دخلت الكنيسة ..رايته واقفا ..كان يكرز عن نعمة الروح القدس وعندما اطال الكرازة وقف الشمامسة ليكملوا القداس بعد اعتقادهم انه سينتهي فعنفهم وصرخ الذي اقوله اهم من الذي ستقولوه..
بعد عدد من السنوات اذكر كل شئ وكأنه يحدث امام عيني علما اني عادة شديدة النسيان....
ابتي رغيد...لاينسد بيت الله كانت آخر كلماتك.. قلتها لانك تمنيت ان تكون كل كنائس العراق مفتوحة وعامرة بأبنائها...
ايام كثيرة مهمة في حياتي ولكني احيانا كثيرة لاأذكرها في يومها ...ولكن لماذا اذكر يوم استشهادك قبل اسبوع من موعده؟؟ فتبدأ الذكريات.... عندما التقينا في المخيم وكيف كنت مرحا فرحا متفائلا مبتسما مازحا شابا مع الشباب وطفلا مع الاطفال وشيخا مع الكبار...وعندما يبدأ القداس تدع كل شئ جانبا وتدخل في روحانية عجيبة تجعل قلوبنا تصلي في احشائنا وعقولنا تتأمل وتصغي الى ارواحنا التي ترتوي من هذه النعمة...
انه شعور خاص لم يعرفه الا الذي عرفك ولي الشرف اني كنت واحدة منهم..ايام عديدة حاولت تذكر كم مرة التقيتك؟ وكلها لاتتجاوز اصابع اليد..ولكن عجبا من ذكراك التي حُفرت الى الابد.
ابتي الحبيب لقد كنت صافيا كالنبع جميلا كالزهر قويا كالجبل نقيا بريئا...آخر مرة التقيتك صدفة ولم اعرف ان القدر ارادني ان اودعك ..في ذكرى استشهادك اذكر دمك الطاهر الذي اختلط بدم شمامستك وظل يسيل على الارض التي انجبتك حتى غابت عنها الشمس..اذكر جسدك ملقى هناك في ظلمة النفس ولااحد يقترب...
لا لن ينسد بيت الله في قلوبنا وعدا يقطعه لك كل من ذرف دمعا تلك الليلة بل سنفتح بيت الله وننشر ايماننا بالمحبة حيثما نكون في الغربة ام في الوطن سوف نكمل حياتك فينا بأن نكون شعلة ايمان لغيرنا ونور لمن لايبصر ولسان حق لمن لاينطق... مهما كانت التحديات والعقبات فنقتدي بك عندما تحديت وواصلت خدمتك لمدينتك...
في ذكرى رحيلك...رغم انك دائما معي وابتسامتك ترافقني لتمسح دمعتي وتخفف شدتي ولكن الروح تشتاق لك في الثاني من حزيران ارسلت لتخبر الاب فراس بانك ستكمل دراستك في اوربا وفي الثالث منه كان الخبر الذي شل اعيننا ورفع رؤوسنا الى السماء وفيها العشرات من علامات الاستفهام التي لم تحل لحد الان...
ابتي الغالي....صلي لاجلنا وانت في احضان الآب وامنا مريم التي احببت فنرنم معك ترنيمتك ...نعظمك في المدائح... ياوالدة الاله
نادين توما
السويد - اسكلستونا