المحرر موضوع: كنيسة سيدة النجاة وموسوعة غينيس للمذابح القياسية  (زيارة 572 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
كنيسة سيدة النجاة
وموسوعة غينيس للمذابح القياسية
                                                             
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

هزت مذبحة كنيسة النجاة في بغداد ضمير الانسانية وقلوب كل الشرفاء في العالم على الجريمة النكراء التي قامت بها شلة من الإرهابيين وعصابة من القتلة واللصوص ضد أناس أبرياء عزل امنين كانوا يؤدون شعائرهم الدينية ويصلون إلى الله من اجل بلدهم العراق لكي ينجوه من المصائب التي فيها . لقد صبغوا بسلاحهم الفتاك ثياب الضحايا بألوان دمائهم دون أي حرمه لرضيع أو طفل أو امرأة أو شاب أو رجل مسن أو رجل دين ولا أي تمييز في حساباتهم بين الأسود والأبيض الكل سواسية مثل أسنان المشط أمام بطشهم وشهوة الموت لديهم . وقاموا بتدنيس مقدساتهم وأهانوها بالسب والشتم معلنين الحرب وواعدين بالويل والدمار لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين . وكانت هذه المجزرة المروعة والمرعبة حديث الساعة ومادة دسمة للإعلام العالمي بكل أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة شاهدة على بشاعة هذا الفعل لا بل يقف أمامها العقل البشري عاجزا عن أيجاد مصطلح ليصف بدقة هذا الفعل الذي يفوق كل وحشية وبربرية أفرزتها الجريمة على مدى التاريخ وفي كل بقعة من بقاع الأرض وأنا على ثقة ويقين لو كانت الحيوانات المفترسة حاضرة هناك أثناء تنفيذ هذه المهمة القبيحة بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والإنسانية والحضارية لطأطأت رؤوسها منحنية أمام هذا المشهد المأساوي وقدمت دموعها مستنكرة وساخرة من عقول وضمائر هؤلاء الناس وسلوكهم العدواني وألا إنساني وشكرت الله لخلقه لهم حيوانات لا بشرا .
إنها جريمة الجرائم ومذبحة المذابح ترحب بها موسوعة غينيس بدون تردد لا في عدد ضحاياها بل بطريقة إفراغ سمومهم وأحقادهم الذي يندي لها جبين الانسانية في عصر يحترم فيه حتى الحيوان وله حقوق وجمعيات تدافع عنه من تهور الناس لا مثل هؤلاء المهووسين بالقتل والمرضى عقليا ونفسيا الذي يعتبر الإنسان عندهم ارخص شيء لأنهم أعداء الحياة لا ينتجون غير الموت والظلام . إن دينهم التكفير لا التفكير وشعارهم السيف البتار وعقيدتهم سفك دماء ل من يخالفهم بأتفه شيء حتى لو كان له شعرة واحدة ناقصة أو زائدة في لحيته وان إلههم على صورتهم قاتل ومنتقم وجبار أعطى لهم وكالة عامة مطلقة لتنفيذ كل مشاريعه من تطهير وتصفية وإقصاء كل الذين ليسوا نسخا كربونية منهم . إنهم أعداء الخير والسلام والإنسانية وخصوم قبول الأخر المختلف لأنهم تشبعوا منذ الصغر بفقه الكراهية ونتيجة للهزيمة الحضارية أمام الغرب المتفوق والشعور بالنقص تجاه منجزاتها تحولوا إلى مصاصي دماء وطيور كاسرة تمزق بمخالبها أجمل ما في الحياة وهي الحياة التي وهبها الله . ما أشبه اليوم بالأمس فالتاريخ يعيد نفسه معنا فقد حذرنا رب المجد قائلا : بأنه يأتي يوم يقتلونكم ويطردونكم من دياركم من اجل اسمي لا بل يظن بأنه يقدم خدمة لله . وقال لنا إن التلميذ ليس أعظم من معلمه فمصيرنا نفس مصير ربنا لأننا نسير أيضا على درب الجلجلة . هذا ما حصل للمسيحيين على مر التاريخ من اضطهاد شنيع على يد أباطرة الفرس والروم والتتر والمغول من اجل إيمانهم لكنهم لم يستطيعوا أن يثلموا عزيمتهم في المضي نحو طريق المجد لأنه إذا كان الله معنا فمن علينا وما يحصل الآن من اضطهاد المسيحيين في بعض البلدان العربية والإسلامية أن دل على شيء فهو يدل على المؤامرة القذرة التي يحيكها السلفيون المتطرفون ضد المسيحيين لإخراجهم من الشرق وطردهم من أوطان هم أصلا سكانها الأصليون سواء تواطأت معهم حكوماتهم أو عجزوا عن ردعهم النتيجة سواء . نقول لكم أيها المعاقين نفسيا وروحيا بئس ما تفعلون بنا وتقولون علينا نحن لا نهابكم ولا نخافكم لأننا أبناء قديسين ورجال عظماء رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض المقدسة وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إيمانهم المسيحي لا السيف ولا الموت يستطيع أن يفصلنا عن حب المسيح . أيها الأغبياء المارقين عن الدين هل تظنون بكسركم صلبان خشبية وبعثرت أواني مقدسة تستطيعوا أن تقضوا علينا كلا وألف كلا فالصليب ليس أداة مادية انه حياة تعاش فهو معجون بدمائنا ومحفوظ في أرواحنا حتى لو هدمتم كل كنائس العالم فقلوبنا بيت عبادة تلتقي بها مع المسيح الحي فينا . إن قتلتم كاهن أو مطران لا يمكن إيقاف الذبيحة الإلهية التي تستمر إلى ابد الدهر لأنه سيولد مليار ونصف مسيحي كاهن على غرار وسيم وثائر وفرج رحو ورغيد ليشهدوا إن الله محبة وليس زعيم مافيا على ما هو إلهكم . سنحارب كراهيتكم وظلمكم وباطلكم بسلاح المحبة والعدل والحق . دون إراقة قطرة دم منكم ستفاجئون عندما نطلب من الله لا أن يلعنكم كما هي دعواكم بل أن يغفر لكم ويهديكم إلى الطريق القويم كما علمنا ربنا من على الصليب . هنيئا لكم أيها الأبطال لأنكم نلتم إكليل الشهادة لا تخف أيها القطيع الصغير لان أسمائكم كتبت في سماء المجد وسفر الخلود سيروا ونحن من ورائكم نحمل صليب المسيح لا والله لن يسقط من أيدينا ولن يخرج من قلوبنا حتى نغرسه في أخر نقطة من التاريخ ويلفظ الزمن أنفاسه الأخيرة .


                                                              Emmanuell_y_alrikani_2009  [/size
]