المحرر موضوع: يوميات أسبوع الآلام (8) سبت الفرح قيامة الأرواح  (زيارة 1036 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
يوميات أسبوع الآلام (8)
سبت الفرح
قيامة الأرواح
Oliver كتبها

------------------
يسوع و هو بإرادته وحده مات. حين تجسد كان في تجسده مثل أي إنسان .أخذ روحاً و أخذ جسداً .و حين إستودع الروح لدي الآب فهو قد إستودع الروح الإنسانية و ليس الروح القدس اللاهوت معه في الجوهر.
في موته نزلت روحه المتحدة بالروح القدس  إلي الجحيم ليبدأ أعجب كرازة؟
كما سبقه المعمدان ليهييء الطريق للمسيح  . و كان صوت صارخ يمهد الطريق . كان أيضاً لعازر للذين في الجحيم صوتاً مفرحاً يكرز بأن المسيح في أمياله الأخيرة علي الأرض و أن فأس الإنسان قد وضعت علي أصل الكرمة الحقيقية , و أن ما يسمونه موتاً علي الأرض هو قيامة للأرواح المنتظرة في الجحيم .
منذ أيام قليلة كانت روح لعازر هنا. أربعة أيام بقيت في الجحيم تخبر عن المسيح يسوع. كان لعازر نبياً للذين في الجحيم.كارزاً للمسيح هناك. و كان يقول بثقة عجيبة للأرواح المنتظرة أن الفادي قادم سريعاً إليكم لينتشلكم من هنا و أخبرهم أن الساعة قد إقتربت .
كانت الأرواح هناك متحفزة متشوقة .كانت الأناشيد اللائقة بمجئ الملك تملأ الأرواح.

المسيح يدخل الجحيم؟
- صوت المتاريس تنتفض أمام القادم قوياً يزعج أرواح الأشرار و يعلن بفخر قدومه للأبرار المنتظرين علي رجاء.
- ثم رأت الأرواح هناك روحاً شريراً مقيداً جاء مهزوماً ساقطاً مثل البرق.و تهللت الأرواح التي تعذبت بسببه. رأونه فإندهشوا كم هو قوي مسيحنا الذي أخذه أسيراً و ألقاه مقيداً هناك.كان مشهد الإنتصار مذهلاً. أعظم من مشهد إنتصار المسيح علي إبليس عندما جربه فوق الجبل حين صام.
- رأت الأرواح زفافاً عجيباً لروح المسيح .نورٌ أشرق في الظلمة.و صوت أناشيد الفرح كانت أعجب ما تندهش له إذ لم تزر الجحيم مطلقاً هذه الأناشيد.
- ما أفظع الندم الذي إجتاح كل الأشرار. حين رأوا رئيسهم إبليس هكذا مدحوراً لا يقوي علي الكلام أو الحركة؟ كانت نقمة عليه من الجميع. من الأشرار أكثر من الأبرار.
- ما أكثر الفرح الذي طفر من الملائكة و رؤساء الملائكة أيضاً هؤلاء  الأبرار يحيطون الملك السمائي في موكبه.يحتفون بإنتصاره علي عدوهم الملاك الساقط. فالملائكة أيضاً متضررون منه ناقمون عليه لا يقبلونه لأنه عدو السيد الملك.
- روح اللص كانت مندهشة حين شاهدت المصلوب معه و قد إرتدي زيه النوراني غير الذي رآه علي الصليب فغمرت الفرحة روح اللص أكثر مما عرف الفرح في حياته.قفز فرحاً مثل طفل إلي حضن أمه. عرف لتوه مقدار النعمة العظيمة التي إحتُسِب أهلاً لها.
- كانت هناك مشاهد لا يمكن وصفها بل فقط نعرف عنوانها . كان موكب الأرواح و هم يتبعون المسيح هناك في زفاف يعجز العقل عن تخيله و تعجز اللغة عن وصفه.لا يمكن أن نعرف هنا كيف تم إنتخاب أرواح الأبرار دون الأشرار. لا يمكن أن نتصور حسرة الخائبين من الفرصة الوحيدة التي رأوا فيها المسيح ينقذ أحباءه من الجحيم.لا نستطيع أن نقيس طول الموكب . و لا يمكننا أن نتفهم هنا من هذا الذي إستحق الجلوس عن يمينه و كيف تلاقت أناشيدهم و هم من أجيال و أجناس و أعمار متنوعة.
ترنيمة قد وضعت في أفواههم لم يعرفونها من قبل. و قد صارت ثيابهم بيض حين إلتقوا بالفادي .كانت الروح إذا خرجت من المتاريس تتنسم عبق الحرية للمرة الأولي.
- كان الفضاء أرحب مما تظن و كانت الأرواح تتمني لو طال الطريق لكي تبقي تستمتع بالموكب الإلهي كل الزمن آه لقد نسيت ,ليس هناك من زمن.
-  ثم أدركت الأرواح أن متعة لقاء المسيح تزداد و لا تتناقص أبداً.تبقي في رونقها و لا تتقادم أبداً.تحلو الأبدية كمن يتذوقها لأول مرة.
الأرواح تري الحرية تلمسها .أرواح الأنبياء يشهدون من تنبأوا به هو هو يتقدم موكبهم.كأنهم ما كانوا يفهمون الرموز التي تنبأوا بها بأنفسهم. كان جلال المسيح عليهم فإنذهلوا و أدركوا ما لم يدركونه من قبل.كانت روح المسيح  الإنسانية المتحدة باللاهوت تترأس الموكب.
كانت معرفة سماوية تتغلغل في داخلهم و هم يتلذذون بإقتناءها.معرفة عجيبة , كلما إمتلكوها إمتلكتهم.
 
لقاء الأقانيم
- هنالك في الأعالي  كان لقاءٌ آخر لا يمكن وصفه . هو فوق كل فكر الإنسان كان لقاء الآب بإبنه الوحيد بعد نجاحه في مهمته لا لن أستطيع أن أتخيله .لا ليس ههنا علي الأقل.
لاهوتياً الأقانيم متحدة في واحد .لم يكن الآب منفصلاً عن الإبن حين كان علي الأرض و لم يكن الإبن مغترباً عن الآب أيضاً أو عن الروح القدس. لأن الآب هو في الإبن و الإبن في أبيه و الروح القدس في الآب و الإبن .لكن التجسد هو الجديد الذي عاينته  السماء .
 ها هم سكان السماء يشهدون لأول مرة عن قرب أن للمسيح روحاً إنسانية.لذلك مكتوب عن المسيح أنه نزل إلي الجحيم بروحه دون الجسد ليكرز للأرواح و يخلصها و أيضاً نفهم أنه صعد بالأرواح إلي السماء.و ما دام قد صعد بروحه  فهناك لقاءُ مع الآب و الروح القدس.
الأرواح توقفت عند مسكنها المفرح الذي هو فردوس النعيم. و الملائكة أكملت صعودها تزف رب المجد و تسبحه. هناك أيضاً توقفت الملائكة عند الملكوت الذي تسكن فيه  الملائكة و تسبح.
و بعدها إنطلق المسيح إلي سماء السموات . إلي حيث لا يعرف أحد لقاء الآب و إبنه. لا يعرف  أحد لقاء الأقانيم سوي الأقانيم وحدها . الثالوث الآب و إبنه الصالح يسوع و الروح القدس .
لم يحكي أحد لنا شيئاً . و لا أعطانا لمحة عنه. هو سر لا يدركه البشر . هو فوق مستوي الإنسان أياً كان.
ألعلنا في الأبدية نسمع عن ذلك؟
زلزلة و أرواح قديسين تظهر في المدينة
في المدينة يتقابل الناس مع أرواح القديسين .فالفردوس في السماء إنفتح . و الجحيم من أسفل إنفتح و تحرر أسري الرجاء.
صار اللقاء يجمع أرواح القديسين مع الذين علي الأرض. و كما قبلت هذه الأرواح كرازة المسيح لها في الجحيم فالرب الصالح أيضاً أعطاها السلطان و الحرية أن تكرز هي الأخري بقيامة المسيح  للذين علي الأرض.هكذا دائماً يفعل القديسون . يتبادلون الحب الإلهي مع المسيح و لا يكتفون بالأخذ بل شيمتهم العطاء بسخاء أيضاً
لا يعرف أحد مَن هؤلاء الذين ظهروا في المدينة. لا يعرف أحد ماذا قالوا؟ ألعلهم قالوا ما رأوه من مجد المسيح في تحريرهم من الأسر؟ ألعلهم مزجوا النبوات بالحقيقة التي أستعلنت لهم؟ مثلما فعل المسيح حين ظهر لتلميذي عمواس و إبتدأ يفسر لهما النبوات مع حضوره الحقيقي بينهما حتي إلتهب قلبيهما فيهما.
لا أعرف من رآهم و من لم يرهم؟ هل ظهروا للتلاميذ ؟ هل ظهروا لبيلاطس و وبخوه؟ هل ظهروا للمريمات الذين إشتد بهن الحزن؟ هل طافوا في الشوارع مثل  سيدهم حين كان يجول يصنع خيراً ؟ لا أعرف من شاهدهم و من شهد لهم ؟ لا أعرف كم نفس آمنت بكرازتهم و ماذا إنطبع في ذاكرتهم؟ لا أدري لماذا كلما إقتربت من هؤلاء أجدني أسمع نفس صوت المسيح و نفس سماته السمائية ؟ لقد تصوروا من جديد مخلوقين في المسيح حتي لم أعد أعرف من هم بل أعرف فيهم المسيح وحده.ألعلنا في الأبدية نعرف عن هذا أيضاً؟
من بعيد صرت ألمح رجلاً يشق طريقه بصعوبة ليختفي خلف ظلمة الجدران الأبدية و خبايا مشنقة تتأرجح فوق شجرة قصيرة في حقل الدم.
صوت الكهنة مرتعشاً يطلب من بيلاطس أن يضبط القبر بالحراس...
بيلاطس اليائس أيضاً يقول أضبطوا ما شئتم أنتم تعرفون أين الأختام.
أصوات تصعد و تخبو تتحاكي عن الظلمة التي إجتاحت الأرض قبل موت الإبن البكر . مثلما حدثت في ضربات مصر. ثلاث ساعات أبت الشمس أن تشرق لأن نورها الحقيقي تنسحب حياته إتضاعاً علي الصليب.
شيئاً ما يدور بعيداً في علية مرقس . يجتمع الجميع هناك يحملقون في المريمات و هن  ينتظرن السبت أن ينقضي لكي يعددن الحنوط .
 اليوم ينقضي و غداً نبصر النور.