المحرر موضوع: أولاد الرؤساء  (زيارة 1147 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف العنـــكاوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 318
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أولاد الرؤساء
« في: 00:29 24/01/2012 »
أولاد الرؤساء

من الأمور التي اجتمع عليها المربون إقرارهم بأهمية التربية بوصفها عاملاً رئيساً في توجيه الأفراد نحو أهداف المجتمعات، ولمدى أهميتها فقد لفتت انتباه العلماء  الذين دوَّنوا في موضوعات التربية  مؤصلين لها، ومبرزين عناصرها وأهدافها وسبلها، والمؤثرات التي تؤثر في نتائجها، والتأثيرات التي تشعها التربية  في المجتمع، بل كان من اهتمام علماء التربية  التركيز على التربية البيتية أو المنزلية باعتبارها قاعدة أساسية في إعداد الأفراد موضحين بشكل بارز أهمية دور الوالدين في تلك المهمة.
وتبعاً لهذا فإن إبراز دور المرأة(1) التربوي والعوامل التي تساعد على إظهار ذلك الدور بوصفها وظيفة من أهم الوظائف بل هي أهم ما يجب أن تتقنه المرأة، والأمور التي تعيقها عن أداء وظيفتها تلك يعد موضوعاً جديراً بأن يهتم به كل من يعنيه أمر التربية والنشء ومستقبل الشعوب
دور المنزل في تنشئة الفرد:
تعد السنوات الأولى التي يقضيها الطفل في منزله من أكبر المؤثرات المسؤولة عن تشكيله في المستقبل؛ ذلك أن المجتمع المنزلي يعد أول مجتمع ينمو فيه الطفل ويتصل به ويستنشق الجو الخلقي منه، بل إنه ومن خلال الجو العاطفي الموجود في البيت فإن الطفل يعتمد على والديه في أحكامه الأخلاقية وفي مَدِّه بتقاليد وعادات وأعراف مجتمعه(2).
ولأجل ذلك فقد أرجع المربون والعلماء  أن إحساس الطفل بحب الأبوين ناشئ من ممارسة الأسرة لوظيفتها في التنشئة الاجتماعية(3)، بل إن تفعيل كل الوظائف التربوية لن يتحقق إلا بتكاتف جهود وأهداف الوالدين.
بهذه المقدمة اود الولوج الى  موضوع مهم الا وهو التربية البيتية واثارها على الاطفال في المستقبل تباعا ً سنة بعد سنة عندما ينمو ويكبرهذا الطفل  ويدخل ادغال  وغابات وطرق الحياة القادمة بما فيها من آلام ومفاجئات واحزان وقساوة وافراح وبكل مساوئها ومحاسنها وعنها يتذكر كيف كانت تربيته في البيت وبداية من طفولته التي تصقل فكره واتجاهاته عند النضوج .
للتربية البيتية تأثير كبير جدا ً وقوي على شخصية الطفل من كلا الجنسين فالبيت يعتبر اللبنة الاولى لبناء صحيح ومستقيم بدءاً من الايمان والاحترام والمحبة والاخلاق وحب الوطن  وما الى ذالك من الصفات الحسنة التي تصاغ وتوجه من قبل الوالدين لاولادهم , من هنا نستنتج بأن اولاد المسؤولين وخاصة رؤساء الوزراء او الجمهوريات  يقومون  بالتصرف خارج كل القوانين والصلاحيات وكانهم انزلوا من السماء وهم فوق القوانين والبشر وهناك امثلة كثيرة خاصة في المنطقة العربية والاسلامية ومنهم نرى ابناء الرئيس المصري السابق والرئيس المرحوم القذافي والرئيس زين العابدين  واولاد الرئيس اليمني وغيرهم ولكن هنا اقف عند الرئيس السابق المرحوم صدام حسين واولاده وماذا كانو يفعلون ويتصرفون في شوارع بغداد ومدن العراق الاخرى وجاء دور ابن رئيس الوزراء نوري المالكي كي يحتل مكانة عدي بافعاله واعماله واغتصابه البنات واشرافه على فرق الموت بالكواتم واخيرا ً فهو المشرف العام  والاوحد على المنطقة الخضراء و كذالك المشرف الاول على  الاجهزة الامنية البغدادية  واخيرا ً فهو المشرف على المرتزقة التشيكيين الذين دخلوا للعراق باوامر من والده ومنه شخصيا ً لتصفية حسابات خصوم والده  السياسيين  والمعارضين من المثقفين والاعلاميين وغيرهم وكل هذا فيخرجون  اعضاء دولة القانون بين حين واخر بمؤتمرات صحفية وهم  يدافعون عن رئيسهم الديكتاتوري الجديد وجرائم الغير الاخلاقية والبعيدة عن الوطنية  لابنه  ايظا ً.
لكن لو اخذنا اولاد المرحوم الشيخ زايد رحمه الله فهم يختلفون عن البقية ب180 درجة معاكسة حيث يتسابقون في ما بينهم للفوز بقلوب الجماهير الشعبية اذا كانوا اماراتيين او من الدول الاخرى لما يؤمنون به لتقديم افضل واحسن الخدمات , هذا يـُعيدُنا  الى التربية البيتية التي لقوها عند طفولتهم من لدن الشيخ زايد رحمه الله كاب والتي صفات هذه التربية واولاها حب الوطن وخدمة الشعب نتيحة شعوره الوطني النقي والقوي عكس ابناء الرؤساء الانفة الذكر اعلاه وهم مجردين من صفة الوطنية وبالتالي ابنائهم ايظا ً يسيرون على خطى ابائهم من خلال التربية التي لا يمتلكونها اصلا ً واذا امتلكوها فهي ناقصة وغير صحيحة في الاتجاه الوطني الشريف والاخلاق الحسنة التي تنادى بها كل الاديان ايظا ً وحتى الغيرة والكرم لا يتعاملون بها لانهم لا يعرفون القيم ومداخلاتها واثارها وتفاعلاتها وتاثيراتها على الساحة وعليهم مباشرة وعلى ابائهم كونهم رؤساء او مسؤوليين .
 

الكاتب والشاعر
لطيف العنكاوي