المحرر موضوع: جاليتنا في المهجر ...الى أين؟ فضيحة شبكة سرقة السيارات  (زيارة 4407 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علاء كنـــه

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جاليتنا في المهجر ...الى أين؟ فضيحة شبكة سرقة السيارات
بقلم: د. علاء كنـه


       تقدم الأرض مايكفي لتلبية حاجات كافة البشر، ولكن ليس بما يكفي لتلبية جشع كافة البشر(ماهاتما غاندي).
     إن الفارق بسيط بين الطمع والطموح، فالطمع هو مايدفع الإنسان دائماً الى النظر الى مايملكه الغير، وينحصر تفكيره في أخذ ما لايحق له أخذه....في حين إن الطموح يرتقي بالأنسان، لإنه يحثه باستمرار على التفوق والمضي في سبيل النجاح دون النظر الى الآخرين ومقارنة النفس بهم. إن الفرق بين الأثنين يشبه تماماً حال مُتسلقَين لجبل...أحدهما مُسلح بالعدة والمؤنة ويحاول تسلق الجبل بجسارة خطوة بخطوة للوصول الى القمة!! في حين يهبط الآخر على القمة بواسطة طائرة هليكوبتر.
      تتسلط الأضواء مرة ثانية وللأسف الشديد على أبناء جاليتنا في المهجر من خلال القبض على عصابة متهمة بسرقة سيارات وتهريبها خارج الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير مشروعة. حيث أعلنت دائرة الشرطة من خلال القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية في يوم الأثنين المصادف 31/8/2011، إلقاء القبض على عصابة أفرادها الرئيسين من ولاية ميتشغان/ ديترويت، ولها أعضاء في سان دياكو/كاليفورنيا. وعدد أفرادها يضم أكثر من أثني عشر شخصاً، حيث يقومون بسرقة السيارات الفخمة وإستئجار السيارات (السبورت) من الولايات المتحدة الأمريكية ونقلها الى كندا ومن ثم الإدعاء بانها سرقت منهم، ومن بعدها شحنها وبيعها في الشرق الأوسط وتحديداً للعراق. كما ذكرت دائرة الشرطة أنه تم إعتقال العصابة بعد تحقيقات دامت لمدة عامين وأطلق على هذه العملية أسم (الإطارات الساخنة). وقد تم القبض عليهم بعد العثور على خمسة سيارات في حاويات جاهزة للشحن الى (العراق) في ميناء مونتريال في كندا، وتتألف هذه العصابة من المدرجة أسمائهم أدناه والمتهمين بنقل الممتلكات المسروقة داخل الولايات للإتجار بها دولياً:

             *لم يتم القبض عليه لحد الآن
    إن مايحيرني بعد قراءتي لتلك التفاصيل هو:
-   لماذا تصر تلك الفئة على تشويه سمعة جاليتنا التي يكن لها الغريب قبل القريب كل التبجيل والأحترام؟
-   لماذا لم يتعظ هؤلاء من سيل الفضائح السابقة على مر السنين والتي تزكم النفوس؟
-   لماذا والى متى؟ يستمر هؤلاء بمخالفة القوانين واللوائح التي تنظم هذا البلد؟
-   متى سيغير هؤلاء ثقافتهم العمياء التي همها الأول والأخير هي الجشع وجمع المال.
   كلنا نعلم علم اليقين إن هذه الفئة لا تمثل جاليتنا، ومانراه بين حين وآخر هو موجود في أغلب المجتمعات الأخرى. ولكن مايهمنا هنا أن نعكس ونبرز الجانب المشرق من ثقافة وحضارة عمرها أكثر من سبعة الآف سنة. إن خوفي إن تنتقل هذه العدوى الى القادمين الجدد الذين وصلوا عن طريق الهجرة واللجوء بعد الحرب الأخيرة على العراق، فهم فريسة سهلة لأن ينخرطوا عن طريق أصدقاء السوء في هذا المنزلق، حيث يعاني الكثير منهم من عدم وجود وظائف، ومشقة في تعلم اللغة من جهة والحفاظ على ترابطهم الأسري من جهة ثانية. فعلى سبيل المثال يحاول الكثير منهم الأنخراط في أعمال لاناقة لهم فيها ولا جمل، حيث يمارس بعضهم تجارة بيع وشراء السيارات سواء المستعملة منها أو التي يتم شرائها بطرق أخرى للحصول على مورد إضافي، غير مدركين خطورة هذا الأمر من ناحية، وجهلهم بالضوابط والتعليمات المتعلقة بهذا الخصوص من ناحية ثانية، كأنهم للأسف لايزالون يعيشون في بلد لاتحكمه أية قوانين...
      إن الولاية قد وفرت لهؤلاء القادمين بمختلف أعمارهم وفئاتهم فرص التعليم المجاني في المدارس والكليات مع صرف رواتب نقدية وإمتيازات لقاء ذلك، بالأضافة الى مايستحقونه من مساعدات من قبل الولاية،  فالأولى بهم أن ينتبهوا الى مستقبلهم والتعلم قدر مايستطيعون ومن ثم محاولة التخلص من محنة هذه المساعدات والأنخراط في الحياة الجديدة عن طريق البحث عن فرص عمل مناسبة لهم.
     إن لدور العبادة والنوادي والمراكز الإجتماعية والتجمعات الثقافية دور مهم وخاصة في هذه الظروف الصعبة من خلال إقامة البرامج التثقيفية والدورات لزيادة الوعي لدى أبناء جاليتنا وحثهم نحو الإهتمام بالمستقبل وعدم الرضوخ لتلك الثقافة العمياء، كما يقع على كاهل الأسرة ومستواها الثقافي الدور الأكبر من خلال عدم السماح لإبنائها بترك مقاعد الدراسة والإنخراط في العمل بحجة صعوبة ومشقة الحياة ...والجميع هنا يعلم أن الكثير من العوائل تشرك أبناءها وبموافقة الأبوين في العمل بصورة غير رسمية حتى دون الأجر الرسمي المعتمد من قبل الولاية، لغرض الحصول على إيراد إضافي لتلبية حاجات ورغبات طنانة فرضتها ثلة من المحسوبين على جاليتنا.
     وأخيراً أقول لجميع إبناء الجالية أن ينتبهوا من هؤلاء الذين يتصورون أن الحكومة غافية عنهم أو بمعنى آخر إنها لاتستطيع أن تتابع وتراقب المخالفين منهم للقوانين، فهم ساذجون وغير مدركين للحياة، وأعتقد أن سبب ذلك هو تمسكهم بتلك العقلية القديمة جراء تقوقعهم على نفسهم من جهة، وخوفهم من الإختلاط مع الآخرين من جهة ثانية، لغرض التلاعب بالقوانين والتكتم على أخطائهم. متصورين بذلك إنهم من الذكاء بان تنطلي خدعهم على قوانين تدير أكثر من (300) مليون شخص من مختلف أرجاء المعمورة.

                                                                    علاء كنه
                                                               سان دياكو/كاليفورنيا
للإطلاع على تفاصيل هذه العملية وصور المشاركين فيها الدخول الى الرابط التالي:
ولمزيد من المعلومات الأطلاع على الروابط التالية: