تفجيراتُ الأسكندرية !!!
قاسم محمد الكفائيcanadainsummer@yahoo.com
Jan 2011 3 canada
في مدينةِ الأسكندرية بمصر وقعَ السبت ، اليوم الاول من عام 2011 انفجارٌ أمامَ - كنيسةِ القديسين - للمسيح الأقباط سقط على أثرِها أكثرَ من عشرين قتيلا ، وعشراتِ الجَرحى ، وتدميرِ مبان ٍ . وأحدثَ ُذعرا لدى المارَّةِ ، وتخوفا عندَ الشعبِ المصري من مستقبل ٍ يلوحُ بالحريق . وأصبحَ العالمُ في رَيبٍ من قدرةِ الحكومةِ المصريةِ على تحَمُل مسؤوليتِها للحفاظِ على الأمن ِ والأستقرارِ في مصر بسببِ خللٍ في شرعيتِها وتطاولِها على مبادىءِ ِالديمقراطية ، أو إحتضانِها عناصرَ إرهابية ٍ – بعث وهابية - ، ودعمِها لهم .
الأنفجاراتُ هذهِ ليسَت كما وصَفها الرئيسُ المصري حُسني مبارك - ادّعاء ٌ مبتور ٌ - أنها من تدبيرٍ خارجي – مَحض ، متسترا على ذلك الخلل ِ والتطاوُل . فلو سَلمنا بما وصفهُ الرئيسُ فقد أدانَ نفسَه ، وأصبحَ مَوضعَ إتهام ٍ أمامَ ميزان ِ العَدل ِ الألهي ، والتأريخ ِ ، والأنسان ِ العراقي الذي ذاقَ الوَيلَ من التفجيراتِ الأرهابيةِ التي حَدَثتْ في كلِّ مُدُن ِالبلادِ ، خصوصا بغدادَ قرابة َ السبعةِ أعوام ٍ التي أعقبَت سقوط َ نظام ِ صدّام حُسين ، كانت من تدبيرٍ خارجي ، لمصر فيها الحظ الأوفر . كذلك فأن التدبير الخارجي الذي يحكي عنه الرئيس لو أجْمَعنا عليه فأن المؤسسة َ الوهابية َ في السعوديةِ وبعضَ أمراء ِ آل ِ سعود هُم أولُ المتورطين في هذهِ القضيةِ بتنفيذِ عناصرَ بَعث - وهابية ، كونَ نظام العائلةِ المُنتهيةِ صلاحياتهُ آيلا الى السقوط . بعدَ الضغطِ على مَصر بمثل هذه التفجيرات ، وخلطِ الأوراق يُمكن شراءَ الذمَم من َلدُن الحكومةِ المصريةِ بدفع ِالنظام السعودي نحوَ الأمام ِ ، وتلميعِهِ أمامَ السيدِ الأمريكي بأنجاح ِ تزويرِ تأريخ ِ انتهاء ِ الصَلاحية . احتمالُنا واردٌ ، فهو أقربُ الى المُصداقيةِ بحسب الأدعاء – المَبتور - الذي أعلنه الرئيس بمجردِ إشارةٍ غيرِ معتمَدَةٍ على أرصفةِ شوارع ِ القاهرة .
في كثيرٍ منَ المَواقفِ التي مَرّتْ على العراق خلالَ تلكَ السِنين حَذرّت رموزُنا الوطنيةِ في الحكوماتِ المتعاقبةِ أشقائَهَمُ من الحكام ِالعرَب من تطاوُل ِالأرهابِ على أعتابِ قصورِهم وشوارِعهم وأرواح ِالأبرياء ِ منَ الناس ِ، كونَ الأرهاب لا يحمِلُ جنسية ً ، ولا ينتمي الى وَطن ، وليسَ له دين . لكنَّ التحذيرات لم تصِل الى القلوبِ التي ختمَ اللهُ عليها غِشاوة ، وفي آذانِهم وقرا . سيادة ُ الرئيس المُصري لم ينتبه ْ بعدُ الى أنهُ جعلَ من مَصر حاضنة َ الأرهاب ِ القادم عليه من العراق ، من أرزهِم حارث وأبنه مثنى الضاري – . ما دونَهُم الآلافُ من المجرمين - الذين أحرقوا العراق بمسميات الجهادِ الأرهابي . فهما المسؤولان عن قتل المسيحيين العراقيين ، بينما نجدُ في عروقِهما الأستعدادُ لمدِّ يدِ التفاهُم والخبراتِ مع المَجاميع ِ الأرهابية في داخل ِ مَصر ، عملا بفتاوى التكفير التي أصدَرَها الأرهابي أيمن الظواهري بتكفير مبارك كحاكم ٍ ظالم ٍ وعلماني . الرئيس ُ المصري وكما يعلمُ كان مستفيدا سياسيّا واقتصاديا من إيواء ِ أولائكَ المُجرمين – بعضُهُم كان يَعطي درسا على قناة ٍ إرهابيةٍ بصناعة ِ المتفجرات - .
في تفجيراتِِ الأسكندريةِ أمتحانٌ كحَدِّ السَيف في بلاءهِ عندما لا يَنتبهْ الرئيسُ حُسني الى أخذِ العِبرة منها ، وأخذ الحِيطة والحذر من رؤوس الأرهاب البعث وَهابي . فما يلزم دولتهُ أن يعملَ وبالتنسيق ِ مع الحكومةِ العراقيةِ على تسليم ِ كلِّ المُجرمين الهاربين من قبضةِ العدالة ، الذين يَسرحون ويَمرحون على الأرض ِ المُصرية . إن العمل على تحقيق مصلحةِ البلادِ العُليا ، تمرّ بخطواتٍ جريئةٍ ومُهمةٍ ، أولُها تنظيف الساحة المصرية من الشرذمةِ البعثية والوهابية . بهذهِ الخطوةِ الجريئةِ ستعيد مصرُ مكانتهَا اللائقةِ في نفوس أبناء الشعب العراقي ، وستتعمقُ أواصرُ المحبةِ والتعاون ِ في كلِّ مناحي الحياة التي من شأنِها دفع عجلة تطور البلدين الى الأفضل ، خصوصا مصر التي يتمنى لها العراقيون أن تكونَ واحة َ سلام ٍ وأمان .