الأخت العزيزة ابتسام جبو,
أن الحياة والمادية الموجودة فيها ليست كذبة كبيرة فقط بل برأي هي خدعة كبيرة تقود الناس الى الكذب. ولكن العديد من الناس لا يؤمنون بأن الحياة كالبخار, في لحضة تنتهي, فليس اسهل من التخفى وراء النظارة السوداء لنبين للناس أننا صادقين علماً ان الصدق في دواخلنا هو مجرد جبل كبير لا نقوى على حمله... فنكذب...لأننا بشر, نريد الخلود بكذبنا فنصنع الوهم لكي نهرب من الواقع الذي يقتلنا ولا نستطيع ان نواجهه لأنه يقتل فرحتنا, ولعدم ثقتنا بأنفسنا.
فنكذب... لنحصل على سعادة مؤقتة, مخدر وقتي للفرح, لأن قلوبنا مجروحة في الواقع ولكننا نريد ان نحيا الحلم.
فنكذب... لأننا لا نحمل براءة الاطفال, كيف انصحك يا أبني ان لا تكذب, وأنا اكبر كذاب...وهناك آخرين يبررون موقفهم في الكذب بأن هناك كذبة بيضاء وكذبة سوداء...أكذب لكي أعيش... أكذب لكي اصل الى مرتبة وظيفية أعلى... أكذب لكي تحبني... أكذب لكي يقولوا الناس أنني سعيد...الخ...ولكن الكذبة كذبة مهما كانت بيضاء او سوداء... نخادع انفسنا لنحجب الحقيقة, واقول لك: ارجوك صدقني, فأنا أكذب, ابتسامتي كذبة, قبلاتي كذبة واعمالي كذبة... ولكن صدقني وتعلم مني... ادعوك ان تفكر وتتأمل في الصدق, ولكن حذار ان تفعله لأنك ستعيش واقعك المؤلم وسينعتك الآخرين: بالمثالي... لا تكن مثالياً والا نبذك الناس, فالمثالية والصدق شعور مخجل... كن صادقاً مع الآخرين, ستنظرك الناس كأنك تكذب عليهم... كن كاذباً مع الآخرين, ستنظرك الناس كأنك صادقاً.
الله اعطانا الحرية فيما نختار حسب طريقة تفكيرنا وثقافتنا الروحية واخلاقنا المسيحية, أذ أن كل انسان بنى حياته على كذبة, فسقوطه يكون سريعاً لأن حبل الكذب قصير, والكذب دائماً يجعل صاحبه متوتراً وقلقاً وهو يعتبر كل من حوله يكذبون ولكن الوضوح والصراحة مهما كانت قاسية وجارحة, فأنها تبقى دائماً اكثر راحة وهدوء.
وأنا من الناس الذين يبحثون عن سلام الروح والهدوء الداخلي, حتى ان كذبت علي بتصرفاتك, ولكني سأبحث عن الصدق من كلامك الذي عجزت انت أن تختبره بحياتك, لانك انسان ضعيف وأما كلامك فسيكون مصدر قوة الي لأكون صادقاً وقوياً في افكاري وتصرفاتي.
مع خالص المودة والتقدير
اخوكي
عبدالمسيـــــــــح