المحرر موضوع: الأب روفائيل قطيمي .. أُصلي لأجل شفائك  (زيارة 1943 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأب روفائيل قطيمي .. أُصلي لأجل شفائك


قبل ما يقارب الأربعون سنة عرفتك في الموصل كاهناً غيوراً فقد كنتُ تحت رعايتك، ربيتني على تعاليم سيدنا يسوع المسيح وكنت الأب الروحي لي بعد ان فقدت ابي الجسدي. كنت المربي الفاضل تسهر على رعاية ابانك في ميتم القديس يوسف في الموصل. تفرقنا بعد اربع من السنين قضيناها سوية. ولكن التقيتك مرارا  بعد بضع سنين  في الكنيسة التي هزت اليوم أرجاء المسكونة بشهداءها الذين تجاوزوا الخمسين في الأحد الدامي. هذه الكنيسة التي خدمتها لأكثر من أربعين سنة بلا كلل ولا ملل ، كنيسة سيدة النجاة على هيئة سفينة كنت ربانها ولم تهزك المحاولات الكثيرة من قبل الذين لا دين لهم لأغراقها بمن فيها. وهكذا رغم كل المخاطر المحيقة بقيت تخدم كنيستك ورعيتك رغم تجاوزك السن التقاعدي ولكن أمثالك يا ابتي خدمة مذبح الرب هو وعد قطعته يوم سياميذك كاهناً ويا له من اخلاص في تطبيق وعدك للرب حتى الرمق الأخير. بودي لو جازيتك مدحاً في هذه الرسالة لرد القليل القليل من خدمتك لي ولكني أدري يا ابتي وتبعاً لحكمتك وأيمانك ان الجزاء المُرضي لك هو جزاء الرب يسوع الذي حملت صليبه وتبعته كل هذه السنين مضحياً بالسعادة الأرضية كي تنال السعادة الأبدية فماذا ينفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. وحتى الرتبة الدينية والصعود في سلم الكهنوت لم تكن تشغلك فأكتفيت برتبة الخوري وانت القدير والخدوم والمثقف النشيط والمتكلم البارع الذي الّف الكتب وقابلَته أجهزة الأعلام المختلفة.

ايها الأب الفاضل والربان الماهر حالما سمعت في غربتي عن محاولة أخرى يائسة من قبل قراصنة الشيطان لأغراق سفينتك العملاقة في كرادة بغداد لاح امام ناظري وجهك الباسم وشخصيتك القوية ولاح لي الصليب العملاق وسط  الطاق ، فقلت في نفسي وهل يمكن ان يستسلم الربان وينكسر الصليب او يسقط الطاق ؟ فأنتظرت الأخبار والصور في غربتي البعيدة البعيدة... المسيح سبق وان قال" انا نور العالم" وفي النور فقط تتطور التكنولوجيا ولذا وصلني الخبر بأسرع من البرق وقرأت الخبر وشاهدت الصور وعلمت انك بقيت على قيد الحياة ولم يصب الصليب والطاق بأذى وان أكثر من خمسين نالوا اكليل الشهادة وهم الآن ينعمون بالحياة الأبدية في الملكوت السماوية. وهكذا ايظاً عدد كبير من الجرحى الذين نصلي اليوم من أجل شفاءهم العاجل و نعزي ذوي الشهداء طالبين لهم الصبر والسلوان.

ابونا روفائيل، من بدل كل الذين ربيتهم في ميتم القديس يوسف في الموصل في اوائل الستينات من القرن الماضي ارفع صلاتي الى الطفل يسوع وامه العذراء ومار يوسف البتول أعضاء العائلة الواحدة ان يكونوا في شفاعتك في  هذه الأيام الصعبة ويكون شفاءك عاجلاً وترجع لخدمة كنيستك ورعيتك.
أتذكر انك في عيد جميع القديسين الذي صادف يوم هجوم قوى الشر على سفينة سيدة النجاة واصابوك بالجروح الجسدية  لترقد في مستشفى ابن النفيس. في مثل هذه اليوم أتذكر انك كنت توزع علينا وبطريقة القرعة صور مختلف القديسين وكنتَ توصينا ونحن نستلم تلك الصور فرحين ان نصلي دوماً الى الشفيع السنوي حتى يكون معنا ويلبي طلباتنا. هكذا اريد ان ارجع الى الطفولة البريئة وأرفع صلاة ثلاثين طفلاً الى كل القديسين كي يشفوك ويرجعوك  الى كنيستك ورعيتك. 

أعرف، ولا يساورني شك، انك قد أثرت في خدمتك على الآلاف من المؤمنين الذين كلهم هذه الأيام يرفعون صلواتهم الى الرب القدير ان يشفيك عاجلاً وترجع الى كنيستك ورعيتك.

ابتي في هذه الأيام الحزينة حيث سمع الملايين بفاجعة كنيسة الشهداء، كنيسة سيدة النجاة . حين يجتمع هولاء الملايين يوم الأحد بلا شك سوف يكون القداس لنية شهداء هذه الكنيسة - قسماً منهم قتلواعلى المذبح ومنهم طفل اربع سنين- سوف يطلب الكاهن الصلاة من أجل الجرحى وانت منهم يا أبتي، كي ترجع وتخدم كنيستك ورعيتك.

الى كل الذين يقرأون كلماتي هذه ومن كل الأديان والطوائف الذين فيهم المحبة وفيهم مخافة الله ،ادعوهم ان يرفعوا دعاءهم الى الله سبحانه وتعالى  كي يشفيك ويرجعك لخدمة كنيستك ورعيتك.

الى الرب القدير والعائلة المقدسة شفيعة ميتمنا ارفع تذرعي وصلاتي ان يلبوا صلوات جميع المؤمنين في كل مكان كي تشفى من جروحك التي سببها لك الظلاميون السفاحون وترجع مع ابتسامك الأبوية الى خدمة كنيستك ورعيتك.

                                                                      حنا شمعون / شيكاغو