لا يُنادي المُنادي إلاَّ ما في جُعبتِه !
في مقالي الأخير < التَعَصُّب القاتل للباطل > اتّخَذتُ قراراً بتجاهل مُتَزَمتي مُنتحلي الآشورية وأتباعهم من ابناء الكلدان المُغَرَّر بهم وبعدم الرد على أضاليلهم ، تاركاً إياهم يتخبّطون في هذيانهم وأوهامهم ، فقد أخذ التَعَصُّبُ الفكري منهم مأخذَه ، سالباً شعورَهُم بالذات الانسانية ، مُحَوِّلاً إياهم الى وحوش بشرية ، ولا زلتُ مُلتزماً بقراري .
لكنَّ الذي حدا بي الى كتابة هذه السطور القليلة ، هو ما نادى به هزيلُ الفكر واللغة الخالي من التهذيب المدعو ثامر توسا ، وأتقدم بالعَتَب مقدماً على مسؤولي موقع تللسقف الذين سمحوا لمثل هذا الانسان النكره ، الذي استعمل هذه اللفظة وهو يجهل معناها واستعمالها في الصياغة اللغوية ، فهو المثال الحقيقي للعنوان المُصاغ باسلوبٍ لغوي ركيك < النكره التي تتجاوز حدود الأدب يُستباح تسقيطُها . . . > والصحيح الذي ينطبق عليه بالذات ووفقَ كُل المقاييس الأدبية والانسانية ، هو < النكره الذي تجاوز حدود الأدب . . . ثامر توسا مثالاً > . عذراً أعزّائي القراء إذا لاحظتم في رَدّي ورودَ بعض الكلمات أو العبارات اللاذعة ، ولا تعزونَها أني مبادلٌ إياه بالمِثل ( العين بالعين والسن بالسن ) فتلك المقولة قد أبطلها المسيح الرب له المجد ، واستبدلها بعدم مقاومة الشرّير ، ولذلك فإني مُذكِّركُم ببعض ما كاله لي من كلمات وعبارات بذيئة ناهيكَ عن ركاكة سبكِها ، كقوله ( يسطر من عبث الكلام وعهر التعابير بما يزيد دلائل تعجرفه . . . / مِن أية طينة هزيلة وعجينة هجينية هو هذا المخلوق المجمّع والشماس المُريب / نحن ليس من باب عجزنا لم نرد عليه وعلى تفاهيات مرجعياتِه التي تزق به . . . / تكون قد بلغتَ أعمق قيعان الرذيلة / تكذب حين تُدافع عن الكلدانية ، وأنت لستَ بكلدانياً . . . والآشورية سترفضكَ قطعاً . ./ من الان فصاعداً لن نترككم تسرحون وتمرحون على هواكم أو حسب ما يشاء أسيادكم القابعين وهم يُدنسون بيوت ألله وقدسية مقاماتِها صبحاً ومساءً . . )
أرأيتُم المستوى الخُلُقي المتدنّي لعميل مُنتحلي الآشورية ثامر توسا أحد أشباه الكُتّاب المُلحد ، أليس اعتداءً صارخاً وصفُه لرموزنا الدينية بالقابعين والمُدنسين لبيوت ألله . . . ! يقول هذا المهوَس أنه قد قرأ مقالاً لي كان وبالاً ، بالتأكيد كان وبالاً عليه وعلى شُلَّتِه من أمثاله حيث يكتب بصفة الجمع . مقالاتي وردودي هي كالنار الآكلة ذات القوة القادرة على فحص معادنكم الرديئة ، مُرشدةً إياكم لإستبدالها بمعادن جيدة وخالصة ، ولكن للأسف فإن عقولكم متجمِّدة بصلابةٍ الى الحد الذي تعجز النار عن صهرها !
إن اسلوبي الكتابي هو تهذيبيٌّ وإرشادي ، يتلهَّفُ لقراءةِ كتاباتي الباحثون عن الحقيقة المُجردة ، لأنها تَضُمُّ ما يُفَنِّدُ الأفكار والطروحات الخبيثة للمنحرفين أمثالكم واللاهثين وراءَ نيل المكاسب الذاتية الأنانية ، غير مُبالين بمعاناة شعبنا المغلوب على أمره المُبتلي بكم ، ولكنكم بارعون بذرف دموع التماسيح خِداعاً ، ونشكر ألله أن أبناء شعبنا في قرانا الكلدانية الواقعة في السهل والجبل ، قد انكشف لها زيفُكم وبدأت بنبذكم والازدراء بكم ، وحتى الذين غَرَّرتم بهم واختلستم إرادتهم إغراءً وابتزازاً قد أحَسّوا بألاعيبكم ، ولن يطولَ الوقتُ ليقوموا بفضح نواياكم ورَذلِكم .
الشماسية هي خدمة مَذبَحية يا جاهل وليست مهنة ! أنا اؤَدّيها بجدارة ومهارة إرضاءً لربِّي وإنجازاً لواجبي ، يشهدُ لي بها الاكليروس والشعب المؤمن ، ولستُ ابالي بأقوالكَ الإلحادية المعادية للمسيح الرب وكنيسته الكاثوليكية المُقدسة . إنك ومَن على شاكلتِكَ بؤرة الفساد التي عن طريقها ، تَسَرَّبَ الحقدُ والكراهية الى قلوب أبناء شعبنا ليُعادوا بعضهم البعض ، الشيء الذي لم يكن موجوداً قبل ظهوركم السيِّء الصيت ، ولِعبكم الدور الخبيث في تفتيت وحدته القلبية غير الكتابية ، والدليل على ذلك انسجامُهم وتناغُمُهم وتصاهُرُهم دون أن تقف أمامهم تسمياتُهم الجميلة عائقاً
تلك التي جعلتم منها مسرحاً للصراع الأخوي المقيت .
أخيراً يا سيد توسا ، إن أخاكَ من نَهاكَ ، وعدوَّكَ مَن أغراكَ ، والذين يبتلونَ بالجدل ، تّثبط عزيمتُهم عن العمل ! حاولوا الخروج مِن مُستنقع المهاترات والاتهامات ، فلن توصلَكم الى النتيجة المُبتغاة ، هيهات ! وحتى لو رفضتم سلامي ، فأنا باعثه لكم ، ودوموا بخير .
الشماس كوركيس مردو
في 4 / 7 / 2006