المحرر موضوع: الأنظمة الدكتاتورية تكيل بمكيالين ، وإيران نموذجاً صارخاً  (زيارة 952 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأنظمة الدكتاتورية تكيل بمكيالين ، وإيران نموذجاً صارخاً


   لما حدثت الثورة الشبابية الشعبية في تونس ، كانت مفاجئة غير متوقعة لأكثر المراقبين حذاقة وحصافة ودراية بدهاليز السياسة ، ولما هرب زين العابدين بن علي
حدثت مظاهرات في مصر ، وقال أكثر المراقبين ،إن مصر ليست تونس وحسني
مبارك ليس بن علي ، وفعلها الشباب المصري وتنحى مبارك بعد 18 يوماً من الصمود
في ميدان التحريروبقية المدن المصرية الكبرى ، وفي كلتا الحالتين كانت إيران تهلل
وتبارك المتظاهرين من أعلى المستويات كأحمدي نجاة وعلي خامنئي ، ولكن عندما حدثت في إيران، تصدى لها الحرس الثوري وقوات الباسندران ، وقتلوا الكثير من
المتظاهرين ، وعملوا مسرحية هزلية أمام البرلمان من قبل أتباع النظام ، مطالبين الحكم
بالإعدام لقادة المعارضة حسين موسوي وكروبي ومحمد خاتمي .
   إنها المهزلة والكيل بمكيالين ، فهل يعملها الشباب الإيراني ولو بعد حين ؟ بعد التخلص من حاجز الخوف ، ويحطم عروش الطغاة في إيران ؟
   إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ، يسير بخطى مبرمجة ومخطط  لها ، والنظام الإيراني أحدها ، فمنذ مجيء الخميني قبل 32عاماً، وغالبية الشعب الإيراني
تحت خط الفقر ، والمليارات تنفق لتصدير الثورة ، والمحصلة الحرب العراقية الأيرانية
وتمويل الحوثييثن في اليمن ، وحزب الله في لبنان ،ومنظمة حماس في فلسطين ، وتقديم
المساعدات السخية لسوريا ، وتحريض الموالين لها في الكويت و البحرين وقطر
والإمارات ، والعراق وباكستان وأفغانستان وعلاقتها الخفية بتنظيم القاعدة ،وما قامت به من تسهيلات للإرهابيين بالعبور من أفغانستان  إلى العراق ، والتي قتلت عشرات
الألاف من العراقيين الأبرياء ، والقائمة تطول .... لما يقوم به هذا النظام والذي يكيل
بمكيالين ، والشعارات التي يرفعها هي كذب ونفاق وضحك على الذقون والسذ ّج من
الناس .
  ولو فعلها الشاب الأيراني وحطّم قلاع البغاة ، فماذا سيحدث ؟
- تنتبه الثورة الجديدة للداخل الأيراني وشعبها ، والمليارات التي تصرف على التسليح
ستتحول إلى المشاريع والمدارس والمستشفيات وتعبيد الطرق وإطلاق الحريات ، ووقف الأعدامات والرجم  التي تجري الآن للمناضلين بحجة معارضتها للنظام .
- سيتوقف التمويل للحوثيين ، فيرجعوا مواطنين صالحين لبناء وطنهم .
- سيتوقف تمويل حزب الله ، فإما أن يتحول إلى حزب سياسي و يتقلص تأثيره ويسلّم
أسلحته للدولة اللبنانية أو سيصبح منبوذاً غير مرغوب به ، وسيتخلى عنه أتباعه .
- ومنظمة حماس ستلجأ للإتفاق مع فتح في شراكة حكومة وطنية .
- سوريا سترجع إلى حاضنتها العربية ، وتلتفت إلى شعبها .
- العراق سيتخلص من التدخل الإيراني في الشأن العراقي ، والمحاصصة الطائفية .
- ربما ستعيد إيران الجزر العربية المحتلة منذ زمن الشاه ، طمب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى إلى محيطها العربي.
- وقد تلغي إتفاقية الجزائر التي إنتقدها الخميني عندما  كان لاجئاً  في فرنسا ، وتشبث
بها عندما إستلم الحكم .
- وقد تعيد إيران الطائرات العراقية المهرّبة إلى إيران أثناء حرب الخليج ، ولا تزال
تحتفظ بها من غير وجه حق .
- وقد تعطي حق القوميات الأخرى في إيران ، وهم الأكراد والعرب والبلوش وغيرها
من القوميات غير الفارسية .
   فهل يتحقق هذا الحلم ، نأمل ذلك ، ونشدّ على أيدي الشباب الإيراني ، ونقول لهم الحرية لها ثمناً ، وثمنها هي الدماء الزكية التي سالت ، بعد تزويرالأنتخابات لصالح
أحمدي نجاد ، عندما إنطلقت الثورة الخضراء بقيادة حسين موسوي قبل عامين ،وقوافل
الشهداء غير متوقفة ، والعالم يدين ما يجري في إيران ، رغم التعتيم المحكم الذي يمارسه نظام الملالي في إيران ، الذي لم يقدّم شيئاً للشعوب الإيرانية الفقيرة رغم المليارات الآتية من الثروة النفطية ، التي يصرفها لتصديرالثورة وسباق التسلح ، فالشعب الإيراني ليس بحاجة إلى القنبلة النووية والصواريخ الستراتيجية ، بقدر حاجته
إلى رغيف الخبز .
   ونقول للشعوب الإيرانية : ثوري ثوري ، خلي خامنئي يلحق حسني ، فهل يتحقق
الحلم ؟؟؟ عسى ولعل ، وإن غداً لناظره قريب .

                                                                               منصور سناطي