المحرر موضوع: كفانا مراهقة سياسية!  (زيارة 1463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كفانا مراهقة سياسية!
« في: 12:33 13/07/2006 »
كفانا مراهقة سياسية!

بالرغم من ان الدستور لا يعتبر كتابا مقدسا ويمكن التغيير فيه وتعديله برغم من الصعوبات التي وضعها المشرع او بالاصح واضع الدستور لذلك، ولانه وثيقة اتفاق اخذت وقتا طويلا لكي ننبلور، حول الهوية ونظام الحكم والحريات وبالتالي لا يمكن التلاعب به يوميا او حينما رغب المشرع، فالى الدستور تعود كل الشرعيات التي يدعيها حكام البلد من واضعي القانون الى منفذيه.
العراق صار يمتلك دستورا، تم تحديد نظام الحكم واسلوبه واسلوب التغيير فيه، كما تم تحديد الحقوق والواجبات للمواطنين المفترض ان يكونوا متساويين بنظر القانون، وبالطبع المطالبة بتغيير الدستور امر مشروع، ويمكن تحشيد القوى السياسية لذلك، لان الامر منصوص في متن الدستور نفسه، ويحق لكل مواطن ان يقول ما يشاء وان يطالب بما يشاء من الحقوق والامتيازات استنادا الى الدستور، ولكن العمل السياسي يجب ان يستند الى الاليات التي يحددها هذا الدستور للعمل وليس الى الصياح والتهديد والوعيد. فالسياسة  كانت على الدوام تعبيرا عن موازين القوى وليست تعبيرا عن المبادئ والقيم، فيجب اذا على من ينادي باي شعار ما ان يقيس قواه وامكانياته لكي يتمكن من القول ان كان قادرا على تنفيذ ما يصبو اليه.
نعاني نحن الاشوريين من المراهقة السياسية او السياسين المراهقين لا خلاف، والمراهقة هي المرحلة التي يعيش فيها الانسان مع ذاته وخيالاته وطموحاته التي لا يحدها شئ، وان شعر باي طارئ سلبي يحد من طموحاته او ممن يجعله يشعر بالواقع من حوله لاعتبر ذلك مؤامرة او كره شخصي له،فالمراهق يمر بحالة تبدل فسيولوجي توثر فيه والسياسي المراهق لدينا يمر بهذه التغييرات الفسيولوجية الظاهر ولذا تراه يسب هذا ويتهم ذاك بالعداء له  ودون سند ،وبوقوفه سدا امام طموحاته المشروعة او التي يشرعها خياله الهائم في العالم الماورائي.
مهما كان رأينا في النظام القائم في بلدنا العراق، ومهما كان رأينا بما حققه البعض من المكاسب او ما  حققه البعض من الاخفاقات ونحن منهم بالطبع، يجب ان ندرك ان تغيير الواقع يمر بعدة الطرق، ولا اعتقد ان ما يسير عليه سياسيونا الاشاوس يسلك احد الطرق الطبيعية والملائمة للواقع المعاش في العراق لتغيير ما يعتبروه سلبيا وانا معهم اقر بالسلبييات، ولكن النقاش هو حول الاليات والخطاب السياسي المرافق.
والطرق التي يجب ان يتبعها سياسيونا لتغيير الواقع ومهما كان ليس بسب فلان او التهجم على علان او رفض ما تم اقراره والتهجم عليه من على المنابر الاعلامية او في غرف الدرشة التي لا تغيير شيئا الا اشباع نرجسيتنا نحن ونحن فقط. ولاننا ابناء اشور (الارض)  من كل اطيافنا الطائفية والسياسية والعشائرية كنا من دعاة النظام الديمقراطي وبلهفة ما بعدها لهفة، لحد ان معظم تنظيماتنا السياسية ادرجت صفة الديمقراطي في اسمها ويمكنكم مراجعة اسماء تنظيماتنا السياسية وستجدون اني محق في ذلك، وقد افرزت الديمقراطية وضعا يمثلنا في البرلمان العراقي ثلاثة اشخاص احدهم قد استوزر فسيخلفه اخر ولن ندري من سيكون، اذا بقى لنا عضوان وهما السيد ابلجد افرام  والسيد يونادم كنا، وفي النظام الديمقراطي اليات التغيير معروفة، فهل عمل احدهما على تكتيل او مفاتحة الاطراف الاخرى لكي يساندوه في مشروع ما لتغيير الواقع بل هل عمل احدهما على تقديم ولو مسودة لمشروع قانون ما، الذي نعلمه من متابعتنا لتجربة الاستاذ يونادم كنا منذ كان في المجلس الوطني الكردستاني وحينما كان في وزارة الاقليم ولحد الان له ممثلان في مجلس الاقليم انه ورفاقه لم يقدموا ولو مشروع قرار واحد لكي يصادق عليه المجلس الوطني الكردستاني او البرلمان العراقي لصالح شعبنا ولعل تجربة اللجنة الدستورية غنية عن التعريف،  غير مرة واحدة وكانت الطلب من المجلس الوطني الكردستاني من خلال عشرة اعضاء  على ضرورة استمرا التعليم في المرحلة الاعدادية بعد ان حشروا في اللحظات الاخيرة ولم يكن هناك شئ قد اتم، ليس هذا فقط،  بل هل حاولت احزابنا مجتمعة او منفردة على تغيير ما نعتقده مجحفا بحقنا بالوسائل الديمقراطية؟ انها اسئلة من المفترض ان يجيب عليها اشاوسنا السياسون والذين يطلقون العنان لصوتهم ولن اقل لافكارهم ولسانهم لكي ينطق بما يشاء ودون رقيب او حسيب او حتى مراجعة مع الذات وقياس القول والمطلب مع الامكانيات.
ان جل خطاب بعض اطرافنا السياسية موجه لمعارضة ما يتمتع به البعض من عناصر القوة  او حق مشروع في واقع العراق اليوم، ولم يسأل احد ولو سؤال بسيط، طيب لو جردت هذا البعض من جقه هذا ما الذي ساحصل عليه في المقابل، هل ساجصل على فتاة ما لكي احارب من اجل تجرديهم من حقوقهم ، والسوؤال التالي الست انا ايضا رغبا في التمتع بكامل حقوقي التي ارها شرعية، لو تمكن البعض من الرد ايجابا لسايرته في محاولته، فالسياسية مصالح، ولكن المشكلة وفي اطار نفس القول السابق اي السياسة مصالح، فانا ارى ان هذه المحاولات والجهود التي تبذل لاجل استنكار ما حققه الاخوة الكرد من مواقع يستحقونها بالفعل، هو جهد ضائع ويدخل في خانة بذل الجهد من اجل لا شئ بل يدخل في باب الجريمة القومية لانه يلهينا بشئ لا يقف ولم يقف يوما في طريقنا من اجل التمتع بحقوقنا القومية، بل اننا نحارب حرب ليست حربنا ونساير جهود بعض الشوفينيون العرب ممن بداء يشعر وكان الارض بدات تهتز تحت اقدامهم وظهر للعيان انهم قد صاروا من مخلفات الماضي البشع الملئ بالحروب والقتل والتدمير، ( كان يكفي امثال هؤلاء لو ارتعوا تهديم وتدمير العشرات من الكنائس والاديرة التاريخية والتي تعتبر بحق ارث انساني) وتدمير العشرات من القرى بقرار من السلطة رافعة شعارات العروبة،الماضي الذي جعلونا نعيشه طيلة كل هذه المدة من تسلمهم للسلطة في بلدنا لحين سقوطهم المدوي في 9 نيسان 2003 .
وبدلا من محاولة العمل مع الاطراف الاقرب الينا فكريا ونحن نصنف انفسنا في خانة الاطراف الديمقراطية والليبرالية والمتطلعين الى تحقيق الحريات الفردية، نعمل من اجل هدم بل ابعاد كل الاطراف من التعاون معنا، لانهم باتوا يصنفوننا في خانة من لا يعرف ما يريد او لا يقدر على افهام الاخرين ما يريد.
المراهقة السياسية تتجلي اكثر مما تتجلي في خطابنا السياسي الذي لا يتغيير فهو كالقول الماثور صيفا وشتاء على سقف واحد لا بل هو كالايات في الكتب المقدسة هو هو، فنحن لسنا فقط غير معنيين بتغييب الحدود في خطابنا السياسي بل نحن لسنا معنيين بتغيير الانظمة، فهي لدينا سواء كانت دكتاتورية او ديمقراطية، تستمد شرعيتها من القمع والقتل والتدمير،ام من الدستور ومن الشعب، بطبيعة الامور لو ادخلنا هذه الامور ضمن حساباتنا السياسية لتغييرت قراءتنا للواقع ولكانت لنا نظرة اخرى اليه والى اليات تغييره.
ابان احداث تفجير الكنائس وتعرض ابناء شعبنا للاضطهاد الموجه ضدهم بالذات لانهم مسيحيين، سمعنا سياسيا محنكا يقول ان المسيحيين لم يهربوا بسبب الاضطهاد او الخوف بل بكل بساطة لانهم راغبون في السياحة والاصطياف في البلدان المجاورة بعد طول مدة الحصار المفروض عليهم، طبعا انصدم غالبية ابناء شعبنا، ولكن ظل البعض يفتح عينيه وفمه على اتساعها مشدوها لعبقرية سياسينا المذكور، فالسياسي المشهور لم ينكر الواقع الذي يقره الجميع حتى ممارسيه، بل انكره جملة وتفصيلا وبرر الهجمات على الكنائس الرسولية والتي تتواجد في العراق منذ بداية المسيحية  بانه بسبب ممارسات بعض الكنائس التبشيرية، ونكرانه لم يكن الا لسبب مد الجسور مع اطراف لن تفيده ان كان حقا مؤمنا بالديمقراطية والنظام الديمقراطي التعددي.
وفي نفس الوقت سمعت سياسي اخر يقول في ندوة في غرف الدردشة بضرورة انشاء جيش اشوري لحماية الاشوريين والذود عنهم، ولم يكلف السياسي او المستمعين انفسهم مشقة السؤال غن تواجد الاشوريين وتوزيعهم الديمغرافي وهل يعشيون في غيتوهات معزولة ام في دولة سيادية تعلن نهارا جهارا محاربتها للمليشيات وللجيوش البديلة فكيف ستسمح لنفسها بانشاء جيش جديد خاص بقومية معينة.
اذا اغلب سياسينا يطلقون الكلام على عواهنه وبلا اي افق لتحقيق ما يدعون اليه ولكن الغاية ليست في تحقيق الامر او لا بل الغاية هي انية في كل التصريحات وخصوصا في التصريحين  في المثالين اعلاه، الا وهي كسب البعض فتصريح سياسينا الاول كانت غايته دوام استمرار علاقاته او بعض علاقاته الاقليمية ولوعلى حساب شعبه القاطن في العراق، اما السياسي الثاني فكان اقل طموخا فكان يرمي فقط لكسب مستمعيه بتصريحاته الطنانة والرنانة والتي لا يمكن في الواقع تطبيقها.
واليوم والحزب الوطني الاشوري في طريقه الى عقد مؤتمره الثالث مطالب بالعمل من اجل ن يسحب من ورائه كل القوى الحية في شعبنا نحو العقلانية السياسية وذلك بوضع الامور في نصابها الحقيقي، فالخطاب الذي تعلمه البعض من حركات التحرر الوطني والاحزاب الماركسية الثورية والذين يريدون تسويقه علينا برغم من انه فشل في كل التجارب التي اقتدت به كما انه لا يلائمنا لاظهار فصاحتهم السياسية، يجب ان يتم تبديله والاعتماد على خطاب سياسي يماشي التطورات الجارية على ساحة العمل السياسي او الثقافي او القانوني، ان الجهد المبذول في الحروب التي يتم جرنا اليها لم يعد من المقبول الوقوع في مطباتها بعد اليوم، فالظاهر ان البعض ليس لديه ما يفعله الا طرح الشعارات التي تشبع النرجسية الشخصية او تطفئ نار الغيلة والحقد ضد من نتعايش معهم في الوطن.
وبما اننا نعيش في النظام الديمقراطي في العراق، فالواجب هو ان نبرز مأخذنا على الكل  وان نطرح البدائل التي نود رؤيتها تتحقق فليس هناك ما هو مقدس غير قابل للنقد، ليس هذا فقط بل ان نوفر مستلزمات تحقيق تلك البدائل من خلال التحالفات السياسية المناسبة، ومن خلال ان تكون مشاريعنا وطروحاتنا قابلة للتنفيذ ومعبرة عن امكانياتنا قبل ان تكون معبرة طموحاتنا واحلامنا، رغم ان الواقع يجب ان لا يلغي الطموح، ولكن الواقع يجب ان يصحي الحالم من حلمه والمريض من هذيانه. [/size]  [/font] [/b]
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ