المحرر موضوع: زمن تبديل الأخلاق أم الألقاب  (زيارة 1331 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سالم بطرس

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 25
    • مشاهدة الملف الشخصي

زمن تبديل الأخلاق أم الألقاب

بدأت في كتابة المقالة وبعدها قرأت الى الأخ منصور سناطي في موقعنا عنكاوا عن الأسماء وأستفدت منها لأكمال ما كنت قد وضعته مسبقاً ، الشكر له ولآرائه المفيدة.

لكل شيء أو عمل ادابا وأحكام وأخلاق وضوابط وأعراف ولهذه الأمور فوائد جمة ومتنوعة يعرفها الأنسان وقد يجهلها أو يتعمد أن يهملها ولا يجاريها أو بين هذا وبين تلك الكثير, ولكن لكل شيء أو عمل هناك مصلحة تبقي أثراً على الفاعل حيث إن الله لايأمر في الفراغ والعبث أو يكون هاويا ليقوم بتوريط أو غش البشر بما لا يليق ولا يجيز, لأنه هو الحكيم الرحيم العادل الأبدي الذي لا يُرى والذي لايصدر منه الا الحكمة والفضيلة, أما العالم الزمني أو الأنسان الذي خلقه, فهو الذي يصدر منه العلم والمعرفة والقوانين الأرضية والقيادة الشخصانية.

التسمية الشخصية
هي عبارة عن إطلاق لفظة خاصة أو كلمة مختارة بعناية فائقة لمعنى خاص يراد به المسمى, ومن الأمور الملازمة للإنسان في جميع المعارف هي أن الأسم يؤثر تكوينيا على المسمى وله دخل في حياته اجمالاً من حيث السعادة والشقاء نفسياً وعملياً والتأثيرفي حياته اليومية وصورته.
وقت التسمية للوليد المنتظر
يوجد لوقت التسمية اتجاهان هما
الأتجاه الأول يكون بأن يسمى الوليد قبل ولادتة من قبل الأب والأم ويتم تحضير اسمه ومناقشته وتثبيته والأتفاق عليه قبل الولادة ومنذ الحمل به لأغلب الناس.

الأتجاه الثاني بتسمية الوليد بعد الولادة من قبل والديه وأقربائه عندما يرغبون بحمل اسمائهم واسماء عوائلهم القدامى واجدادهم وخاصة المشهورين منهم.

في الأتجاهين تنتهي التسمية بفترة وقتية أو لعدة أيام كما هو معروف ويُسجل في دائرة الأحصاء او النفوس وتُعطى لأهله الهوية او شهادة الولادة.

بكلام واضح و صريح ما نلاحظه الآن وجود اشخاص بمزاجات لا يعلموها, يتفننون في وضع اسماء في غير مكانها وعلى أهوائهم يتقنعون بها وبعد ذلك يتم تغيير ومسح أو تبديل الأسماء الشخصية الأصلية المثبته في اوراقهم الرسمية الثبوتية كهوية الأحوال المدنية والجواز,
 أن الألقاب ولبس الأقنعة الجديدة عند هؤلاء واستخدامهم لها وتنوعها تجعلهم يفقدون مصداقيتهم ليس مع الآخرين واصدقائهم الذين يعرفونهم بل ومع أنفسهم وعوائلهم وأقرب المقربين لهم وحتى في بيوتهم. وهذا هو الخلل والضرر الأكبر, فقط الأطفال الأعزاء الورود هم الفئة الوحيدة بجملتهم الحاضرة بيننا التي لاتلبس تلك الأقنعة مع كثرة الأقنعة المضحكة والمخيفة وتنوعها.

 لماذا تبديل الأقنعة والأسماء والألقاب؟

عائلة في بغداد العاصمة تُكنى بعائلة " العمر". في الفترة الأخيرة وتفاديا لموجة العنف على الهوية تم تغيير اللقب الى اسم آخر يجمع السنة والشيعة من اجل التخلص من المشاكل وتجنبها.

وفق القوانين يجب نشر طلب تبديل الأسم في الصحف وانتظار 10 ايام  كحق للأعتراض وبعد ذلك تأتي قوانين اجراءآت المحكمة الأصولية .

إخوتنا من أمثال سامي الكلداني وغيره الذين وضعوا القابهم بعد سنة 2003 وظهروا للساحة, عندما نسألهم عن اللقب الجديد لا يعلمون شئ سوى التباهي ولهذا اقترح عليهم ان يبحثوا بين اسماء العوائل من شعبنا الكلدو آشوري فكم اسم كلدو أو كلداني سيشاهدون وكم اسم آشور سيعرفون, الآلاف من الأسماء لآشور ولا اسم الى كلدو او كلداني, اين كنتم؟ وماذا تستنتجون عندما تشاهدون أسم آشور منتشر وبكثرة بين الكلدو آشوريين السريان؟
 

إن الله يريد من الإنسان أن لا يلتزم أو يلجأ الى أي خط وفكر وموقف إلاّ بعد أن يملك الحُجَّة والبرهان العملي في ذلك أمام الله، بحيث إذا سأله أحد عنه استطاع أن يدافع عن موقفه ويبرر ما فعله، والله يريد لنا أن نكون في المجتمع المُفكّر والمحاور والسائل والفاحص والمدقق، لا المجتمع الذي يغمض عينيه ويمشي على الناس. إن الله يريد أن نُحرّر عقولنا ونفتحها للحوار والبرهان لا التبعية ونبش القبور الوثنية واسماء الملوك التي سقطت، وأن لا نُقدم الى عمل إلاّ بعد أن نقدّم الدليل والأثبات عليه لأن الله يريد للمجتمع أن يكون مجتمع الثقافة والعلم والبرهان والأخلاق والأدب.

الأسماء الشخصية ليست لوائح ارقام السيارات حتى تتبدل بالرغبة, وليست اسماء لشوارع ومحلات ونوادي وصحف ومجلات ومدارس مثلاً.

سامي الكلداني, لك الحق في تبديل اسمك في المحكمة,   لا يحق قانونا تغيير اللقب حسب المزاج وهناك ضوابط وشهود كبار بالعمر وشيوخ عشائر واثبات نسب حسب الأصول والقوانين, فهل يوجد اشخاص يشهدون الزور في المحكمة في برهان فلان كلداني مثلا؟ لا اقول آشوري لأن الحالة الآن برزت عند الكلدان فجأة. الأخلاق أكثر أهمية من الأسم ولا تلجأ الى الشتائم ومحاربة إخوتك في الكتابات التي حررتها قبل أيام  وحذفها هذا الموقع مشكوراً, وأقول لك أن الوقت الآن هو لتغيير وتبديل الأخلاق وليس الألقاب.

سالم بطرس