السيد سامي المالح المحترم :
كنا نعتقد أن قوى الظلام , أي القوى الإسلامية الإرهابية على حد تعبير العم سام . هي التي ستقف في وجه , بناء عراق ديمقراطي علماني . بغض النظر عن الانتماءات الدينة , الطائية , الأكثرية و الأغلبية .
و كنا نعتقد خطأ ً , أن ما و ليس من تسميه شعبنا , سيقف في صف المواجهة مع العلمانية ضد قوى الظل .
و لكن أسفا ً وجدنا أن سياسي شعبنا , يتسابقون مع رجال الدين , رجالنا الدينين , لترسيخ الطائفية في العراق الجديد . فإذا كانت الفئة المسيحية و التي هي بلا شك أكثر تطورا ً و تمايزا ً في المجتمعات الإسلامية و منها لا يستثنى المجتمع العراقي , تطرح " سبّاقة القوى الإسلامية العراقية المتشددة ليدينها " التقسيم الطائفي و الديني في الدستور العراقي , فهل نملك الحق في نقد الآخر .
تذكر حضرتك :
" التأكيد عليه هو فصل الدين عن الدولة. أن هذا الفصل ضروري جدا لمنع بروز و قيام دولة دينية موجهة يستولي فيها رجال الدين على كل السلطة " و " فالديمقراطية التي يتطلع أليها الأغلبية الساحقة من أبناء العراق هي الديمقراطية العلمانية " .
فأجبني يا سيدي الكريم , أين التطابق بين ما ذكرته من مفاهيم سامية و تسميتكم لشعبكم بــ " الآشوري الكلداني السرياني " , فحضرتك بمقالك تدافع عن الطائفية و الانتماء الديني , و تبتعد كل البعد عن العلمانية , و ترسخ فكرة العددية , باعتبار أنكم تسمون نفسكم انطلاقا ً من مبدأكم أل أكثري , أي الأكثرية الكلدانية و لو اختلفنا في مسألة من أين لك هذا ؟؟!! , فها هم رجالات السياسة يتغنون بمواقف بطاركتهم الطائفية , و يناشدونهم بالتدخل السريع لإنقاذ شعبهم " و ليس أمتهم " , فما تدّعيه من و حين تذكر : " أن هذا الفصل ضروري جدا لمنع بروز و قيام دولة دينية موجهة يستولي فيها رجال الدين على كل السلطة " , ينبطح أمام طروحاتكم , فأين الفصل بين هذا و ذاك يا سيدي الكريم .
ثم ما لنا و ما لفكرة الفدرالية , فمن الذي سيقبل بفكرة تشكيل فدرالية خاصة بشعبكم . فتقول " آشوري كلداني سرياني " فأين ستطالب بالفدرالية , هل في الأهواز و البصرة , أم في نينوى العاصمة التي لم تسم إطلاقا ً بغير عاصمة شعبها و أمتها الآشورية حصرا ً . أم في عنكاوة و التي زأر لها السيد سعدي المالح , و أعتقده أخاك , عندما طرح أحد الكتاب في كتابه " عنكاوة بين الأصل و الفصل " أن عنكاوة ليست آشورية . و أثبت الناقد آشورية عنكاوة . أعتقد أن الفدرالية المنشودة لن يتم تطبيقها إلا ّ في عنكاوة , و لكن عنكاوة كوم فقط .
أما ما يتردد من ذكر للقوميات الرئيسة في العراق و ذكر الباقي منها على أنها مجرد أقليات , فشكرا ً لكم و على نظرياتكم الجديدة , و على ما ساهمتم به جاهدين لدعم موقف الأقليات الرئيسة و طمس القومية العريقة الأصيلة .
إن الأمر الوحيد الذي ناضلتم من أجله , الذي ناضل من اجله القوميين الجدد , هو بناء عراق ديمقراطي تعددي .
ديمقراطي , حيث ينتقي كل فرد من تاريخ بلاد أشور أسما ً لعائلته و ليجعله قومية مستقلة أسقطت نينوى يوما ً ما . أما تعددي , فواضح من خلال اسمكم القطاري , فأين ستجد في العالم بلد بتعددية متطورة اكثر من عندكم .
أخيرا ً سأجري تعديلا ً بسيطا و لكن جوهريا ً على كلماتكم الأخيرة لنصل إلى المستقبل الذي يتطلع إليه كل فرد من شعبكم , المستقبل المزهر :
" ان مستقبل شعبنا الآشوري بطوائفه في العراق مرتبط عضويا بمستقبل العملية السياسية و مدى النجاح في العمل من اجل عراق علماني ديمقراطي فدرالي موحد و مزدهر. وعليه فان نضال شعبنا الآشوري هو جزء هام و اساسي من نضال القوى العلمانية الديمقراطية، وان تعزيز الوحدة النضالية لطوائف شعبنا الآشوري و حصوله على حقوقه المشروعة هو تعزيز للديمقراطية و ازدهار العراق . "
الوقت هو العنصر الأساسي الذي نخسره مع كل يوم جديد , آلا يكفينا إذا ً المزيد من المهاترات و طرح نظريات مستجدة .
و شكرا ً لديمقراطيتكم
د. بطرس تشابا
آشوري