المحرر موضوع: مسرحية " لماذا نحن يا ظلام " في الدنمارك وجهة نظر  (زيارة 1479 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار ملاخا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 855
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسرحية " لماذا نحن يا ظلام " في الدنمارك
وجهة نظر


نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني
‏الثلاثاء‏، 21‏ كانون الأول‏، 2010

   " النقد هو العصا التي يرفرف عليها عَلَم المسرح "
عرضت مسرحية " لماذا نحن يا ظلام " من على مسرح مدينة هورننك في الدنمارك للمخرج الأستاذ هيثم أبونا، وهذا ليس بالعمل الأول للمخرج هيثم فقد سبقته أعمال أخرى ، وقد تم عرض المسرحية يوم الأحد 19 / 12 /  2010 في الساعة الواحدة ظهراً، وأستمر العرض المسرحي لمدة ساعة ونصف تقريباً ،
الإشراف
المسرحية كانت بإشراف الأب فارس توما موشي راعي خورنة مار آبا الكبير الكلدانية الكاثوليكية في الدنمارك
الفكرة
فكرة المسرحية كانت من عند الأخت رائدة ملوكا .
الإخراج
الأستاذ هيثم أبونا
المخرج هو محرك العمل المسرحي بكافة مكوناته المختلفة، ويستغلها في خدمة النَص ، مثل الديكور والإنارة والموسيقى وغيرها، وهو يؤدي أو يمثل العمود الفقري في المسرح، حيث يقوم بعدة واجبات ، فهو الفنان وهو المدير وهو الممثل وهو المعلم وهو القائد وهو الإداري، وقد جسد وأدى هذه الأدوار بأقتدار الأخ هيثم أبونا .
وصف المسرح
بالرغم من بساطة المسرح إلا أنه أعطى أنطباعاً واضحاً لطبيعة العرض المسرحي، الصور المعلقة أعطت تصوراً عن أن تلك العائلة التي تعيش هناك هي عائلة مسيحية، بساطة الأثاث يدل على مستوى المعيشة للعائلة ، وتبين أنهم دون الوسط، لا يملكون هاتفاً ولا سجاد فاخر ولا اثاث درجة أولى، بل من عامة الناس بسطاء فقراء
لا يملكون شيئاً سوى الإيمان بالله . وقد ثبتت على المسرح مكبرات الصوت والبروجكترات ومصابيح الإنارة الملونة والعادية .كما توجد خلف المسرح غرفة لتغيير الملابس ولقاء المخرج بالممثلين لتوجيههم .
الأشخاص والأدوار
بالرغم من العدد المحدود من الممثلين ، وبالرغم من أنهم ليسوا أكاديميين، لا بل أن عدداً منهم يعتلي خشبة المسرح لأول مرة، نراهم قد جسدوا دورهم بشكل أستثنائي، أنهم ممثلين بالفطرة، حب الوطن، والألم الشديد  الذي يعتصر قلوبهم من جراء ما ألمَّ بالمسيحيين في العراق وبالعراقيين بشكل عام، جعلهم يقدمّون دورهم بشكل جيد، ولا يسعني هنا إلا أن أثني على العزيز رباح ملاخا حيث جسد الدور بشكل جيد جداً، لا بل عاش الدور حقيقةً، وكأنه على مسرح الحدث الحقيقي ، وبدا ذلك واضحاً من خلال تعبيرات وجهه وتأثره بالدور أشد التأثر حيث قام بدور أبو سارة، كما قدم الأخ لهيب بجوري دور أمير منطقة ودور ثاني بدور كامل صديق العائلة حيث يتعاطف معهم ويشعر بشعورهم، بينما تمكن من إجادة دور الإرهابي إجادة تامة ، وأحسن الأداء بشكل جيد، ومما لا شك فيه أن الشماس هادي متي حياوي بالرغم من أنه قريب من الكنيسة وهو شماس إلا أنه هو الآخر قام بدور الأب اندراوس بالشكل المطلوب وبثقة عالية بالنفس ، وأدى دور الألم والثبات على المبادئ والإيمان بكل ما يعنيه الدور من معانٍ إيمانية وصفات الكهنة وتطبيق رسالة يسوع التي قمّتها هي المحبة، فلا  يمكن أن نتوقع شجاعة أكبر من شجاعة أن يسامح القتيل القاتل ،منطلقين من المقولة الإلهية " يا أبتي أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون " تقدير خاص للطفلة لارا أبونا لإدائها دور الطفلة البكماء ، كيف لا وأن " فرخ البط عوام " فأبوها هو المخرج الأستاذ هيثم أبونا ، لقد أدت لارسا الدور بشكل ينسجم تماماً مع متطلباته ،أما الأستاذ المخرج فقد أدى دور أبو لندا صديق العائلة الذي يكون أول من يكتشف حادثة مقتل العائلة على يد الأرهابيين ، ويعتني بالطفلة البكماء ويأخذها معه ليهدئ من روعها ، أدى أدوار الإرهابيين كل من شبابنا الطيبين لوكس وعد متي و ماريو بچوري وميلاد لطيف يلدكو .
هندسة الصوت
الأخ وعد متي ، تمكن الأخ وعد من السيطرة على تقاسيم اللاقطات طيلة فترة العرض، عدا عدة لحظات في بداية العرض حيث أنقطع الصوت ، ثم عاود جودته .وقد عودنا الأخ وعد على السيطرة الممتازة على الصوت .
هندسة الإنارة
كانت ممتازة وتم توزيعها بشكل يتلاءم مع متطلبات العرض ، حيث كانت عاملاً مساعداً في إيصال المشهد الحقيقي إلى الجماهير، تمكن الأخ ماجد عمانوئيل خزمي من تأدية واجبه ، حيث يعتبر الضوء أو الإنارة عنصر هام من عناصر العرض المسرحي ولا يمكن الأستغناء عنه، أو تجاهل هذا العنصر، كما أن أختيار الألوان لتنسجم مع العرض والمشهد مسؤولية خاصة وأن للضوء تأثيره النفسي والفسيولوجي على المشاهد ، لقد راعى الأخ ماجد التنسيق بين كمية الضوء ولونه وكيفية توزيعه .
الديكور
هيثم أبونا / لهيب بچوري
الديكور هو فن المناظر الذي يعكس اللون والصورة في العمل المسرحي .
الملابس
هناك علاقة صميمية بين الملابس والدور أو الشخصية، ومن شكل الملابس نستطيع أن نستدل على الشخصية ، فمثلاً السوتان الأسود يدل على أن الذي يلبسه هو كاهن ، كما تدل ملابس الإرهابي على شخصيته .
قام السيد سالم البازي بتوزيع اللاقطات في المسرح .
التصوير التلفزيوني
الأخ مازن عبد المسيح
الممثلون
الممثل هو الأداة التي بواسطتها يتعرف الجمهور على النص المكتوب .
قام الممثلين جميعا بجهو د مشكورة في سبيل تقديم اقصى ما لديهم من طاقات لإيصال فكرة النص إلى ذهن وعين المشاهد ، فكان أن أبدع الجميع بأدوارهم وبما قدموه من جهود كانت غاية في الأبداع .
منظمات شعبنا
لا يسعني في هذا المجال إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لجميع منظمات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين الذين تجشموا عناء الطريق وحضروا العرض المسرحي، ولا بد أن نقول كلمة حق بحق هذه التنظيمات التي تعتبر مفخرة لنا جميعاً ، بحضورهم قدمّوا الدعم والإسناذ والنجاح لهذا العمل المسرحي، وهذه ليست هي المرة الأولى على حضورهم المشرّف، فقد عودتنا هذه التنظيمات على المشاركة الفاعلة والحضور الدائم محملين بالورود والرياحين ، فبارك الله فيهم وبكلماتهم المعبرة عن حقيقة الأنتماء للأرض والوطن والشعب ، وكيف لا فنحن جميعا شعب الحضارات والتاريخ والأمجاد ، كان لحضورهم الفاعل الأثر الكبير في إنجاح العمل المسرحي، ودعم أكيد لحركة المسرح العراقي في الدنمارك،
إن هذا الحضور وهذه المشاركة تزيدنا إصراراً وتكاتفاً من أجل تحقيق الأهداف المشتركة التي تجمعنا وتوحدنا وتسير بنا نحو ما نصبوا إليه جميعاً ، فلهم جميعاً أقدم خالص شكري وتقديري .
ومن جانب آخر كان هناك حضور مميز لعدد من العوائل العراقية والتي تضامنت مع مآسي المسيحيين العراقيين ، فكان لحضورهم الأثر الفاعل في زيادة التلاحم بين مكونات شعبنا العراقي جميعاً .
حضور القيادة المحلية
كما فاتنا أن نذكر بأن مجموعة من المسؤولين في القيادة المحلية المتمثلة بإدارة البلدية قد حضرت العرض المسرحي وألقى أحد المسؤولين كلمة باللغة الدنماركية اشاد بها بالجهود المبذولة من أجل إيصال النص للمشاهد، وتعاطف مع الشعب العراقي ، وتمنى أن يزول الإرهاب وينعم الشعب العراقي بالخير والأمان .
تفاصيل الحدث
لقد مسّت المسرحية شِغاف القلب ، وذكّرتنا بما عاناه ويعانيه شعبنا الكلداني والسرياني والآشوري والشعب العراقي عموماً من ظلم وتعسف وأضطهاد على يد المتعصبين الدينيين، وما تفجير كنيسة سيدة الشهداء بمؤمنيها إلا شاهد على تلك الأعمال الإجرامية التي لا يقبل بها ضمير أي حر ، إنها شاهد تاريخي ولطخة عار في تأريخ الإرهاب ومدارسه.
الإبداع الذي أستخدمه المخرج هيثم أبونا يكمن في دمج السينما بالمسرح، فقد أدخل بعض المقاطع من الأفلام في العرض المسرحي كجزء مكمل للمسرحية، اضاف إليها بُعداً آخر وهو تجسيم وعرض حقيقة الحالة وأحتوائها من كافة جوانبها، بحيث كان العمل المسرحي المقدم ، عملاً متكاملاً تداخلت فيه عناصر العرض السينمائي وتناغمت مع ما قدمه الممثلين على خشبة المسرح ، بحيث أصبح الإثنان يكملان بعضهما البعض .
الهدف المركزي الذي دارت حوله المسرحية هو التفجير الأخير الذي طال كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وقد بين كيف أن الإرهابيين لا ميمزون بين رجل الدين الكاهن المتعبد لله، وبين المواطن الآمن الساكن في داره البسيطة، وتنتهي المسرحية بلا نهاية، بفصل مقطوع، وهذا هو حال العراق الآن، أي بقاء الإرهاب مازال مستمراً ، و ما زال سيف الإرهاب مسلطاً على رقاب المسيحيين العراقيين والحكومة تتفرج، فلا أمان في العراق مطلقاً .
شكراً جزيلاً للأستاذ هيثم أبونا ، ونترككم مع هذه الباقة من الصور.