المحرر موضوع: لماذا منع التجوال يا نوري الدجال؟!  (زيارة 1134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ميليشيات حزب الدعوة تطلق النار الحي على المظاهرات السلمية!
المرجعيات الدينية، وقفت الى جانب المفسدين، بدل الوقوف الى جانب المستضعفين!!!!
كما توقعنا، فان النظام الطائفي في بغداد، تهيأ بشكل جيد جدا، لقمع المظاهرات. فلقد تم منع التجول، لاعاقة وصول المتظاهرين الى ساحة التحرير، والتجمع تحت نصب الحرية لاستلهام الروح الثورية، التي تواصلت مع الاجيال العراقية المتعاقبة، لتنطلق في مسيرتها التي ارادوها سلمية، وارادها النظام مصبوغة بحمرة الدماء العراقية الزكية. لقد اعدت خراطيم المياه الحارة، في وقت يفتقد اهالي بغداد، والعراق كله للماء النقي. واجهوهم بالهراوات الكهربائية مقابل السواعد الغضة، التي حملت مطالب مشروعة. قابلت الهتافات الداعية لحب الوطن، ووحدة الشعب بالرصاص الحي. الجماهير التي اجتمعت دون اكتراث لدين، او طائفة، او قومية، او جنس، او عمر، او منطقة، او عشيرة. جمعهم حب العراق، ومحاولة اصلاحه بالهتاف، وتقديم المطالب بشكل سلمي. لكن السلطة فرقتهم بالغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، ومزقتهم بالحواجزالكونكريتية. مندسون من منتسبي اجهزة الامن، وعناصر حزب الدعوة، افتعلوا الاحتكاك، وفق خطة مسبقة، واضح جدا، انهم استلموا الاشارة، والتوقيت من زبانية المالكي، الذين كانوا يراقبون الموقف من اسطح البنايات. حتى هذه الالوف القليلة اخافتهم، ارعبتهم، لانها دليل التحدي، وكسر حاجز الخوف. مواجهات مفتعلة، واستفزازات مرسومة بدقة. تكررت هذه الجرائم في كل المدن، التي سارت فيها المظاهرات المطلبية. وتفاوتت فيها التجاوزات من اعتداءات، واعتقالات، الى اطلاق النار، وقتل، وجرح عشرات المتظاهرين.
بعد ان تجاوز المتظاهرون كل العقبات والحواجز ومنع التجول، وسار الناس ساعات طويلة للوصول الى ساحة التحرير. رغم تاليب رجال الدين، والمرجعيات العليا، التي وقفت، للاسف، الى جانب السلطة، ولم تقف الى جانب المطالب، التي أكدت هي نفسها، اكثر من مرة، انها "مشروعة"! يبدو ان المرجعيات تعلمت النفاق الصحفي مثل الحكام الفاسدين يقولون شيئا للناس، ويتفقون مع الحاكمين على شيئ اخر. لقد رتبوا لكل اشكال القمع، الا الاهتمام باحوال الناس.اعتداءات على رجال الاعلام، والمراسلين. وخطف، ومصادرة كاميرات المصورين، واعتقال بعضهم، ومنع الكثير من مزاولة عملهم. وغلق، ومنع بعض الفضائيات من العمل، او تغطية الاحداث. وحجز، واعتقال، واقامات جبرية على منظمي التظاهرة. سيارات تدور في الاحياء الشعبية، تتحدث باسم المرجعيات، التي خذلت اتباعها، ودعتهم الى عدم التظاهر، واسطفت بذلك الى جانب المفسدين، بدل ان تقف الى جانب الحقوق، والمطالب المشروعة للجماهير المتظاهرة. وفي محاولة للتاثير على المتظاهرين سربت بعض بنود الميزانية وفيها اغراءات، فهم الناس انها مغازلة لتقعد الناس عن التظاهر. خطة محكمة مرسومة بدقة! لو كانوا استخدموا كل هذا الجهد، والعمل، والتفكير لتنفيذ مطاليب الناس لما تظاهروا اصلا. لكن النفاق ملازم للانظمة الفاسدة، فهم ينتقدون استخدام القوة ضد متظاهري تونس، ومصر، وليبيا. وفي نفس الوقت يعاملون متظاهريهم بشكل افظع. فالتصعيد قامت به قوات الامن، والمندسين الذين زرعتهم السلطة بين المتظاهرين. رغم ذلك، فالمظاهرات اوصلت صوتها، وفرضت ارادتها، بل نجحت حتى في ارغام بعض الفاسدين، والفاشلين على تقديم استقالاتهم، كما حصل في البصرة، والحبانية، وحمام العليل، وغيرها.
يردد المسؤولون دائما في الفضائيات ان: " من حق المواطن التظاهر، ومن واجب المسؤول الاستماع". واعترافهم المتكرر، بوجود الفساد، وتفشيه في اجهزة الدولة كافة. لكن عندما تظاهر المواطن ليسمع صوته، ولفضح الفساد يواجه بالرصاص، والطائرات المروحية، ومسلحون فوق اسطح البنايات، وقناصة تصطاد المتظاهرين، ويصورونهم لاستدعائهم، واعتقالهم، كاي نظام بوليسي.
كل هؤلاء المتظاهرين، كل هذه الجموع، كل هذه المدن، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب تطالب بالاصلاح، وتغيير المسؤولين. في البصرة، في كركوك، في كربلاء، في اربيل، في السليمانية، في الحمزة، في بغداد الثوار، في كوت ابو كاطع. في بابل التاريخ، في النجف، والسماوة، والموصل الحدباء في الانبار، والناصرية، والعمارة، وتكريت، والحويجة، وغيرها. في 17 محافظة عراقية، دماء سالت، وارواح ازهقت، وانضمت الى قافلة الشهداء. هل كل هؤلاء المتظاهرين نياتهم سيئة، واهدافهم مريبة؟! 
قوات مكافحة الارهاب (مليشيات حزب الدعوة غير الرسمية) تذكرنا بالحرس الجمهوري، والحرس الخاص لصدام المالكي، الذي يتهم ملايين المتظاهرين في العراق، انهم صداميون، وتكفيريون. ردت الجماهير على دعاية المالكي، وابواقه بهتافهم المدوي: "لابعثية، ولا تكفير، احنه نطالب بالتغيير"! ولانه اسلامي، ويدعي الاهتداء بنبي الاسلام رفع المتظاهرون ايضا الحديث النبوي القائل: "افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". كان بين المتظاهرين رجال دين، واطباء، وعلماء، ونواب برلمان، ومثقفين. كل هؤلاء خرجوا للتظاهر ضد الفساد!
فمن هو الصدامي، والتكفيري ياترى؟؟؟!!
رزاق عبود
25/2/2011