المحرر موضوع: وما أدرى العجم بالعرب !  (زيارة 914 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سهر العامري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وما أدرى العجم بالعرب !
« في: 11:11 20/07/2006 »
          وما أدرى العجم بالعرب !                  سهر العامري 

منذ أن زاولت كتابة المقالة في أكثر من وسيلة إعلامية عراقية أو عربية لم أرد على كاتب آخر كتب مقالة ما ، أو طرح فكرة أو رأي ما ، وحتى لو كانت هذه الفكرة ، وذاك الرأي يستحقان الرد عليهما ، ذلك لأنني لا أريد الدخول في مماحكات فجة لا تغني ولا تسمن . هذا أولا ، وثانيا إيماني العميق بأن الناس على ملل وأهواء ، ولا يمكن أن يجمعها فكر واحد أبدا ، وهذا هو تاريخ البشرية شاهد على ذاك ، ولكن حين يأتي أحدهم ليبزك في عينيك ، مدافعا عن تعصبه القومي الفارسي ، رغم أنه راح يتغطى زورا وبهتانا بلقب تلك العشيرة العربية ، أو يرتدي عباءة ذاك الفكر التقدمي الذي كان لأيام قريبة يسخر من الشيوعيين العراقيين ، ويوجه لهم أقسى التهم ، وعلى رؤوس الأشهاد ، ويعلن تبرأه منهم ، ذلك لأن طروحاتهم لا تنسجم مع طروحاته الطائفية المريضة حين عارضوا الحرب على العراق الذي يتلمس نتائجها المدمرة الآن كل ذي لب لبيب . فمن هو المبدئي إذن ؟ هل ذاك الذي يشرق ويغرب في هذا الاتجاه أو ذاك بين ليلة وضحاها ، أم هو ذاك الذي قاسى ما قاسى من البعثيين الفاشست منذ نعومة أظفاره ، حين حكموه بالإعدام سنة 1963 م ، وعلى صغر سنه ، لأنه نزل الى الشارع مع جموع العراقيين منددا بالانقلاب والانقلابيين ، وبقتل الجمهورية الفتية ، و هو نفسه الذي عرفه العراقيون المتدينون في حزب الدعوة الإسلامية ، والذين يشهدون له قبل أن يشهد له الشيوعيون العراقيون على أنه كان يقف مرفوع الرأس ، ودون أذن من سلطة البعث ، وفي الجوامع التي كان حزب الدعوة يقيم فيها الاحتفالات بمناسبة ميلاد الإمام الحسين عليه السلام منشدا ، وعلى مسامع شرطة أمن صدام وزمره ، قائلا مخاطبا الإمام الحسين : 
أبا علي وذاك الظلم تعرفه ... فقد رمتك بأصناف له زمرُ
.....................................................................
وقسمتنا فهذا سيد ألق .........وآخر من صعاليك بهم خورُ
وفاتهم أننا من معدن فرد.......... وأننا باختلاف كلنا بشرُ
وهذا البيت الأخير صاح على صاحبه واقفا سيد عمران السيد موسى : ( أحسنت . أعد ! ) وسيد عمران السيد موسى هو الشخصية الوطنية التي يعرفها كل من سكن معسكر رفحاء من العراقيين في المملكة العربية السعودية ، تلك الديار التي وارته بترابها بعد موته ، وكان هو والشيخ كاظم ريسان آل قاصد على اتصال دائم بالشاعر ، كاتب هذه الحروف منها .
ثم تمضي القصيدة فتقول في بيت منها :
رداءة الفكر لافلاطون خالقةٌ ...... رداءة الحرب حين اجتاحنا التترُ
لقد ذاع صيت هذه القصيدة في الجنوب ، وسجلتها أحزاب محظورة في عنفوان تسلط البعث أيام مدير الأمن العام الشيعي ، المجرم  ، ناظم كزار الدسبولي ( نسبة الى مدينة دزفول الإيرانية ) ، وظلت شرطة الأمن العفلقي تلاحق الشاعر على هذا البيت الأخير ، متهمة إياه بأنه شبه البعثيين بالتتار ، والى الساعة التي خرج فيها من سجنه في سرداب من سراديب الإمام الحسين ، ومن ثم توجه نحو سورية ليلا ، وكان هذا آخر سجن له من سجون كثيرة ، وقبل خروجه من العراق بثلاثة أيام .
أما حديث البصرة فهو معروف للعراقيين جميعا ، وليس للأقزام الذين تحركهم دوافع طائفية مريضة ، مقيتة ، أو عنصرية إيرانية ، يريدون أن يغطوا على ما تكابده البصرة من ويلات ومصائب تحت من يحكمونها فعليا بسطوة المخابرات الإيرانية التي تسعى لبسط نفوذها على تلك المدينة ، وإلغاء نسبتها لإهلها العرب العراقيين ، تماما مثلما يريد الشوفونيون إلغاء نسبة المدن الكوردية لأهلها الكورد العراقيين ، وأنا بعد ذلك ما كنت الكاتب الوحيد الذي كتب عن تلك المعاناة الفظيعة التي تعيشها مدينة البصرة ، فقد سبقني الى الكتابة عنها كتاب عراقيون كثيرون ، ومنهم من أهل البصرة بالذات ، وفي طليعة هؤلاء الكاتب المعروف : جاسم المطير ، والكاتب رزاق عبود ، فهل كل هؤلاء الكتاب كانوا من (  نفس الأبخرة الخبيثة السامة التي تتصاعد من فتحات مجاري ومستنقعات مواقع البعث والموالين لهم أخذت تنبعث من البعض الذين اخذوا يتسللون إلى المواقع الوطنية العراقية ) ، مثلما يقول الكاتب الجهبذ ! المُشرق مرة والمُغرب أخرى كما يقول أبناء الجنوب الخلص ؟
لقد راح هذا الكاتب الذي يدفع التهمة في كل ما آلت إليه الأوضاع في مدينة البصرة عن إيران ، ومخابراتها وعملائها المأجورين ، ويرميها على أهلها الطيبين ، وخاصة عشائرها التي يسميها على صغر فيه بـ (المعدان ) ، هذه العشائر وغيرها من عشائر الجنوب هي التي وقفت بوجه الغزو الإيراني المتكرر ، وعلى مدى قرون ، وهي نفسها اليوم التي تذود عن حياضها ، ومع هذا فالكاتب لم يسأل نفسه يوما من أين أتت أطنان هذه الأسلحة التي تستخرجها القوات البريطانية كل يوم من بيوت التابعين لإيران في البصرة ؟ أو كأنه لم يسمع بما صرح به رئيس وزراء بريطانية على رأس الأشهاد قائلا : ( إن الأسلحة الإيرانية التي يستخدمها حزب الله في لبنان هي نفسها التي تطلق على قواتنا في مدينة البصرة ) فهل كل هذه المصائب التي نزلت على رؤوس أهل البصرة ، وأطنان الأسلحة الفتاكة والمدمرة جاءت من ( عصابات معروفة ) كما يقول الكاتب القزم ؟ هذا الذي لا يريد أن يعترف أن الشيعة ، ومنذ القدم كانوا على فرق وطوائف ، وهو نفسه الذي كان يسمي نفسه زيفا بـ ( القرمطي ) تارة ، وتارة بالكاتب المتقاعد الذي لا يلبث أن يحنث بوعده الذي قطعه أمام القراء على نفسه بأن لا يعود الى الكتابة ثانية ، وهل كان الكاتب يجهل سبب المحاولات الكثيرة التي قامت بها المخابرات الإيرانية وعملاؤها في العراق ، والتي كانت تهدف الى قتل السيد أياد جمال الدين ؟  أليس لأن السيد المذكور هو من الطائفية الإخبارية الشيعية التي لا يعرفها الكاتب ؟ أليس لأن السيد المذكور ، وبعد أن عاش في إيران وخبُر تجبرهم وكيدهم ، رفض الخضوع للتسلط الإيراني الأهوج الذي لا يختلف عن التسلط الصدامي ، ذاك التسلط الذي قتل الألوف من الوطنيين الإيرانيين ؟ ألم يعلم الكاتب ، الذي يدعي الشيوعية، أن النظام الظالم المتسلط على رقاب الناس في ايران هو من أعدم آلآلاف الشيوعيين الإيرانيين ، وفي المقدمة منهم كيانوري ، سكرتير الحزب الشيوعي الإيراني ( تودة ) ؟ لم يسمع هذا الكاتب المتحمس في دفاعه عن نظام متخلف مناداة حسين الخميني حفيد الخميني من مدينة قم الإيرانية قبل أيام ، داعيا أمريكا لإنقاذ الإيرانيين من جور وظلم النظام الذي يحاول الكاتب تبرئته مما ينزله هو وعملاؤه من حيف وظلم بأهل البصرة الطيبين المسالمين .
وبعد هذا فأنا أملك أسماء لعوائل كثيرة من أهل مدينة البصرة ، وممن أنا على علاقة معرفة ، وقرابة بها ، قد هٌجرت ، ومن دون ذنب ، الى مناطق أخرى من العراق ، والى كردستان العراق كذلك ، وهي خليط من شيعة وسنة ، وذلك خوفا من القتل الأعمى الذي يصفق له الكاتب ، مثلما صفق غيره من قبل للاعتداءات التي طالت طلاب وطالبات البصرة ، او للقتل الذي طال مواطنين عراقيين مسيحيين وصابئة .
العوائل المهجرة تلك ستقول للكاتب من هو القاتل الحقيقي إن رغب ، وليسألها وهاهم يقطنون جماعات في حماية أخوتهم الكورد في أربيل والسليمانية  ، هل يريدنا الكاتب الجهبذ !  أن نسكت عن فضح هذه الأعمال التي لا تليق بالحيوان فضلا عنها بالإنسان ؟ ، هل يريدنا نسكت عن حملة الفكر الطائفي المريض ، وعنه هو بالذات الذي نصب نفسه دكتاتورا كصدام فعنون مقالته بهذا العنوان : ( لتصمت بعض الأفواه الطائفية أو البعثية المغرضة وليدعوا البصرة وشانها ) ؟ اسلوب الكاتب في القاء التهم تعلمه من المخابرات الإيرانية بعد أن تعلمته تلك المخابرات من المخابرات الصهيونية التي حولت كل ألماني يدافع عن وطنه ، ويريد الخلاص من النفوذ الصهيوني ، الى نازي ، وراحت بأساليب الغدر ، وتحت تلك التهمة ، تقتل كل من يرفض هيمنتها على القرار ألماني ، وها هو الكاتب يأخذ بذات الإسلوب المخابراتي الإيراني الذي أخذ بالأصل عن المخابرات الصهيونية ، فصارت تلك المخابرات تلقي تهمة البعثية على كل عراقي يرفض التسلط والهيمنة الإيرانية ، وحين يكون هذا البعثي العراقي يدور في فلك تلك المخابرات وأتباعها يصبح وزيرا في حكومة المحاصصة الوطنية المشكلة حديثا ، وأنا نفسي أعرف أكثر من معمم شيعي انظم الى صفوف البعث من قبل ، وصار الان من أولئك الذين يقال لهم ( دامت افاضاته ) ، كما صار البعض منهم مخبريين صغارا في أجهزة المخابرات الصدامية الكثيرة ، وكاتب الحروف واحد من الذين تعرض الى تحقيق مطول على يد معمم شيعي يعمل في أجهزة الأمن الصدامية .
هدف هؤلاء الأيتام الكتاب ومن ورائهم هو اسكات الوطنيين العراقيين عن تلك المخططات الرهيبة التي تعدها دوائر مخابراتية كثيرة ، وأخطرها مخططات المخابرات الإيرانية ، تلك المخابرات التي راحت تطوف على قرى الجنوب العراقي من أجل تجنيد فقراء الشيعة في مهمات ، هي في حقيقة الأمر مهمات تخدم المصالح الإيرانية ، وليس العراقية .
ولكن الوطنيين العراقيين هؤلاء سيظلون يفضحون مكائد الصفويين مهما كانت ألوانهم وأشكالهم ، مثلما فضحوا من قبل مكائد نظام صدام الساقط ، وعلى مدى سنوات طويلة ، وذلك دفاعا عن شعبهم ووطنهم الذي يريد هذا النفر الضال بيعه للأجانب ، بحجج واهية كالفدرالية التي يسعى لها عمار الحكيم تحقيقا للشرط الذي اشترطته إيران على أمريكا في بداية مفاوضات جس النبض ، والقائل بوجوب أن يظل العراق بلدا ضعيفا وأبدا ، لا يهدد الجارة المسلمة إيران ! 
وبعد هذا وذاك فأغلب العراقيين قد ضحوا بأشكال مختلفة في حربهم الضروس مع الحكم الدكتاتوري طوال سنين عديدة ، وإذا كانت عائلة الحكيم قد قدمت ستين فردا من أبنائها ، فقد أباد صدام من العراق قرى كاملة تنتمي الى محتد واحد ، وهناك أسر عراقية كثيرة قدمت أضعاف ما قدمته أسرة الحكيم صاحبة الفتوى الشهيرة التي أباد بها البعثيون الألوف من الشيوعيين ومن الشيعة على وجه الخصوص ، وليسأل الكاتب نفسه أين أصبحت مدينة الشاكرية من بغداد بعد أن رفع القتلة من البعثيين تلك الفتوى وطافوا بها الشوارع ، وعلقوها على أبواب البيوت والدكاكين مع صورة المفتي بها ؟
واليوم لو انفرد أصحاب تلك الفتوى بحكم العراق لأصبح قتل الشيوعيين والتقدميين الوطنيين العراقيين طقسا يمارسونه كل يوم بذريعة أن هؤلاء الشيوعيين بشيعتهم وسنتهم كفره ( والعياذ بالله ) يحل قتلهم وذبحهم ، فأصحاب تلك الفتوى يعتبرون أنفسهم هم وحدهم أبناء الله ، وآيات الله ، وأحزاب الله ... الخ
لقد كانت أسرة السيد البرزاني الكريمة من بين أكثر الأسر العراقية التي قتل صدام من أفرادها الكثير ، حتى بلغ عددهم ما يزيد عن 1800 شخص . ويشرفني أنا أن أكون من عشيرة عربية ، وثانية من عشيرة عربية شيعية عراقية مسح صدام قرية من قراها من على وجه الأرض تماما ، ولكنني أظل أولا واخيرا عراقيا ينتمي الى شعب العراق العظيم العريق الذي يريد عملاء ايران مسخه بطائفية مريضة مقيتة ، وتحوله الى مجاميع من الشحاذين في أمارة الحكيم الإيرانية .