الانظمه الكارتونيه وثورة الجياع .. ...
أن النظم التي طابعها الاستبداد والتي تحولت الى نظم سياسيه تتاجر بقوت شعبها غير مباليه بحياة الجياع وصرخاتهم نظم حولت تلك الشعوب الى قطعان من الاغنام تساق متى شاءت الى الجزار غير مباليه الا بنفسها ومصالحها ومصالح المقربين منها اما شعوبها فعليها ان تتحمل هذا الجوع وتسكت نفسها عن البوح فيه وهذه النظم مهما طال أمد بقاءها على كرسي الرئاسه هي نظم هشه وكارتونيه عند أول صرخه لجائع وهذا ما حدث في تونس الشقيقه عندما أحرق أحد الشباب العاطلين عن العمل والذي تقطعت به سبل العيش الكريم فأختار هذه النهايه المأساويه لها لتكون رساله لحكومته وللأخريين من أحرار العالم أن السيل قد بلغ الزبى .أن ما حدث في تونس الشقيقه خير مثال على ذلك فقد أنطلقت تلك الشراره عند أحرق مواطن نفسه تذمرا من سوء الخدمات التي تقدمها الدوله ومن سوء الادارات التي تتحكم بحياة المواطن فقد تحولت السلطه برجالها الى تجار يجمعون أموالهم من شعوبهم التي لا حول لها ولا قوه بفعل القبض على السلطه بألحديد والنار أن الدوله او النظام السياسي لا يبنى بهذا الشكل بل عليه أن يكون قريب من شعبه وعلى تماس مباشر مع أهدافه او حاجاته الاساسيه والدوله التي تحترم شعبها وتعمل على خدمته يرفعها الشعب على الرؤؤس فهذا هو واجبها الاساس . تلك السياسات هي التي تولد انتفاضات الشعوب فألدوله عندما تهمل مواطينها وتتحول الى أسد يكشر أنيابه على شعبه تلك مراره لايهضمها الشعب بل يثور عليها ..أن الديمقراطيه كمفهوم عملي والتداول السلمي للسلطه وأبعاد المنتفعين عن هياكل الدوله ومؤسساتها المختلفه هو الحل ألامثل والانجع وخير مثال على ذلك هو تجارب الدوله الغربيه والدول الاخرى التي ما زالت تعتمد على الانتخابات كحل لابديل له لوصول الرجل المناسب والقادر على خدمة مجتمعه الى سدة الحكم فألعمل الديمقراطي هو الحل لهذه الشعوب التي أبتلت بحكام لايغادرون كرسي الرئاسه الا الى المقبره فعلينا أن نتعظ من الاخريين في سلبياتهم وأن لا نكرر أخطاءهم .أن تجارب الغرب تجارب لم تأتي من فراغ بل هي تجارب جاءت بعد اخفاقات كثيره عانت منها تلك الشعوب التي أكتوت بتضحيات كثيره .أن على شعوبنا أن تعي أن الديمقراطيه بمعناها الواضح والعملي هو الحل ألامثل لمشاكل أي مجتمع أما أن يتزوج الرئيس كرسي الرئاسه زواجا لاطلاق فيه فهذا أستباد لا مثيل له.. أن ما حصل في تونس هو رساله قاسيه لأي مستبد وفي أي مكان وهو ان السلطه لايمكن أحتكارها والا فأن النهايه واضحه وجليه فألدوله أو النظام السياسي واجبه الاساس خدمة المجتمع والعمل على توفير فرص العيش الرغيد له فألمواطن هو الغايه وليس مجرد وسيله للوصول ..
يمكن بيان مهام الدوله وواجبها الاساس على انها مؤسسه خدميه تقوم على خدمة المجتمع بكل فرد فيه من خلال رسم سياسة البلد الداخليه والخارجيه واضعه بعين ألاعتبار المصلحه العليا للمجتمع بعيدا عن المصالح الشخصيه للحاكم او المنتفعين من بقاءه فهي شموليه في الطرح والمعالجه ولا تشمل العمليه السياسيه جانب واحد بل هي مفهوم عام تشمل كل ركائز أو مقومات بناء الدوله على أسلوب عصري مقبول أو اسلوب ينتفع به الجميع ويمكن أعتبار العمليه السياسيه عمليه ناجحه عندما تخاطب المجتمع وتعبر عن هواجسه واحلامه فألعمليه السياسيه غايتها الاولى هي خدمة المجتمع ورفع الحيف عن طبقة المظلومين من خلال توفير الحياة الكريمه للأفراد .ولذلك فأن المجتمعات التي تؤمن بألديمقراطيه كأساس ونهج ثابت أو تلك المجتمعات التي أمنت بدستور خاص ينظم العلاقه داخل حدود المجتمع ومع الاخريين من خلال مصالح الشعوب ..ذنون محمد
