المحرر موضوع: مقال عن الهوس الحاصل بالعراق للحصول هويات (مفيدة)  (زيارة 1031 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الكريم جاسم

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأثنين 25 نيسان 2011
هواية جمع الباجات (مفرها باج يعني هوية)

كنت دائما" و منذ تفتح ذهني و بدايات قراأتي الجدية في بداية شبابي أحلم بمجتمع تسوده قيم العدالة و المساواة و أن يكون الموطنون متساوين أمام الحاكم و الشرطي و الموظف الحكومي كما هم متساوون أمام الخباز و في صف الأنتظار بمحطات الوقود و كما هم متساوون في الخلق أمام الخالق لا يميزهم أمامه الا مدى التزامهم بتعاليمه و وصاياه في أداء الحقوق اليه و الى الناس حتى يكونوا مؤهلين للمطالبة بحقوقهم وفق ما تمليه قيم المساواة و العدالة الأجتماعية و هذا ما كان سببا" لا أستطيع تجاهله و أنا أشعر بالألم حد الغثيان و أنا أرى شخصا" يستطيع الحصول على تعامل و على حقوق أسثنائية حين يفصح عن صفته الرسمية أو الحزبية بأظهاره لهوية يحملها تعطيه حق الحصول على الأستثناء  و كان ما يزيد من ألمي عندما يكون هذا الأستثناء على حساب حقوق المواطن العادي الذي ينتظر نفس الخدمة, و قد يصل الحد من الصلف و التعالي بصاحب الأستثناء أن لا يتوانى بأظهار هويته حتى أمام عامل محطة وقود لتجاوز صف الأنتظار الذي يرهق المواطن العادي و خصوصا" وقت الأزمات و ما كان أكثر الأزمات. و تغير الحال و كنت أمل بأن لا أرى حملة هويات الأستثناء بعد التغيير, و لكن هيهات لحلم بسيط كحلمي يتحقق في مجتمع أثرت به هذه الهوية حد الهوس فصار الكثير من العراقيين يمارسون هواية جديدة تأتي بثمارها لمن لا يأبه بقيم المساواة الا و هي هواية جمع الهويات, أية هوية و التي تحول أسمها و بفضل ما أكتسب من وجود الأجنبي الى (الباج). فصار أي باج يعطي أي حق أستثنائي لحامله حلما" يستميت الكثير في العمل على تحقيقيه بغض النظر عما يكلفه من جيب المهتمين و من كرامتهم بما يمثله الخروج من فئة المواطن الأنسان العادي الطبيعي كما يجب أن يكون الى فئة المواطن الأستثناء. صرت أتذكر تطلعي و أنا يافع في أن أحصل يوما" على (باج) أخر أضافة الى (باج) الجامعة الذي أحمله كلما أرى شخصا" يلوح بباجه لتجاوز تفتيش السيطرات الأمنية أو لتسريع معاملة في دائرة رسمية و أنا لا أملك الأ (باج) الأحوال الشخصية الذي أصبح أحد المستمسكات اللازمة لأجراء المعاملات الرسمية أكثر منه هوية تعني الأنتماء الوطني الذي يتشرف المواطن بحمله ليدل على عراقيته التي لا تحتاج الى (باج) ليعيش حرا" كريما" لا يفكر باللجوء الى الأستثناء للحصول على حقوق فوق حقوق المواطن الأنسان.

عبد الكريم جاسم حمادي