المحرر موضوع: (جرحك يا شعبنا المسيحي في العراق الى متى سيستمر بالنزف ؟ ومن يضمده وكيف ؟!)  (زيارة 2350 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
(جرحك يا شعبنا المسيحي في العراق الى متى سيستمر بالنزف ؟ ومن يضمده وكيف ؟!)
----------------------
لا زال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في العراق يئن من جروحه المثخنة بالدم حيث يذبح يوميا من الوريد الى الوريد كالنعاج والطير المصعوق من قبل الارهاب الاسود والتطرف والعصابات التي تعصف بالعراق وذلك بأذكاء سعير نارها بغياب القانون وضعف الحكومة وعجزها حيث ان ما حصل من اعتداء جبان وخسيس على المصلين المسيحيين ورموزنا الدينين المسالمين من ابناء شعبنا وراح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح من دون اي ذنب اقترفوه سوى تأديتهم طقوسهم وحرياتهم الدينية التي كفلها الدستور وذلك عصر يوم الاحد الدامي في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط العاصمة بغداد في منطقة الكرادة - ارخيته ...

 بتاريخ 31 - 10 - 2010 يندى لها جبين البشرية لخستها ودناءتها حيث يضاف هذا الحادث الاثم الى ملف الاعتداءات والجرائم التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا منذ سقوط النظام السابق 2003 ولغاية اليوم في كل العراق عدا اقليم كوردستان لكن بحق استطيع القول ان هذا الحادث المروع والاعتداء على رموزنا ومقدساتنا كان الاشرس لذلك يجب ان لا يمر سريعا دون توقف وتدقيق وتمحيص وحساب من قبل شعبنا وكنيستنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا المختلفة في الداخل والخارج علاوة على اجراءات الحكومة والمنظمات الدولية لانه يؤشر المرحلة الحاسمة والجديدة من المؤامرة والمخطط الرامي لقلع واستئصال ابناء شعبنا من ارض الاباء والاجداد جهارا نهارا ودفعه للهجرة والضياع ...

ان ممارسات الحكومة والتنظيمات السياسية والبرلمانية الكبيرة المتنفذة في العراق تجاه ما لحق بشعبنا من موت وتهجير واقصاء وتهميش واضطهاد وظلم في كل العراق لا تعالجها بيانات الاستنكار والشجب والاحتجاج والوعود والمسكنات بعد اليوم والتي مل منها شعبنا وانكشفت حقيقتها حيث بلغ السيل الزبى وطفح الكيل من الوعود والخداع والمراوغة والمناورة وحتى الكذب وكلنا تابعنا الاعلام الرسمي للحكومة والتكتلات السياسية والبرلمانية اثناء وبعد الحادث المذكور اعلاه ...

حيث وجدنا سياسة اللامبالاة والتعتيم والتضليل والاهمال في القنوات الفضائية الرسمية ومنها العراقية بهذه القضية عن عمد واضح حتى تبدو كأنها مشكلة وقضية هامشية وثانوية وحال المسيحيون حال كل العراقيين جوابي ان المواطن المسيحي العراقي لم يكن في كل الازمنة في وطنه جزء من المشكلة الطائفية او السياسية او القومية وانما كان دائما جزء فعال من الحل الوطني والاجتماعي المتوازن بين كل المكونات لكن السؤال المطروح اليوم الى متى يستمر جرحنا ينزف ؟ وكيف السبيل لتضميده وايقاف نزفه ؟ وبصدد ما تقدم في ادناه الاسباب والمعالجة وفق وجهة نظري وكالاتي :

الاسباب
---------
1 - عدم اتخاذ الحكومة العراقية والتنظيمات السياسية والبرلمانية العراقية الكبيرة الاجراءات والتدابير الجدية دستوريا وفعليا في الوطن لضمان حقوقنا المشروعة قوميا وحرياتنا الدينية واستمرار سياسة الاقصاء والتهميش واعتماد نظام المحاصصة القومي والديني والسياسي للكتل الكبيرة بعيدا عن معاير الكفاءة والنزاهة في توزيع المناصب والمسؤوليات القيادية حيث لا زال شعبنا وتنظيماته مهمشة وعدم كشف المجرمون القتلة الاوباش لشعبنا ومحاسبتهم قانونا علنا ...

2 - عدم صدور فتاوي شرعية دينية من علماء ومراجع الدين الاسلامي السنية والشيعية لتحريم واستباحة دم واموال ابناء شعبنا بشكل واضح وصريح وكأننا كفار ومشركين في وطننا لهذا لا زال المواطن المسيحي خائفا على مستقبله من الاتي من الايام مما يضطره التفكير بوطن بديل للامان والعيش الكريم ...

3 - ضعف وتراجع وانكماش القوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية عن مواقعها الطبيعة لعدة اسباب لسنا بصددها الان والتي تؤمن بكامل حقوقنا وحرياتنا مبدئيا وفعليا في التطبيق مما اثر سلبا على توجهات الحكومة وسياساتها التي تلونت بلون الدين .. بينما حكومة اقليم كوردستان كانت تجربتها رائدة في مجال ضمان كامل حقوق وحريات المكونات القومية والدينية الصغيرة في دستور الاقليم وفعليا على الارض في التطبيق ومنها شعبنا بشكل واضح وصريح وصادق  ...

4 - استمرار الخلافات والتقاطعات بين تنظيمات ومؤسسات شعبنا المختلفة في الداخل والخارج وهذا القى بظلاله السلبية على اوضاع شعبنا في الوطن والخارج واعطى اشارات خاطئة للمتربصين بشعبنا للنيل منه او على الاقل تحجيم حقوقنا وحرياتنا وهذا ماحصل فعلا بسببنا ...

5 - ضعف الكنيسة وانقسامها وعدم تقيمها لاوضاع شعبنا بشكل موضوعي ودقيق فمثلا كلنا كنا ننتظر ان يصدر من سينودس اساقفة الشرق الاوسط الاخير الذي انعقد في روما برعاية قداسة بابا الفاتيكان قرارات وتوصيات مهمة وشجاعة فيما يخص شعبنا المسيحي في العراق لكن ما صدر عنه خيب امالنا ولم يرتقي الى مستوى ظروف ومأساة شعبنا رغم حضور اكثر من عشرة من المطارنة من داخل العراق لاجتماعات السينودس المذكور ...

6 - اغلب الاجهزة الامنية والجيش والشرطة لا زالت مخترقة من قبل الارهاب الاسود ودول الجوار وضعف اجهزة الاستخبارات وعدم تفاعل الشعب العراقي مع مؤسسات الدولة حيث اصيب الشعب العراقي اغلبه بأليأس وفقدان المصداقية من قلة كفاءة الحكومة وضعف خدماتها واستشراء الفساء في دوائرها ...

الحل يكون داخل الوطن وليس خارجه وذلك : (للاطلاع الرابط الاول ادناه)
------
1 - بتشكيل حكومة عراقية ذات طابع وطني ديمقراطي واسعة التمثيل والتعددية لكل الفرقاء السياسين العراقيين الفائزين في الانتخابات وليس حكومة محاصصة على ان تتبنى برنامجا وطنيا وديمقراطيا مدروسا بمشاركة وموافقة جميع القوى السياسية الكبيرة والصغيرة يضع معاناة المواطن ومصالح الوطن فوق كل اعتبار وتستجيب لحقوق وحريات المكونات القومية والدينية الصغيرة القومية والدينية والتاريخية المشروعة دستوريا وفعليا لانها اصبحت تمثل مطاليب جماهير شعبنا ايضا ...

2 - لذلك ارى ان يتولى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجدهم الحالية والتاريخية بالاغلبية سلطاتهم الثلاثة (التنفيذية والتشريعية والقضائية) في المشروع القومي الحكم الذاتي لشعبنا ليحكموا ابنائهم انفسهم بأنفسهم وبضمانات دستورية ودولية عند ذلك سيتولد لديهم شعورا جديدا بالامان والاستقرار والاطمئنان والتجذر في الوطن لانهم اصبحوا يمتلكون الحد الادنى من الاستقلالية والصلاحيات والشخصية المنفردة وهذا لا يعني الانفصال او الاستقلال عن الوطن وانما جزء اصيل ضمن العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد عند ذلك يستطيع ابناء شعبنا الدفاع عن انفسهم في المحن والشدائد ولن يكون كبشا للفداء او فريسة سهلة للارهاب والتطرف والعصابات ...

3 - واذا لم يتم تشكيل حكومة عراقية وطنية وفق المعايير والمبادىء انفة الذكر ولديها برنامج وطني مدروس كما ورد في الفقرة (1) اعلاه وكذلك اذا لم يتم تثبيت حقوقنا وحرياتنا دستوريا اسوة بدستور اقليم كوردستان وبشكل خاص مشروع الحكم الذاتي والمباشرة بتطبيقها خلال سقف زمني محدد كما ورد في الفقرة (2) اعلاه نطالب بأحالة كافة ملفات الاجرام بحق شعبنا ومنذ 2003 الى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة للنظر فيها وتوفير حماية دولية لشعبنا وتشكيل محكمة جرائم الابادة الجماعية (الهولوكوست) لكشف القتلة الاوغاد والمخططات الاجرامية التي تستهدف شعبنا ومحاسبة المجرمين الاوباش لينالوا قصاصهم العادل ...

الخلاصة
-----
رغم كل ما ذكرنا في اعلاه وما تعرض له شعبنا من قتل واضطهاد وتصفية وابادة وتهجير قسري وتهديد في سياسة الهولوكوست المحرقة ضد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في وطنه لا زال متساميا على جروحه ومصائبه ومحنته رغم وجود الحثالات والسفالات والزمن الردئ حيث سيبقى متشبثا بوطنه وارضه ويبقى يحلم به حرا سعيدا للعيش في فراديس اباءه واجداده بين زهور الياسمين والنرجس والوان شقائق النعمان وليس بالخضوع والخنوع وقبول المذلة والاهانة ...

يا رب السموات والارض خلقتنا في ارض الرافدين ارض الخير والعطاء ارض الاباء والاجداد عاش معنا خليط متنوع من القوميات والاديان والمذاهب وكلنا بشر نريد ان نعيش معا بشرف او نموت بكرامة بأرضنا ولن نقبل بعد اليوم الا بالحصول على كامل حقوقنا القومية المشروعة في الحكم الذاتي والشراكة في الوطن ولن نقبل لليل ان يرخي سدوله ليسود الظلام ابدا لاننا ابناء اصلاء لهذا الوطن الجريح حيث يعرفنا التاريخ جيدا ولا نتخلى عنه الا على اشلائنا ...  

ويدوي اصوات شهدائنا عاليا ومنهم المطران ( فرج رحو ) والاب (وسيم صبيح) والاب (ثائر سعد عبدال) وغيرهم مع كافة رفاقهم الشهداء ( رحمهم الله ) ينادينا من عليائهم ومملكتهم السماوية ويهدر مثل الماء الصافي الرقراق ومشعل النور الوهاج ويهمس ويقول روحي معكم يا اهلي واحبتي واصدقائي لا تتركوا ارض ابائنا واجدادنا .. والرب يحميكم ياشعبي ( الكلداني السرياني الاشوري ) المسيحي .. المجد والخلود لشهدائنا الابرار في الامجاد السماوية والخزي والعار للقتلة البرابرة المجرمون اشباه الرجال ...

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=444630.0


                                                                  انطوان دنخا الصنا
                                                                   مشيكان
                                   antwanprince@yahoo.com