الخط السرياني بين التوحيد و الدعاية الإعلامية
فادي كمال يوسف / بغداد
الحروف السريانية حروف عريقة في القدم أبتكرها أبناء شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) كحروف للغتهم الأم , و لازلنا نتعامل بهذه الحروف إلى وقتنا الحاضر , و نتيجة للانقسامات الكنيسة و ظروف أخرى انقسم الخط السرياني الواحد إلى ثلاث خطوط رئيسية وهي ( الغربي , الشرقي , الاسطرانجيلي ) , اليوم تجري في اتحاد الأدباء و الكتاب السريان محاولات لإعادة توحيد الخط السرياني و التزام خط واحد يكون جامع لكل هذه الخطوط , لهذه المبادرة كان معارضون و مؤيدون بين أدبائنا ( الكلدان السريان الأشوريين ) و انقسموا بين وجهتي نظر الاولى تجد من اتخاذ خط واحد هدف رئيسي و مقدس لخدمة لغتنا و الثانية تجد من تعدد الخطوط أغناء للغتنا الأم , نحاول من خلال هذا التحقيق تغطية هاتان الوجهتان من خلال لقائنا بقطبين أساسين من أقطاب الأدب السرياني المعاصر , الأول رابي نزار الديراني ( رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب السريان ) و الثاني رابي روبين بيث شموئيل ( الأستاذ في جامعة بغداد قسم اللغة السريانية ) فكان لكل منهما طرح يختلف عن الأخر حاولنا أن نستعرض الرأيان و نترك للقارئ الكريم الحكم و التقييم لهذه التجربة ...
لقائنا الأول كان بالسيد نزار الديراني ( رئيس اتحاد الادباء و الكتاب السريان ) و حدثنا عن مشروعه قائلاً :
في البداية ناقش المكتب التنفيذي للاتحاد موضوع توحيد الخط السرياني و كانت الاتجاهات نحو استخدام الخط الاسترنكيلي , و بعد ذلك تم الاتفاق على عقد ندوة موسعة لدراسة الموضوع فوجهنا الدعوة إلى مجموعة كبيرة من المهتمين من داخل و خارج العراق ( سوريا , لبنان ) عقدت الندوة و كما تعلمون في 7/4/2006 و كانت هناك اتجاهات متباينة فتم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور يوسف قوزي لاتخاذ قرار بهذا الشأن و عضوية مجموعة من الأدباء ممن يشكلون مساحة متميزة في الكتابات السريانية و لهم حضور فعال فيها حيث اتفق على إن يكون الخط الاسترنكيلي هو الخط الرسمي في المكاتبات و المطبوعات و بعد ذلك قررنا مفاتحة المؤسسات الثقافية لبيان رأيها بهذا الموضوع حيث وافقت كل من دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي و قسم اللغة السريانية جامعة بغداد و قسم التعليم السرياني في وزارة التربية رسمياً حول هذا الموضوع على تبني المشروع على إن ندرس الخطين الشرقي و الغربي كخطوط ثانوية في المدارس لتأهيل التلاميذ لقراءة الكتب التراثية و التواصل معها كما خاطب الاتحاد مديرية التعليم السرياني في إقليم كردستان و كذلك بعض المؤسسات الأخرى خارج العراق فضلاً عن ذلك كان الاتحاد قد طلب من خلال بعض الصحف الالكترونية لإثارة الموضوع و بيان أراء القراء حول الموضوع ... و بعد حصولنا على رد مديرية التعليم السرياني في إقليم كردستان سنعقد اجتماع موسع مع القائمين على الوسائل الإعلامية لمناقشة الموضوع و من ثم سنخاطب جميع المؤسسات و الكنائس لبيان رأيهم في الموضوع ...
إما الشاعر روبين بيث شمؤيل ( الأستاذ في جامعة بغداد قسم اللغة السريانية ) فكان له رأي مخالف جاء فيه :
أنا شخصياً لم و لن أشارك في هكذا مشروع لاقتناعي أنة لا ينصب في خدمة لغتنا العزيزة , و إن الهدف من ورائه هو إعلامي دعائي أكثر مما هو علمي لغوي ,فالقائمون علية و غالبية من حضروا جلساته ينتمون إلى اتجاه سياسي معين أو متعاطفون معه لسبب أو لأخر , فغالبية أعضاء ما يسمى اتحاد الأدباء و الكتاب السريان هم حديثو الانتماء إلية و بالحقيقة هم بضعة أسماء من خارج زمن الإبداع , و أن تخصص لغوي بحت هو ليس من اختصاص اتحاد الأدباء بل جهات أكثر علمية و تخصصية مثل دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي او قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد . أو أي مؤتمر لغوي و أكاديمي و ليس أدبي , إنا لا أرى مشكلة في وجود خطين او أملائين أو رسمين أو أكثر في لغتنا إلام فمثلا يوجد قرابة الخمسين خطاط في اللغة العربية و كذا الانكليزية , لماذا نحاول اختزال تاريخ لغتنا و تراثنا المدون الثر في خط واحد و نخلق لنا مشكلة جديدة نحن في غنى عنها , الأ تكفينا مشكلة التسميات , ثم من نحن حتى نقرر لوحدنا توحيد خطنا ... و من من استمددنا الصلاحية و التخويل ... و لماذا نسعى لاتخاذ قرار يشمل من لم نسعى إلى أشراكة في مثل هكذا قرار و اعني بهم المعنيين بالخط الغربي السائد و المهيمن خارج العراق , ارى تعدد الخطوط في أي لغة هو أغناء لها و ليس مثلبة , فليكن للسريانية كأية لغة حية خطوط عديدة , في حاسوبي الشخصي هناك أكثر من عشرين خطا سريانيا متنوعا و في مكتبتي الشخصية كتاب عن جمالية الكتابة السريانية لمؤلفة المبدع رابي عيسى بينامين و الذي رسم فيه خمسين رسم جميلاً لأبجديتنا . كما أن التقدم التكنولوجي الهائل قدم لنا خدمة لغوية لا يستهان بها فمثلاً الخط الموجود في ( اكس بي ) و المسمى ( سيرياكوم ) بدأنا منذ فترة التعامل بة و هو شبيه بالاسطرانجيلي المشترك إلا أنة يقبل الحركات . و في مؤتمر اللغة السريانية الأول المنعقد في دهوك ( 2005 ) تعاملنا بة في المراسلات مع كل المعنيين باللغة السريانية داخل و خارج الوطن ...
ختاماً أحب إن أضيف : يجب إن تكون لنا أفكار كبيرة لنخدم بها واقعنا لا ان نؤزمة و في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أي وحدة لا تأتي من قرار من جهة معينة بل هو قرار شعب و خيارة و ناتج وعيه ...
الحقيقة شكرت الأديبين رابي نزار الديراني ورابي روبين بيث شمؤيل على طرحهما المختلف و وجهتي نظرهما و اترك لجمهور القراء التفاعل مع هذين الرأيين للوصول إلى نتيجة نخدم بها امتنا الكلدانية الأشورية السريانية المجيدة و نعمل ما هو خير لأبناء شعبنا و للغتنا الام العزيزة على قلوبنا و دمتم ,,,,