المحرر موضوع: ســـيرة الـــكلدان  (زيارة 11845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسيب العم بولص

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
ســـيرة الـــكلدان
« في: 08:11 08/08/2011 »
سيرة الكلدان


اتفق المؤرخون على مسألة تصنيف الشعوب والامم في العالم القديم على انها تتألف من الكلدان ,الفرس , الصين , الهند , القبط , اليونان , الترك وهذا ما اكده كل من المؤرخين : ابن العبري في كتابه ( مختصر تاريخ الدول ), ابو الحسن بن علي بن الحسين بن علي المسعودي في ( كتابه الاشراف والتنبيه ) , جورج روو في كتابه ( العراق القديم ) واخرون .
لقد بدأ تواجد الكلدان في بلاد ما بين النهرين وفي الفترتين ما قبل الطوفان وما بعد الطوفان حيث يؤكد المؤرخون بأن الدولة الكلدانية كانت قائمة قبل الطوفان , فيذكر المؤرخ ابن خلدون في كتابه ( تاريخ ابن خلدون ) بأن الكلدان هم الطبقة التي قبل نوح عليه السلام , فهم من بني ادم , كما يذكر الكاتب الكلداني بيروسس وهو احد كهنة الاله رودوك البابلي االذي عاش في القرن الرابع ق.م عن الدولة الكلدانية وعن عشرة ملوك كلدان تولوا حكمها قبل الطوفان كان اخرهم النبي نوح الذي في عهده حدث الطوفان . لقد ولد نوح الكلداني كل من سام وحام ويافت , وولد سام كل من ارام وعيلام واشور وارفكشاد ولود , وولد حام كل من كوش ومصرائيم وفوط وكنعان . لقد عاش هؤلاء من بني الكلدان وتكاثروا واسسوا دولتهم الكلدانية في بلاد ما بين النهرين في الفترة ما بعد الطوفان مباشرة ثم انتشروا في الاراضي المجاورة للبلاد واصبحوا يُسمون بالعيلاميين والاراميين والاشوريين وبتسميات اخرئ . ان أول دولة اقيمت بعد الطوفان وبشهادة المؤرخين والمصادر التاريخية والكتاب المقدس / العهد القديم هي الدولة الكلدانية تولئ حكمها نمرود الجبار في ارض شنعار حيث يذكر المؤرخ احمد رفيق في كتابه ( التاريخ العام ) ان الكلدان هم اول من برز على مسرح السياسة والحكم في وادي الرافدين , ويذكر المؤرخ بطرس نصري في كتابه (ذخيرة الاذهان ) ان اول دولة اقيمت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية في بلاد ما بين النهرين وهذا ما يؤكده ايضا المؤرخ هاري ساكز في كتابه ( عظمة بابل ) , كما يذكر الاب انستاس الكرملي في كتابه ( لغة العرب ) بأن الكلدان هم امة عظيمة قديمة الرياسة نبيهة الملوك كان منها النماردة الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار , ويذكر ايضا الكتاب المقدس / العهد القديم : وكوش ولد نمرود وهو اول جبار في الارض وكان اول مملكته بابل وارك واكد وكلتة في ارض شنعار ومن تلك الارض خرج اشور فبنئ نينوئ ... سفر التكوين / الفصل العاشر . ان هذه الشهادات في ان اول دولة كلدانية اقيمت بعد الطوفان هي بحد ذاتها دليل واثبات على انها كانت ايضا قائمة قبل الطوفان , وبان هذه الدولة كانت تتضمن كل من بابل واكد وارك وكلتة بعد الطوفان ما هو الا تأكيد على ان الشعب الذي عاش فيها هو من الجنس الكلداني فقط وعلى ضوء شها دات تصنيف الامم وشهادات تاسيس اول دولة لهم بعد الطوفان مباشرة . لقد حمل الكلدان تسميات متنوعة وكثيرة ضمن مناطق تواجدهم في بلاد ما بين النهرين وضمن اقامتهم اعظم امبراطورية في التاريخ القديم والتي اشتملت على بلاد ما بين النهرين , بلاد الشام , فلسطين , لبنان , الاردن , الجزيرة ( الجزيرة العربية حاليا ) اليمن , عمان , القسم الجنوبي من تركيا , وضفاف الخليج الكلداني حيث تضمنت الضفة اليسرئ من الخليج كل من الكويت والبحرين والامارات وقطر وان الضفة اليمنئ من الخليج الكلداني تضمنت منطقة عيلام, حيث يذكر المؤرخ طه باقر في كتابه ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) ان الكلدان شعب سكن شواطئ الخليج حيث اسس سلالة القطر البحري التي عرفت بسلالة الامراء , كما يذكر المؤرخ احمد سوسة في كتابه ( العرب واليهود في التاريخ ) بأن علماء الاثار يرجحون ان موطن الكلدان الاصلي هو شواطئ الخليج وانه يؤيد هذا الراي ويقول بأن الكلدان هم شعب سكن شواطئ الخليج وقد اسسوا في القرن الثامن عشر ق.م سلالة القطر البحري . لقد حملت بعض المجاميع من الكلدان تسميات مذهبية ودينية والبعض الاخر حمل تسمية تنسب الى المنطقة التي يقطنوها والبعض الاخر حمل تسمية الجد الاعلى الذي تنتمي اليه , وهناك مجاميع حملت تسميات اخرئ , ومن هنا سنحاول التطرق وتوضيح التسميات التي برزت على الساحة الكلدانية وكما يلي
1-   التسمية الاشورية
لقد اطلقت التسمية الاشورية على قبيلة كلدانية كانت تسكن ارض شنعار (ارض الكلدان ) نتيجة تبنيها للاله الصنم او الثور اشور وانتقالها الى شمال بلاد ما بين النهرين لتقيم لها كيان يدعئ اشور حيث يتم فيما بعد القضاء وتدمير اشور والعاصمة نينوئ وابادة الاشوريين عن بكرة ابيهم مع الجيش المصري الذي جاء لنجدتهم من قبل الكلدان . يقول المؤرخ اليوناني زينو فون بأنه مر بعد 200 سنة من سقوط نينوئ بالقرب من نينوئ وكالح في قلب المنطقة الاشورية ولم يشاهد فيها سوئ انقاض خالية من اي اثر لوجود بشري اشوري ولكنه عند اقترابه من نهرالزاب وعند الاستفسار عن المنطقة علم بان الاقليم الاشوري السابق كان يشغله الكلدان . يقول المؤرخ سدني سمث في عام 1925 ان زوال الشعب الاشوري  سيبقئ ظاهرة فريدة وملفتة للنظر في التاريخ القديم . يؤكد المؤرخ نيكولاس بوستكيت في كتابه ( حضارة العراق واثاره ) على مسالة انقراض الاشوريين بعد تعرضهم للابادة الكاملة على يد الكلدان , وعلى ضوء هذه التاكيدات يتبين بأن شمال بلاد ما بين النهرين ( الاقليم الاشوري ) كان قد شغله الكلدان بعد سقوط الدولة الاشورية سنة 612 ق.م اي منذ ما يقارب اكثر من 2600 سنة لكونه اصبح تابعا للدولة الكلدانية بالاضافة الى تواجد اعداد كبيرة من الاسرئ الكلدان الذين جلبوا واسكنوا في هذه المنطقة نتيجة الغزوات الاشورية على بابل . يذكر حبيب حنونا في كتابه ( الكلدان في حوليات الملوك الاشوريين ) عن مئات الالاف من الاسرئ الكلدان الذين نقلوا الى بلاد اشور حسبما جاء في حوليات الملوك الاشوريين . ويذكر ايضا المؤرخ ذاته في كتابه ( الكلدان والتسمية القومية ) بأن الساكنيين في مناطق تركيا وسهل نينوئ هم احفاد الاسرئ الكلدان المرحلين خلال عهود ملوك اشور بين عامي 745 – 625 ق.م والذين كان يزيد عددهم عن نصف مليون . اذا خالفنا اراء المؤرخين وافترضنا بأنه لم تكن هناك ابادة كاملة للاشوريين فمن الطبيعي ان هؤلاء الناجين من الابادة هم بالاصل من الجنس الكلداني ورجعوا الى اصلهم وقوميتهم الكلدانية بعد زوال وتدمير الاله الصنم اشور . يقول المؤرخ المسعودي في كتابه ( الاشراف والتنبيه ) ان الكلدان كانوا شعوبا وقبائل ومنهم ( النينويون , الاشوريون , الارمان , الجرامقة , النبط , اهل السواد). يذكر ارسطو في كتاب   ( بوليطيا ) ان الكلدان من بلاد ما بين النهرين ومنهم (النينويون , الاشوريون , الارمان , الجرامقة , النبط , اهل السواد) . يقول المؤرخ الاثوري الروسي قسطنطين مابتيف في كتابه ( الاثوريين والمسالة الاثورية ) ان الاشوريين هم من جماعات كلدانية هاجرت في بدايات الالف الثاني ق.م خارجة من ارض بابل . يذكرالمؤرخ الاثوري ايشو مالك خليل جوارا في كتابه ( الاشوريين في التاريخ ) بانه يرجع اصل الاشوريين الى ارض شنعار وهذا ما يؤكده ايضا الكتاب المقدس/العهد القديم .
2-   التسمية العيلامية والارامية
لقد حملت قبائل كلدانية هذه التسميات التي تعبر عن انتمائها الى الجد الاعلى . فالعيلاميون الكلدان ينسبون الى عيلام بن سام بن توح الكلداني انفصلوا عى اخوتهم في بلاد ما بين النهرين وانتقلوا الى جنوب غرب ايران وبمحاذاة الخليجي الكلداني واسسوا دولتهم وسموها عيلام . لقد عثر علماء الاثار في عيلام على اواني ملونة وتحف يدوية دفنت في القبور وعثر على ما يشابهها في جنوب العراق وهذا تاكيد اخرعلى انهم شعب واحد ومن عرق واحد واصل واحد وتقاليد واحده .
اما بالنسبة الى الاراميين الكلدان فهم ينسبون الى ارام بن سام بن نوح الكلداني حيث انفصلوا ايضا عن اخوتهم الكلدان في بلاد ما بين النهرين وانتقلوا الى بلاد الشام وسموا دولتهم بارام . لقد نزحت بعض القبائل الارامية من بلاد الشام الى وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين وقد يكون سبب ذلك هو تصادمهم المستمر مع الاشوريين نتيجة الغزوات والاعتداءات الاشورية المتكررة على بلادهم حيث استقروا مرة ثانية في بلاد ما بين النهرين وتعاونوا مع اخوتهم الكلدان في صد الهجمات الاشورية على بابل . وقد يكون سبب تصادمهم مع الاشوريين هو الاختلاف في عبادة الاصنام حيث كان الاشوريين يتبنون الاله اشور وكان الاراميين يتبنون الاله سن . يقول الملك الاشوري نجلات بيلاصرفي احدئ الحوليات ( لقد زحفت الى وسط الاحلامو والاراميين اعداء الاله اشور سيدي ).
3-   التسمية العربية واليهودية
ان نسب النبي ابراهيم الكلداني يعود الى ارفكشاد بن سام بن نوح الكلداني . لقد غادر النبي ابراهيم موطنه الاصلي في اور الكلدانيين وتوجه الى حران ثم الى ارض كنعان . يقول العهد القديم ( واخذ نارح ابرام ابنه ولوط بن هاران ابن اخيه وساراي كنته امراة ابرام ابنه فخرج بهم من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان ) ... سر التكوين / الفصل 11 . انتقل  اسماعيل ابن النبي ابراهيم مع امه هاجر الى الجزيرة وعاش مع بني قحطان المتواجدين انذاك في الجزيرة . ان نسب اسماعيل والقحطانيين يعود الى ارفكشاد بن سام الكلداني اي انهم من اصل واحد ودم واحد وعرق واحد وهو الكلدان . لقد لقبوا هؤلاء جميعا بالعرب نتيجة البداوة والتنقل من مكان الى اخر بحثا عن العشب والماء. يذكر ابن خلدون في كتابه ( تاريخ ابن خلدون ) ان العرب انتقلوا الى الجزيرة من بابل . اما بالنسبة الى اليهود فان اسحق بن النبي ابراهيم عاش في فلسطين وتزوج هناك وولد كلا من عيسو ويعقوب . ان التسمية اليهودية جاءت نسبة الى يهوذا من ابناء يعقوب حيث اعتنقوا الديانة اليهودية وسموا دولتهم بمملكة يهوذا . ان اليهود هم ايضا من الجنس الكلداني لكونهم ينسبون الى اسحق بن النبي ابراهيم الكلداني .
4- التسمية البابلية والاكدية
ان بابل وكما ذكرنا كانت من ضمن المناطق  التي ابتدأ فيها التواجد الكلداني بعد الطوفان في ارض شنعار / بلاد ما بين النهرن حيث كانت عاصمة الدولة الكلدانية التي اسسها نمرود الجبار بن كوش بن حام بن نوح الكلداني . لقد حمل الكلدان اسم بابليين في بعض الفترات نتيجة اتخاذهم من بابل عاصمه لهم حيث كانت اجمل عاصمة في العالم القديم على ضوء ما تم فيها من انجازات عمرانية هائلة تتمثل ببناء القصور الفخمة والاسوار العالية الضخمة وبناء الجنائن المعلقة احدئ عجائب الدنيا السبع وباب عشتار وبرج بابل التي بمجملها تخلد حضارة الكلدان العظيمة عبرا التاريخ . يذكر العهد القديم ( ان بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ) – اشعيا  13-19 . اما بالنسبة للتسمية الاكدية فهي كما ذكرنا ان اكد كانت ايضا من ضمن المناطق التي بدأ فيها التواجد الكلداني بعد الطوفان في ارض شنعار حيث لم يكن يستوطن فيها اي جنس غريب عدا الكلدان الذين اصبحوا يلقبون بالاكديين نتيجة اتخاذهم من اكد عاصمة لهم والتي تولى حكمها سرجون الكلداني وهو من منطقة اكد واصبح يلقب بسرجون الاكدي واستطاع ان يخضع كل بلاد الكلدان تحت سيطرته من عيلام شرقا الى البحر المتوسط غربا ومن اليمن وعمان جنوبا الى جنوب تركيا شمالا وسمى امبراطوريته هذه بأمبراطورية الكلدان العظيمة .
5- التسمية الكردية والصابئة
لقد اصبحت منطقة شمال وادي الرافدين تابعة للدولة الكلدانية بعد سقوط الدولة الاشورية سنة 612 ق.م وعليه لجا اليها الكلدان من وسط وجنوب البلاد واستقروا فيها بالاضافة الى ذلك كان هناك مئات الالاف من الاسرئ الكلدان المتواجدين فيها والذين جلبوا من ارض بابل اثناء الغزوات الاشورية عليها وكذلك لقد لجا الكلدان اليها من وسط وجنوب البلاد في الفترات التي تعرضت اليها بابل لغزوات متوالية من الشرق والغرب بعد سقوط الدولة الكلدانية حيث عانئ الكلدان الكثير من الظلم والاضطهاد والقتل. وعليه فأن اغلب الاكراد في شمال بلاد ما بين النهرين  هم من الجنس الكلداني وحملوا التسمية الكردية نتيجة اعتناقهم الاسلام ولغرض تمييزهم عن الكلدان المسيحيين والسبب الاخر هو تجاورهم وتعايشهم واختلاطهم مع الاكراد والذي ابتدا منذ سقوط الدولة الاشورية واستمر لاكثر من 2600 سنة والذي ادئ الى انصهارهم في بوتقة التسمية الكردية .
اما بالتسبة للصابئة فقد حمل الكلدان هذه التسمية لكونها تسمية مذهبية وتتبع مار يوحنا المعمذان وايضا لغرض تمييزهم عن بقية المذاهب والاديان الاخرى . يذكر ابن خلدون الصابئة ويقول بان نسبهم يعود الى ارفكشاد بن سام بن نوح الكلداني وعليه فهم من الجنس الكلداني .


"حسيب العم بولص"


غير متصل غالب صادق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ســـيرة الـــكلدان
« رد #1 في: 18:29 07/05/2017 »
موضوع يستحق القراءة