شناشيل
مطار بغداد غير الدولي (1)
عدنان حسينمطار بغداد .. وما أدراك ما مطار بغداد .. يسمونه :مطار بغداد الدولي ، وما هو كذلك.. حكايته طويلة، بل هي جملة حكايا.. طريقه حكاية .. الوصول اليه قصة .. والعودة منه رواية .. خدماته سالفة.
هذه السنة كتبت عن طريق المطار (عفواً مطار بغداد الدولي) ثلاثة مقالات في هذا العمود بالذات .. في أولها تحمست فيه لقرار الجامعة العربية تأجيل القمة العربية التي كان مقررا عقدها في بغداد مطلع العام الحالي، وأشرت الى طريق المطار التي لم تكتمل اعمالها عشية الموعد المحدد للقمة. ولم تزل هذه الطريق غير مكتملة حتى اليوم بعد مرور ثمانية اشهر على الموعد الأول للقمة وستة أشهر على الموعد الثاني الذي تأجل بدوره الى العام المقبل لسبب لا يتعلق بالطريق وانما بالأوضاع العربية الربيعية .. وكان التأجيلان في الواقع رمية من غير رام، فلو انعقدت القمة في موعدها الأول أو الثاني لكانت فضيحة لنا، لأننا خصصنا ملايين الدولارات لهذه الطريق، لكن يبدو انها، او القسم الأعظم منها ذهب هباء .. بل في جيوب الحرامية.
دعكم من الطريق، أو "قصة عنتر"، وتعالوا نذهب الى المطار (عفوا: مطار بغداد الدولي) .. لا بد للمسافر ان يضع في حسبانه ساعة كاملة ضائعة بين التبديل في محطة التحويل عند ساحة عباس بن فرناس ثم في اجراءات التفتيش العجيبة الغريبة. بعد مغادرة المحطة يدققون في وثائق السفر (جواز السفر وبطاقة الطائرة)، ثم بعد قليل يطلبون منك ان تخلي السيارة لكي يفتشها كلب، وان تنقل حقائبك الى غرفة تفتيش يدوي ، ثم يجري فحص وثائق السفر مجددا وتفتيشك شخصيا يدويا ايضا.. واذ تركب السيارة لكي تنطلق الى المطار تعترضك نقطة تفتيش اخرى تحسبها الأخيرة للتأكد من وثائق السفر ايضا.
قبل الدخول الى مبنى المطار يفتش امتعتك كلب آخر فيما يفتشك بشر تفتيشا شخصيا، وفقط عند المدخل تتواجه لأول مرة مع التكنولوجيا "الحديثة"، وهي التكنولوجيا الالكترونية التي اصبحت شائعة في كل كل مطارات العالم، بل غدت قديمة... تدخل امتعتك في جهاز الاشعة ويفتشونك انت تفتيشا يدويا آخر.. وبعد امتار يتعين عليك مرة اخرى ان تضع امتعتك في جهاز الاشعة .. وبعد ان تسلم امتعتك وتتسلم بطاقة الصعود الى الطائرة وتختم جواز سفرك يتعين عليك مرة اخرى (هي الثالثة قبل ان تصل الى صالة الانتظار الرئيسة) فحص حقيبتك الشخصية في جهاز الاشعة. وعند الدخول من بوابة قاعة الانتظار قبل الصعود الى الطائرة تتعرض الى تفتيش الكتروني ويدوي(هو الرابع داخل المطار) يشمل حتى حذاؤك.
الاجراءات الأمنية في المطارات مطلوبة ولازمة .. ولكن كل اجراءات السفر الى مطار بغداد ومنه كان يمكن اختصارها بالركون الى الفحص الالكتروني الى جانب فحص الكلاب قبل الوصول الى المطار ثم بالفحص الالكتروني عند دخول المطار وقبل الصعود الى الطائرة.فلا بد ان نتحرر من العقلية البدولية ونثق في التكنولوجيا الحديثة(الالكترونية) التي تطورت على نحو مذهل.
هذه واحدة من حكايات مطار بغداد (الدولي) الطويلة .. والبقية تأتي.
adnan.h@almadapaper.net
