! هل نحن من يلاقيه أم هو من يختار لقيانا؟! أســــئلة الإجابة عنها صعب والأصعب أن تبقى بلا إجابة.
كيف يجتمع القمح والزوان في حقلٍ واحد وكيف تعطي التربة عناصرها للاثنان معاً وكيف تجود السماء بالأمطار للأثنان معاً؟!
ارضٌ واحدة وظروف نفسها والزمان ذاته.. لكن الثمر يختلف شتّان بين هذا وذاك... نفسٌ محبــــة وأخرى يائســة.. يدٌ تعطي كل ما تملك ويــدٌ تســـلب كل ما ليس لها..نفــسٌ مطمئنـــة ملؤهــا الحــــب ونفــس شــــريرة مدججة بالحقــد.
هكذا استقبل الجسد الغض رصاصات الحقد والعنف لأنه أحب ولا شيء غير الحب.. ولأن لا مقارنة بين ضعيفٍ وقوي لأن الضعف في الارادة غير الضعف في التسامح والقــوة في الشر غير القوة في الخير.
سقطت شهيدة أخرى ضحية الحقد الذي لا يتفاوض ولا يناقش ولا يجادل لأنــــه لا يملــــك الحـــق ولا الحكمــــة ولا المنطــــق... لن نقول عنها شهيدة أخرى من في موكب الشهداء لأننا لن ننتظر كل مرة أن يحصدنا الإرهـــــاب مرةً إثر أخرى.. لــــن يدوم الــــزوان في الأرض المعطــاء ســــــيرزم رب الحقـــل الزوان ويحرقه في أتون محبتــــه بنــــارٍ لا تنطفــــيء وينّقــي بيــدره.
ببالــــــغ الحـــزن والأســـى ودّعت أهالي كرمليـــــــس فقيدتها الراحلــة المأسوف على شبابها " رحيمـــــــة الياس شــــعيا " التي نالت منها رصاصات الحقد في بلدة الموصل عصر الثالث من حزيران. تغمدها الله بواسع رحمته والهم ذويها الصبر والسلوان.
 
[/color] [/font] [/size]