المحرر موضوع: الذكرى السنوية الثالثة لاختطاف واستشهاد شيخ الشهداء المطران بولس فرج رحو  (زيارة 833 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                             بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
              الذكرى السنوية الثالثة لاختطاف واستشهاد شيخ الشهداء المطران بولس فرج رحو .
  تمرعلينا هذه الايام الذكرى السنوية الثالثة لاختطاف سيد شهداء الكنيسة وشيخ   شهداء المسيحية فى العراق المطران الجليل بولس فرج رحو ،حيث خطف في 29 شباط 2008 بعد خروجه من مراسيم درب الصليب في كنيسة الروح القدس في حي الاخاء في الموصل وقتلوا في الحال رفاق دربه الثلاثة فارس  ، سمير ، و رامي  رحمهم الله  وعثر على جثة الشهيد في 14 آذار ، ولهذه الذكرى الاليمة ابعاد  انسانية  رسمها لنا الشهيد الجليل  بمواقفه فى نشر المحبة والوئام بين  ابناءه  العراقيين  فى العراق  بصورة عامة والموصل الحدباء بصورة خاصة ، المحبة التى نشرها  بين ابناء رعيته  هذه المحبة التى جعلها رمزا  لابناء الموصل مسيحيين ومسلمين وأيزيدية  عربا وكردا وكانت له علاقات شخصية مع اشخاص وعوائل كثيرة في مدينة الموصل ،  هذه المحبة التى زرعها هذا الرجل الشجاع والمؤمن  حتى اصبحت هذه المحبة عصية  على القتلة والماجورين  الذين  وجدوا فى ايمان هذا الرجل  وحدة متماسكة لابناء الموصل فيما يصبون اليه ، حيث حاول  هؤلاء القتلة اكثر من مرة  الاعتداء على هذا الشيخ الجليل وارهابه وتخويفه  بكل الوسائل .. الا انهم  لم يكونوا على بينه من ايمان هذا الرجل  فى الوطن والارض  والشعب والمجتمع  اخافهم  قبل ان يختطفوه اخافهم  وهددهم بمحبته للعراق  وهددهم بايمانه بوحدة العراق وارض العراق وارض الموصل ام الربيعين  هددهم بالمحبة التى ينشرها بين  مختلف الطوائف  والاديان والقوميات  ، هددهم  بانه يبحث عن الشهادة بحثا من اجل العراق ولم يابى لهم  . ورفض الانصياع الى المجرمين بما طلبوه منه من تحقيق اهدافهم فى التقسيم لارض العراق  بين الفئات والطوائف والاديان والقوميات .وكلماته المؤثرة في تأبين ساعده الايمن الاب رغيد كني لا زالت في اذهاننا  الى يومنا هذا ومنها لقد كسرت يا أبونا رغيد ظهرنا  ، اما استشهادك يا سيدنا فرج فقد كسرت ظهورنا جميعا  .  
وفي هذا الوقت العصيب والتاريخي الذي تمر به كنيستنا في العراق(كنيسة الشهداء) فمن حقنا ان نطالب بمنح سيادة المطران الشهيد بولس فرج رحو رتبة القداسة لان الصعاب والمحنة التي تمر بها الكنيسة في العراق لاتقل قساوة وصعوبة عن الفترات المظلمة التي مرت بها الكنيسة وان القداسة الحقيقية هي التشبه بالمسيح المصلوب .نطالب كنيستنا الموقرة ومن خلال وكيل دعاوي القديسين ان ترفع ملف الشهيد البار بولس فرج رحو  الى مجمع القديسين في روما كي يتم دراسة الملف ويعرض على مجمع الكرادلة وان هذا الاستحقاق هو استحقاق لكنيسة العراق المناضلة والمؤمنة والصابرة وهو تكريم لكل شهدائنا الابرار اللذين سقطوا ابرياء في طريق الحق وما اشبه اليوم  بالامس فان طريق الشهادة للشهيد بولس فرج رحو الذي يشبه طريق الشهادة لاخيه اسطفانوس اول قديس يحصل على لقب القداسة وقد تم رجمه في اورشليم حتى الموت وكان من الحاضرين في رجمه بولس الرسول وكان وقتها يدعى شاؤل وكان محاربا ومظطهدا للمسيحيين وكان ايمان اسطفانوس ودماءه الزكية الطاهرة سببا في تحول شاؤل من محاربا ومضطهدا للمسيحية الى رسولا وداعما لها.
 ولا ننسى كلامه حين قال حول موضوع مغادرة المسيحيين مدينة الموصل" سأكون آخر شخص يغادر الموصل" اننا فعلا في زمن قد نشهد فيه عودة ظهور القديسين مرة اخرى من بلدنا العزيز العراق".
وفي مدينة الموصل وفي جميع خورناتها يجب أن يكون له ذكرى في كل المناسبات ويجب أن يعمل له نصب تذكاري تخليدا له   .
                               معرفتي وخدمتي مع المطران بولس فرج رحو
لقد عرفت المطران منذ عام 1950 حيث كنا تلاميذ في مدرسة شمعون الصفا بالموصل في محلة المياسة قرب محلة الساعة المعروفة ، وكان يسبقني بصفين بسبب العمر ، وعند دخوله معهد شمعون الصفا الكهنوتي بالموصل كنا نشاهده مع زملائه الدارسين في المعهد وهم يسيرون بانتظام اثنين اثنين من المعهد الى كنيسة مسكنتة للصلاة ومن ثم الرجوع الى المعهد بعد ذلك حيث كان دارنا انذاك قرب كنيسة مسكنة في محلة المياسة  وبعد رسامته كاهنا عام 1964 وخدمته في كنائس عديدة منها ام المعونة ومار ايشعيا بمنطقة الشهوان القربة من نهر دجلة ، وكان يخدم رعيته بكل همة ونشاط . استدعاني بداية صيف عام 1972 من قبل ابن عمتي الشماس زهير يوسف المختار لاشارك شباب الكنيسة في النشاط الاجتماعي والديني ، حيث كنت مسؤول هذا النشاط وباشراف الاب فرج حيث قمنا بنشاطات رائعة منها تشكيل فريق كرة الطائرة والسلة وكرة المنضدة للفردي والزوجي حيث أجرينا تصفيات باللعبة لابطال لعبة المنضدة على نطاق المدينة وكان الفوز لشباب الكنيسة اما كرة السلة والمنضدة اجرينا لقاأأت مع فرق النادي الاثوري والارمني ( الهومتمن )  ، حيث كنا فريق ناشئ لعبنا مع فريق الدرجة الثانية ، كما لعبنا مع فريق طلاب السمنير وكان احد اللاعبين البارزين الراهب ربان المطران الحالي لابرشية العمادية  . وكان الاب فرج  يشجعنا في كل ذلك  .
بالاضافة الى كل ذلك كان يدرسنا اللغة الكلدانية التي يحبها واستمرينا الى ذلك الصيف كله الى ان اضطررنا التوقف عن هذا النشاط بسبب ملاحقة شبابنا في المعاهد والكليات بسبب نشاطهم الديني في الجيش المريمي حيث أوقف اكثر من 200 منهم لايام ولم يخرجوهم الى بتعهد خطي بعدم انتمائهم لهذا التنظيم حيث اعتقدوا ان الجيش المريمي له واجهة سياسية ، والذين كانوا يحاربوننا كانوا من ابناء ديننا وعلى رأسهم مسؤول لا اريد ان اذكر اسمه فهو معروف آنذاك . وعند افتتاح كنيسة مار بولس في حي الثقافة قرب جامعة الموصل  كنت أول من شارك في نشاطاتها الدينية والاجتماعية ، حيث كنت في المجلس الخورني ومن ثم في المجلس الابرشي  . هذا وكان من أحد المحاضرين لنا في الدورة اللاهوتية المقامة في ام المعونة بالموصل حيث كان يدرسنا الكتاب المقدس وأتذكر المزامير  وللتذكير كان اسمه ( فرج رحو ) وبعد رسامته في روما اختار اسم ( بولس فرج رحو ) وهو ايضا على اسم كنيسة مار بولس التي ساهم ببناءها  .
 بعد ان انتقل دارنا الى حي البكر بعد بناء دار جديد ، قرر التمسك بي حيث قال ان دار اهلك لا زال في منطقتنا ، وكنت في هذا الوقت اتابع خورنتين ، الاولى مار بولس والثانية أم المعونة برعاية الاب  المطران لويس ساكو حيث ايضا  كنت ضمن المجلس الخورني والابرشي ،ولي لقاءات كثيرة معه واتذكر دائما كلماته معي منذ أن كان في مار ايشعيا والى سفري الى المانيا عام 2000 ، كان من مناصري وحدة الكنائس ـ وفي لقاأت الالفية الثالثة وفي دير مار بهنام قرب قره قوش وبعد لقاء موسع حدث في الدير وكنت مرة الى جانبه فهمس باذني ليقول  شيئا جديدا حيث قال لي ( من الان لا نقول أن فلان من الطائفة الفلانية بل نقول من الكنيسة الفلانية نذكر اسم الكنيسة ) وذلك لازالة ما يبعد بيننا ، ولكن لم اقطع علاقتي مع مار بولس والاب المرحوم الشهيد فرج ، حيث كنت دائما على اتصال معه للتهنئة بالمناسبات وللاطمئنان عن اهلنا في الابرشية والموصل وما احتاجه في مواضيعي عن نينوى والموصل المسيحية  وكان آخر لقاء بسيدنا فرج في روما عند رسامة سيدنا البطريرك كردينالا حيث قضينا معه ايام جميلة في الرسامة والقداس الاول الذي أقامه سيدنا البطريرك بعد رسامته في كنيسة قريبة من الفاتيكان ، حيث كنت أحد الشمامسة في القداس . لقد تأثر كثيرا لما كان يحدث في الموصل واهمها كانت استشهاد ساعده الايمن الاب الشهيد رغيد كني الذي سبقه للشهادة بسنة في نفس الكنيسة الروح القدس وكنت احس بذلك عند تشييعه له واتصالي به في مقر المطرانية الجديد في حي الاندلس بالموصل وكذلك مايحدث لبلدنا ولشعبنا الجريح  .

                      الشماس يوسف حودي  ـ  شتوتكرت  ـ  المانيا