المحرر موضوع: بصراحة ابن عبود - ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟!  (زيارة 1068 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بصراحة ابن عبود
ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟!
[/color][/size]

في احاديثنا الخاصة، وكتاباتنا، وحواراتنا، مع الاسلاميين كثيرا ما نجامل، ونحاول ان
نلصق "تهمة" الديمقراطية بالاسلام. رغم ان كل علمائه، وشيوخه يعتبرونها بدعة غربية.
فتاريخ الاسلام السياسي منذ النبي محمد، وخلفائه الراشدين، حتى نهاية الدولة العثمانية
خلا من أي ممارسة ديمقراطية. فكما ان من عيوب ديمقراطية اثينا، وروما اقتصارها على
الاحرار، والنبلاء من الطبقة الحاكمة. فان التجارب الاسلامية القديمة، والحديثة اثبتت
فشلها ديمقراطيا، عندما وضعت شروطا، وقواعد لا تتناسب مع الديمقراطية التي تعني حرفيا
حكم الشعب. ولذلك فان المصلحين الاسلامين مثل الكواكبي، والافغاني، ومحمد عبده، وحركة
المشروطية، وقبلهم كلهم حركة اخوان الصفا ادركوا الحقيقة، وياسوا من الاسلام السياسي.
كثيرا ما نجامل، كما ذكرت، او يتباهى محدثينا الاسلاميين بتجارب، وامثلة من عمر بن
الخطاب، او علي بن ابي طالب، او عمر بن عبد العزيز، اوهارون الرشيد او غيرهم. متناسين
ان أي منهم لم يكن منتخبا. وان بيعة الاول، والثاني جاءت مثل بقية الراشدين من مجموعة
متنفذة فرضت نفسها بقوة المال، او السلاح، او الجاه، او النسب. والخلافة الوراثية منذ
معاوية بن ابي سفيان تنفي هي الاخرى أي صفة ديمقراطية. وان تحجج مدع، او جاهل، ان
الكثير من دول اوربا الغربية لا زالت ترئسها عوائل ملكية فهم يتناسون عن عمد ان كل
ملوك، وملكات اوربا بلا سلطة سياسية، وانهم رؤساء شرف ابقوا لاسباب سياحية،او مواقف
تاريخية معينة، او كرمزلوحدة وطنية ما، او اعتبارات اخرى. واغلب هؤلاء الملوك، والملكات
لا يحق لهم حتى الانتخاب، وقيد الدستور صلاحياتهم. وان حصل، وادلوا بتصريح سياسي ما
تقوم الدنيا، ولا تقعد حتى يعتذر الملك، او الملكة. والا فالجمهوريون على الابواب، وهم
يزدادون باستمرار رافضين الامتيازات التي ترثها العوائل المالكة رغم التقييدات
المستمرة. ناهيك عن سخرية الصحافة، ونشرها لفضائح العوائل المالكة التي تعتبر مكارم
امام فضائح، وجرائم ملوكنا، وعلمائنا، وقادتنا، ورؤسائنا الاسلاميين.

 

عن أي ديمقراطية يتحث الاسلاميون، ومجامليهم من الكتاب العلمانيين بكل اصنافهم. محمد
فرض على المسلمين كنبي، ولا تجوز مجادلته رغم انه قال "انما انا بشر مثلكم". وابو بكر
الصديق اختارته مجموعة اجتمعت لاسباب طبقية، ولا تمثل جموع الدولة الاسلامية التي شملت
كل الجزيرة العربية تقريبا. ولهذا بدات ماسميت بحروب الردة. ولم تكن" الردة" الا
انتفاضة عرب الجزيرة الاحرار ضد حكم الصوت الواحد، والحاكم الواحد، والعشيرة الواحدة
قريش. وعمر بن الخطاب جاء بنفس الطريقة ورغم توسع الدولة فان مجموعة صغيرة منعزلة هي
التي فرضته على الاسلام، والمسلمين بعد ان اوصى به ابو بكر، والحال نفسه ينطبق على
عثمان الثري الذي قاد دولة المستضعفين الاسلامية فقتل على يد من رفضوا استئثار اغنياء
قريش بالسيطرة على حكم جمهرة المسلمين الفقيرة. وقتلة عثمان جاؤوا يعلي خليفة على
المسلمين ولما رفضته الاغلبية في الشام بدات الحروب. وعلي كان يصر هو الاخر ان يكون
الحاكم عربيا، ومن قريش وقد عزل كثير من حكام الولايات لانهم لم يكونوا قرشيين. ثم ماهو
راي الغالبية العظمى من المسلمين الذي صاروا ضحايا حروب الخليفة المنصب والرافضين لحكمه
لمختلف الاسباب.

 

والشورى التي يتحثون بها "وشاورهم في الامر" كانت مجرد للاستئناس فكان النبي، او
الخليفة  هو من يقرر بعد التشاور حتى وان كان على خطأ. وغزوة احد مثال واضح، وتجربة ابي
بكر مثال اخر، وفرض عمر خالد بن الوليد قائدا للجيش رغم الملاحظات. ان حروب الردة،
ومقتل عثمان، وحروب علي ادلة، واضحة على فقدان لغة الحوار، وانعدام فعالية حكم التشاور.
فالفرد هو من يقر وليس الشعب، جمهرة المسلمين وقتها، رغم الادعاء "وامرهم شورى بينهم".
اذا اخطا الخليفة لا احد يحاسبه. في حين تبدل الحكومات المنتخبة بالانتخابات، او تسقط
نتيجة ازمة وزارية فيكلف مجلس النواب غيرها مؤقتا، حتى ينتخب الشعب غيرها. فمتى حصل هذا
في التاريخ الاسلامي؟ في سقيفة ابي بكر؟ ام فظاظة عمر؟ ام ترف عثمان؟ ام حروب علي؟ ام
قمع الامويين؟ ام مقاصل العباسيين؟ ام احتراب الاندلسيين؟ ام قوازيق العثمانيين؟ ام
مجازر حرس الثورة الاسلامية الايرانية؟ ام مذابح طالبان؟ ام جرائم الميليشيات الاسلامية
في العراق؟ ام ارهاب القاعدة الذي يخطف ارواح الاف الابرياء في كل مكان بامر من "الشيخ"
اسامة، او وكلائه، وامرائه؟

 

الاسلام دين، والدين علاقة روحية بين الرب، ومن يعتقد به. والسياسة للسياسيين وقد توصلت
التجربة البشرية بعد مسيرة مضنية، ونظريات شتى، وحكم ديني، ومذهبي، وعقائدي، وعسكري،
وتوتاليتاري(شمولي)، وديكتاتوري، ان الدديمقراطية على اساس انتخاب الشعب ممثليه لبرلمان
يناقش، ويحاسب حكومة الاغلبية السياسية. وقد يجدد الشعب "البيعة" لهذه الحكومة، او
ينتخب اغلبية جديدة من حزب، او ائتلاف سياسي اخرهو الحل الافضل لتداول السلطة. فلا
مجالس شورى، ولا اهل حل وعقد، اومجلس اعيان، او اشراف، ولا بيعة تقوم بها العشيره، او
القرية، او العائلة تصلح لان يحكم الشعب نفسه بنفسه. لقد راينا كيف نصب الخميني نفسه
وليا للفقيه لا يعارضه احد بعد ثورة الشعب الايراني. فهو ولي الامام المعصوم. وكيف ثبت
الاسلاميون العراقيون "الموقع الخاص" للمرجعية(ولاية فقيه مبطنة) في دستور عجيب غريب.
فدعونا من المجاملات الرخيصة، والتجارب الشخصية المعزولة لهذا الخليفة، او ذاك فانصاف
ذمي في كوفة علي، او اغاثة فقير في زمن عمر لا تعني ان كل الذميين كانوا يامنون على
انفسهم، ولا كل الفقراء وجدوا ضمانا لهم، ولا كل المسلمين قالوا كلمتهم. الاسلام
السياسي، والديمقراطية متضادان، فالنصوص الدينية ثابتة لا تتغير(مقدسة) في حين تتطلب
الحياة العملية، وتفترض الديمقراطية مرونة عالية، وتغيرات مستمرة، ومحاسبات دائمة،
ومراقبة يومية.

فمن يستطيع ان يحاسب من يدعي انه يحكم باسم الله وكتابه؟؟!

 

اتذكر مرة انني كنت اتحاور مع اسلامي حول الاخلاق، وانها تربية، وسلوك، وليس بالضرورة
وصايا الاهية يلتزم بها الفرد، كما كان يصر. وصادف ان مر شخصا، سقطت محفظة نقوده منه
فالتقطها صاحبنا المؤمن العائد لتوه من صلاة الجماعة. توقعت ان يركض  وراء الرجل ليسلمه
المحفظة، لكنه، وضعها في جيبه بعد ان تفحص كمية النقود التي احتوتها. استغربت، وسالته،
أي ايمان، واي اخلاق هذه، وانت تسرق علنا؟ فرد بوقاحة صاعقة:

 

هذا رزق من عند الله !!!

 

رزاق عبود

28/6/2006[/b]