المحرر موضوع: صوريا/ شهادة حية لآلام المسيحيين في العراق..  (زيارة 660 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صوريا/ شهادة حية لآلام المسيحيين في العراق..

        صوريا القرية الآشورية الصغيرة، التي ينتمي معظم أهلها إلى المذهب الكاثوليكي المسيحي. لم تسلم هي الأخرى من وحشية وهمجية النظام البعثي المستبد، إذ شـخصت لنا المذبحة التي اقترفت بحق أهلها المُسالمين، بربرية ونازية الحزب ألبعثي العراقي، بعد وصوله إلى الحكم بقيادة احمد حسن بكر.

  ففي عام 1969/09/10، كما هو مُدوّن في مذكرات المعاصرين والذين كانوا شهود عيان، أقدمت القوات العراقية، بقيادة الضابط عبد المجيد الجحيش، بمحاصرة القرية الريفية (صوريا) وذلك بسبب انفجار لغم في سيارة عسكريه بالقرب منها تابعة للجيش العراقي، مما اضطرت إحدى الكتائب من الكتيبة العراقية بقيادة الضابط (النازي) عبد المجيد الجحيش، أن تتوجه بسرعة باتجاه القرية الريفية لجمع سكانها لمعرفة منفذ تلك العملية. 

  ويقول الكاتب شوقي بدري الذي كتبَ عن هذه المذبحة، " بالطريقه النازية التي كان يمارسها الألمان في البلاد المحتلة اتجه الجيش لأقرب قرية (صوريا) وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم."

  وبالفعل استطاعت تلك الكتيبة أن تجمع أهالي القرية البسطاء، رغم أن صوريا القرية الريفية البسيطة، التي لم يكن أهلها من دعاة القومية ولا من منظمي الأحزاب القومية، ولم يتواجد فيهم أي شعور قومي ليجعلهم يقاومون السلطة الحكومية، إلا أنهم اضطروا في ذلك اليوم المأساوي أن يُقدموا تبريراً للحدث المفبرك الذي تورطت فيه.

  ففي صبيحة ذلك اليوم المأساوي، بداء الضابط المجحف (الجحيش) بمحاكمتهم وإجبارهم على الاعتراف بشيء لم تقترفه يداهم. ورغم كل التوسّلات والالتماسات ألتي أبداها أهل القرية، وتأكيدهم ان ليس لهم أي علاقة بالموضوع المفبرك، وأيضا مُناشدة الكاهن الموصلي حنا قاشا الذي كان يؤدي مراسيم صلاة العيد الصباحية مع مجموعة مؤمنة في كنيسة في قرية صوريا الذي فوجئ بدخول جيش حزب البعث واتهام القرية بتهم باطلة. لم تلقى أي آذانً صاغية، فإصرار الضابط على قتل هؤلاء المساكين كان دافعا قويا يجعله يتجاهل صراخهم وتوسلاتهم.

  فأسرع المتجند الشيطاني (الجحيش) بإعطاء أوامره الشيطانية، بقتل وإحراق الجميع الذين تواجد ابان تلك الساعة المأساوية، التي أصبحت وصمة عار على جبين كل من شاركه في تلك المذبحة.     

   وقد قدر عدد الضحايا الذي خلفتها تلك المذبحة وبحسب ما ذهب إليه البرزاني في مذكرته إلى هيئه الأمم المتحدة. "وابيد في يوم 16 أيلول 97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو على نهر الخابور"، ورغم كل هذه الشناعة التي اقترفت بحق هؤلاء المساكين، ورغم فظاعة المذبحة، إلا إنها لم تتلقى أي اهتمام من العالم العربي آنذاك.
 
  وهنا تبقى صوريا إحدى حلقة من حلقات سلسة الآلام التي طوقت أبناء شعبنا المسيحي، شهادة حية في التاريخ العراقي الحديث.

والرب يبارك الجميع 
الشماس جورج ايشو