سيارة الزعـيم عبـد الكـريم قاسـم!!
جـلال جـرمكا / سويسراعندما أقدم ألأوغاد على أغتيال الزعيم ( عبد الكريم قاسم ) لم أكن قد تجاوزت العاشرة من عمري .. وكأي طفل في ذلك العمر من المستحيل ( خاصة في تلك الفترة ) أن يعرف شيئاٌ عن السياسة ، ولكن أتذكر ولايمكن أن أنسى الكثير من ألأمور وكأنه شريط سينمائي :
أتذكر أن الناس وكل الناس كانوا في أشد حالة الحزن على رحيل ذلك القائد الذي أحب شعبه وأحبوه بمعنى الكلمة ولكن للأسف الشديد ، شعبنا حاله بقية الشعوب المتخلفة يصفق و( يهلهل ) للشخص الذي يجلس على كورسي الحكم حتى لو كان ـ أبليس ـ بعينه!!، أي بمعنى أخر يهتفون : ( مات الملك ... عاش الملك) .
أتذكر جيداٌ أن ألأنقلابيون وعبر محطة التلفزيون أصدروا بياناٌ بأن التلفزيون سيعرض بعد قليل ( جثة الزعيم ) ، وأتذكر أن بيتنا قد أمتلأ بالجيران والمعارف لمشاهدة تلك اللقطات !!، وفعلاٌ بعد عرض ومقدمة من قبل أحدهم شاهدنا الزعيم ( جثة هامدة ) وقد أجلسوه على كرسي وربطوه ( حتى لايقع ) وقام أحد العسكريين بمسك شعره ورفع رأسه الى ألأعلى ليراه الناس ويتأكدون من هويته!!.
تلك اللحظات حفرت في ذاكرتي ... شاهدت الرجال والنساء يبكون بصوت عال على رحيل زعيمهم ، وكنت أسمع من يقسم بأن ( الزعيم لايموت !!!) والذي ظهر من على شاشة التلفاز شخص يشبهه !!.
وحتى بعد مقتله بسنوات كنا وبين حين وأخر نسمع شائعات كثيرة ، منها :
أن الزعيم موجود بين أنصاره في مدينة الثورة ، وكلها أيام سيثور ويعيد الحكم الى الشعب!! ، للأسف الشديد أنتظرنا سنوات وعقود ودخلنا في خريف العمر....... ولم ينتفض زعيمنا!!.
من المفارقات الغريبة التي لاتصدق!! ، أن ألأنقلابيون الجبناء لم يجدوا تهمة حتى يوجهوها الى شخص الزعيم سوى :
أنه أشترى بأموال الشعب سيارة ( بألف وخمسمائة دينار ) لأاستعماله الشخصي وأنه وفي ألأونة ألأخيرة وقبل أن يترجل من تلك السيارة يقوم أحدهم بفتح الباب له!!!.
أية مهزلة تلك؟؟؟ ، أكاد لا أصدق!! ، زعيم وطني بوزن عبد الكريم قاسم الذي كان رئيساٌ للوزراء ووزيراٌ للدفاع وقائداٌ عاماٌ للقوات المسلحة يحاسب لكونه يملك سيارة خاصة ، وينسون أو يتناسون ما قدمه للشعب العراقي!!.
نعم وحسب ( قانون قرقوش) كيف يمكن لرئيس وزراء بلد بوزن العراق أن يملك سيارة خاصة!!؟؟ ، ياترى الم يستحوا من توجيه تلك التهمة الى زعيمنا؟؟ ، ماذا يريدون هل يتجول على ( دراجة هوائية ) أم على الربل؟؟.
أما أنت أيها الزعيم الخالد :
أسمع وشوف .. هل تدري ما الذي يجري آلآن؟؟:
منذ سقوط النظام في 9/ 4 / 2003 ولحد اليوم أفرغوا( الخزينة التي أسستها) عشرات المرات وذهبت مليارات الدولارات وليست دنانير عراقية أدراج الرياح وسرقوا ( الجمل بما حمل ) وأودعوها في حسابات خاصة في بنوك سويسرا وبقية الدول من دون أن يتجرأ أحدهم ويرفع صوته ويقول : ما الذي يجري؟؟؟.
هل تعلم ياسيادة الزعيم :
أن أصغر موظف ( من المحسوبين على الجماعة ) يملك كذا سيارة؟؟؟ ، وأنه لايتحرك الا وخلفه وأمامه موكب من السيارا والخدم والحشم؟؟؟.
أما ( الحيتان الكبار ) فـ (ياستار!!!) يتحركون بسيارات ( مصفحة ) وليست مثل سيارتك التي أمطروها ألأوغاد بالرصاص في شارع الرشيد وأنت ليس معك غير ( أنضباط واحد ) وسائقك الشخصي!!!.
هل تعلم ياسيدي لماذا أغتالوك؟؟؟.
أغتالوك لأنك كنت من والى الشعب... أغتالوك لأنك لم تكن ( حرامياٌ ) ولاجاسوساٌ ولامحسوبا على أحد غير على شعبك فقط!!.
أغتالوك لأنك كنت بسيطاٌ ولاتحب التظاهر والا لو كنت عكس ذلك لعشت سنوات وحكمت سنوات !!.
هل تعلم ياسيدي أنك بتلك المواصفات التي كنت تحملها دخلت قلوبنا وقلوب أحفادنا ولا ننساك الى يوم يبعثون؟!!.
هنيئاٌ لك ياسيدي أيها الشهيد العظيم ... نم قرير العين مكانك في القلوب والكل يردد :
عبد الكريم كـٌل القلوب تهواك * .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :شريط صوتي التقطه من جريجة ( أخبار البصرة ) ألألكترونية التي يترأسها الشاعروالصحفي ألأستاذ نـوري علي ، فشكراٌ له ولجهوده .
* أنشودة كانت تذاع من ألأذاعة بصوت فرقة ألأنشاد ، أو فرقة موسيقية أخرى .[/b]
