المحرر موضوع: إختلاف العلماء , حول فتاوي قتل الطغاة !  (زيارة 1404 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
إختلاف العلماء , حول فتاوي قتل الطغاة !

البرنامج / أجندة مفتوحة ( لم يتوفر رابطه بعد )
المقدّم / زين العابدين توفيق
الفضائية / BBC
التاريخ / مساء الأربعاء 9 نوفمبر 2011
الموضوع / تكاثر وإختلاف فتاوي المشايخ ,مرّة مع الحكّام والسلطة , ومرّة مع الشعب والثورة  !
مقدمة
بعد أن يتسائل مقدّم البرنامج عن فوضى وتناقضات فتاوي المشايخ , وهذا الظهور السياسي  المكثّف للإسلاميين بمختلف تياراتهم خلال ثورات الربيع العربي , وكيف رفضت الغالبيّة منهم التدّخل الأجنبي في العراق وحرّمتهُ , وربّما في سوريا أيضاً , لكن كان ذلك التدّخل حلالاً بلالاً في ليبيا .
يعرض زين العابدين ملخّص تقرير عن أقوال وفتاوي ظهرت في المدّة الأخيرة أغلبها تتعلق بالثورات والطغاة , وبالأخص قصّة مقتل القذافي والطريقة والتداعيات , وهل هي حلال أم حرام !
يظهر مقطع للشيخ يوسف القرضاوي ( قبل مقتل العقيد ) وهو متعصّب ويكاد يبكي , يقول فيه مايلي :
من فقه الموازنات أن نُضحّي برجل في سبيل إنقاذ الاُمّة  !
إنظروا ما يفعل القذافي بشعبهِ , كيف إستحل الدماء وإنتهك الحُرمات ؟
من إستطاع قتلهِ , فليفعل , ودمهُ في رقبتي  !
ثم يظهر مقطعين سريعين للشيخين صلاح الدين أبو عرفة من القدس الشرقيّة ( سيشارك في الحوار لاحقاً ) , واُسامة الطوسي وهو من رموز السلفيّة , يرفضون فيه كلياً فكرة قتل القذافي , أو الخروج على الحاكم مهما كان العُذر أو السبب !
**********
تبدأ الحلقة الحواريّة
الضيوف ( عذراً لطول ألقابهم  .. العالميّة ) , هم :
1/ صلاح الدين أبو عرفة / القدس الشرقيّة
2/ ونيس المبروك / ليبيا , عضو مؤسس للإتحاد العالمي للمسلمين
3/ د. إبراهيم الخولي / مؤسسة الأزهر , مصر
4/ حسن المالكي /  ( هاتفياً ) من السعودية , باحث متخصّص في التاريخ الإسلامي والشريعة
5/ الشيخ سالم الشيخي / ( هاتفياً ),من ليبيا , عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين .
**********
السؤال الأوّل موّجه للشيخ صلاح الدين أبو عرفة , حول تلك الفتاوي
وهذا مختصر إجابتهِ :
المشكلة أنّ القرضاوي يقع في أحرم حُرمات المُسلمين  , ألا وهي دماؤهم  !
الخلط والخبط , والخطف والعطف , والتهويل والتهويش ,لاينفع !
فكيف سمّى فريقاً نفسه الإتحاد العالمي , مارسَ إختطاف الدين والفتاوي لصالح فرقة مُعيّنة ؟ هذا دين جاء بهِ النبيّ الاُميّ الى الأميين , هذا دين الأميين دعونا وشأننا  !
زين العابدين / لكن قتل القذافي سيحقن دماء المُسلمين حسب فكرة القرضاوي ,  الذي يخشى من شيوع القتل في عباد الله ؟
صلاح / لماذا نصّب القرضاوي نفسه إماماً علينا ؟
زين العابدين  / هذهِ نقطة اُخرى , رجاءً أجب على سؤالي ! القرضاوي يخشى على دماء المسلمين .
صلاح / أحسنت , لكن ديننا ليس ما يخشاه القرضاوي وأمثالهِ ,ولولا الفضائيّات والإعلاميّات عريضة الإنتشار , لما سَمِعَ بهم أحد  !
إنّ ما يخشاهُ القرضاوي , غيرهُ لايخشاه  !
بل نحنُ نخشى على الأمّة من هؤلاء . ثم سرد الحديث القائل / { إنّما أخشى على اُمتّي من الأئمة المُضّلين ..} وسردَ بعده حديث / القاتل والمقتول في النار ( يقصد عند تقاتل طائفتين مسلمة فيما بينهما ) .
وقال / هذا كفرُ بواح !
**********
ينتقل زين العابدين بالسؤال الى الشيخ ونيس المبروك
كيف تفسّر الفتوى القائلة  / نقتل البعض  ليحيى الكلّ ؟ هل توافق عليها ؟
ونيس / شريعتنا واقعية !
وتعالج الأمور المستحدثة , كما يتطلب الموقف للتخلص من الضرر الأكبر . وعلى الشيخ صلاح ( وكم هو صعب أن يفخر المرء بالأميّة )  أن يأتي الى ليبيا ( مصراته مثلاً ) أو يزور حمص في سوريا ليرى بعينهِ ما يفعلهُ الطغاة بعباد الله .
أنا على إستعداد لإرسال تذكرة الطائرة إليه وضمان سلامته في ليبيا
يقاطعه الشيخ صلاح / وهل ضمنت سلامة القذافي لتضمن سلامتي ؟
ونيس / لا .. لن أضمن سلامة القذافي , ولا حتى قبيلة القذاذفة يستطيعون ذلك , الشعب ثار على منتهك الدم والعرض !
يكمل حديثهِ مع زين العابدين
هذا الدين الذي يتحدث عنه الشيخ صلاح نحنُ لا نعرفه .
هو يُسقط الأحاديث ويجتزأ منها ما يراهُ مناسباً
لو كانت لديه مشكلة مع القرضاوي فليسافر الى قطر ويتحدّث للرجل
القرضاوي إمام عصرهِ وهو شيخ وسطي والغالبية تتبعه .
***********
ينتقل السؤال الى الشيخ سالم الشيخي في ليبيا .. هاتفياً
زين العابدين / كيف وافقتم على قتل القذافي الأسير والتمثيل بجثتهِ وجعلها مباحة للتفرج من الجمهور وعرضها في ثلاجة تبريد اللحوم , وقتل إبنه الأسير المعتصم ؟ لماذا سكتم عن ذلك ؟ لماذا لم تُصدروا فتوى تحريم ؟
سالم / نحنُ لم نوافق على ذلك , لكن ما حصل قد حصل , الثوّار كانوا غاضبين على دماء أقربائهم وأعراضهم التي إنتهكها القذافي وكتائبه
ثم ماهذا التفسير البائس لحديث القاتل والمقتول في النار ؟
إرجعوا الى أبي بكر الصديق ( رض ) وراقبوا كيف طبّق ذلك الحديث في حروب الرّدة مع الممتنعين عن دفع الزكاة ! (طبعاً فضحنا دون أن يشعر ) , وأضاف الشرع لايرضى بما حدث , لكن الموقف لايتطلب فتوى دينيّة , بل محاكمة قضائية طبقاً للقانون !
***********
يتحوّل زين العابدين بالسؤال الى د. إبراهيم الخولي ( عصبي وحاد المزاج غالباً وفي يده ورقة كبيرة )
يسألهُ عن موقفهِ من تلكَ الفتاوي !
الخولي : حكم القذافي 42 عام ,  ومبارك حكمَ  30 عام ,  وزين العابدين بن علي حكم أكثر من  23 عام  , ولم نسمع يوماً فتوى من هؤلاء المشايخ بقتل الطغاة , فلماذا عندما رأوا الحبال حول أعناقهم , أصدروا فتاويهم ؟ ( يقصد نفاق وجُبن المشايخ ) .
 وأضاف عند أسر القذافي , كان يجب أن يُعامل برفق كأسير كما يأمر الإسلام . وعندما قُتِلَ , حمى الموتُ عِرضهُ , فلماذا عرضوا جثتهِ ؟
لكن من جهة اُخرى , فإنّ الحُكام الطغاة أمثال القذافي ليس لهم شرعيّة ولا هم واجبي الطاعة كما قال أحد الحضور على الإطلاق , هؤلاء إغتصبوا السلطة وكانوا حكّام ظالمين , وأفضل الجهاد , كلمة حقّ في حضرةِ سلطان جائر ! لكن هناك مُحددات في الأمر  وتسائل
ما معنى الآية / وإنّ الشركَ لظلمٌ عظيم ؟
وأجاب نفسه / معناها في الأصل الظلم أشدّ وأغلظ من الشرك وأورد الحديث القائل / إنّ الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه , أوشكَ أن يعمّهم العقاب ! فالمظاهرات وسيلة شرعية للخروج على الظالم .
ثمّ ما معنى الكُفر البواح في حديث عبّاد بن صامت ؟
{ يطلب زين العابدين منه إنزال الورقة ليرى وجههِ , ثم ينتقل لفاصل إستراحة , يعرض خلاله شريط لاقوال بعض المشايخ }
الشيخ / عبد العزيز بن عبدالله آل شيخ, من السعودية , يقول :
هذهِ مظاهرات عبثيّة فوضويّة , ليس لها شرعيّة في ديننا !
الشيخ / محمد حسّان , من مصر يقول :
هذا ليس خروج على الحاكم !
الشيخ / وجدي غُنيم , من مصر يقول :
هؤلاء ليسوا حكّام , بل متحكمين !
لو كان الحاكم ظالم وبس , مفيش مشكلة ! خليّة يظلمني ويعذبني ويعمل بيا اللي هو عاوزه , بس يطبّق شرع الله  !
( هذا عندي قمّة النفاق )
الشيخ / علي بلحاج , الجزائر
هناك قولان في الأمر / عدم الخروج على الحاكم , وجواز الخروج !
{ لا اعرف ما الذي أتى به جديد , صار 14 قرن نقول حمّال أوجه }
**********
ينتقل السؤال الى / حسن المالكي من السعودية فيقول
للأسف , هناك تناقض دائم وكبير في فتاوي علماء المسلمين  !
إنّها تتأثر بالزمان والمكان والظرف السياسي .هذا حُكم لا يتناطح فيه عنزان .
فالبعض حرّم الخروج على الحاكم الظالم حتى لو كان يزيد بن معاوية .
مثل هؤلاء أصدروا فتاوي بقتل الشعب ( السوري مثلاً ) في ثورتهِ اليوم
والبعض كالشيخ القرضاوي إندفع في تاييد الثورة السوريّة , بينما تراجع عن تاييد الثورة البحرينيّة , ففي النهاية المذهب ( الطيّع ) والطائفة تحكمت . وهذا الإسلام التاريخي والسلطاني . وليس دين الله ( القاطع ) ونبيّهِ .للأسف في النهاية تجدهم جميعاً طائفيّون بإمتياز  !
********
السؤال الآن الى الشيخ ونيس في ليبيا
لماذا سكتَ العلماء طيلة الفترة الماضية على الحكام الطغاة ؟ حتى خرج الشباب عليهم بالثورات ؟
الجواب  ( بحسرة واضحة ) : كلام الشيخ المالكي محترم وصحيح وواقعي .الفتاوي والمشايخ يناقضون بعضهم وأنفسهم أيضاً .
و ديننا يشترط أمور عديدة للخروج , وتلى حديث من رأى منكم منكراً فليغيّره وناقش الشروط في كلّ حالة !
وأضاف منهجنا ليس الثورات والدماء والخروج المسلح , لكن القذافي إنتهك كلّ شيء , أنا حملتُ رشاشتي وخرجتُ مع الثائرين عليه !
يقاطعه الشيخ صلاح / ستُسأل عن ذلك يوم القيامة .
يجبه ونيس / أخي فليسأني الله , أنا لا اُريد أن أقلب الموضوع الى جدل ثانوي .
الظلم أشدّ وقعاً من الشرك , وتلى الحديث القدسي / يا عبادي إنّي حرّمتُ الظلمَ على نفسي !

**************
الخلاصة
في الواقع العلماء مختلفون في مواقفهم وإستنتاجاتهم منذُ الأزل . وربّما سيبقون كذلك الى قيام الساعة , هذهِ ليست مفاجئة حتى للتابعين !
لكن المشكلة في ظنّي أنّهم يتهمّون بعضهم ويناقشون كلّ الإحتمالات ويلوون معاني الكلمات , ويأولون ويستنبطون المعاني الجديدة بطريقة الرقص على الحبال , كأن يقول أحدهم ( وجدي غُنيم ) , الحديث الفلاني جاء على الحاكم , وليس على المتحكم , هؤلاء ليسوا حكّام , بل متحكمين في رقابنا !
الشيء الوحيد ( وهو سرّ المشكلة ) الذي لم يقربوه هو تناقص النصوص التأريخية التراثية .
فلو إتفقوا على تلك النقطة لحّق لنا مطالبتهم بتصفية وتنقية تلك الجبال من كتب التراث .( نسخة إسلام أوربي مثلاً , كما سبق وإقترحتُ في مقال بعنوان / أسلمة أوربا أم أوربة الإسلام ؟ )
وربّما لهذا السبب , هم لن يتفقوا خوفاً وخشية من تلك المطالبة العادلة .
لذلك يبقى الوضع  ( بين المشايخ ) , على ماهو عليهِ !
 رغم وجود النت الذي يعرض كل تلك التناقضات بضغطة زر .( لا أدري كيف لا يخجلون ؟ )
وعلى الشعوب المتضرّرة من المشايخ , اللجوء الى ثورات جديدة , تلي ثورات الربيع العربي التي كنست ثلاثة من الطغاة لحّد اليوم والرابع سيكون امّا طالح أو الجرذ بشّار .
وبالمناسبة هم يتلقون هذه الايام دعوات لجوء من بعض الدول العربية , فالعاقل منهم من ينتهز الفرصة , وإلاً مصير القذافي ماثل للعيان رغم توفر الفتاوي بالمجّان  !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 نوفمبر 2011