المحرر موضوع: وقفه صادقة مع قادة الحركة الكردية العراقية  (زيارة 1584 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تحسين المنذري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 141
    • مشاهدة الملف الشخصي
وقفه صادقة مع قادة الحركة الكردية العراقية
تحسين المنذري

لا يستطيع اثنان اليوم ان يختلفا على حق الكرد او اي من القوميات والاقليات في العيش بكرامة متمتعين بكامل حقوقهم المعنوية والمادية لما طرأ في العالم من تغييرات ايجابية باتجاه اقرار الحقوق المشروعة للشعوب والذي لم يأت بعزل عن نضالات كل القوميات والاقليات التي ابتليت بانظمة غير ديمقراطية في اقل وصف لها غيبت الحقوق الانسانية وعزلت الشعوب عن تاريخها وثقافتها وكل ارثها الحضاري.
ولا اظن ان هناك من ينكر حجم التضحيات التي قدمها الكرد في العراق قادة واحزاب وشعب في سبيل الوصول الى الاهداف السامية التي ناضلوا من اجلها طيلة عقود من الزمن قدموا خلالها القرابين نساءا ورجالا في مختلف الاعمار طالت حتى الاطفال منهم.
ولا احد يستطيع دثر حقيقة المواقف المشرفة للقوى الديمقراطية واليسارية العراقية في مساندة قضية الشعب الكردي العادلة والتي بدأت من رفع الشعار المطالب للكرد بحقوقهم ووصلت حد رفع السلاح جنبا الى جنب مع المقاتلين الكرد واختلط الدم العربي بالكردي ساقيا ربوع كردستان ومخضبا جدران السجون والاقبية الرسمية للسلطات الحكومية المتعاقبة والتي كانت ترفض الاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الكردي.
ولم يكن ذلك النضال المشترك الا لاجل عراق موحد ديمقراطي تعددي يكفل الحرية لكل ابناءه في العيش الكريم بغض النظر عن العرق او الدين او الجنس او الطائفة او غيرها من اشكال التمييز المرفوضة انسانيا ، وفي هذا الاطار لم يكن الشعار الذي صاغه الحزب الشيوعي العراقي مع اوائل اندلاع القتال في كردستان في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم ( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) الا تجسيد حقيقي للاهداف المشتركة لكل فئات وطوائف الشعب العراقي ، ذلك الشعار الذي تبنته الحركة القومية الكردية نفسها شعارا لنضالها المرحلي انذاك والذي لا يزال يحتفظ بحيويته الى الان رغم تبدل المطلب الى الفيدرالبية والتي سوف لن تنجز بالكامل الا بترسيخ الديمقراطية الحقيقية في كل العراق كنهج وسلوكية لكل مؤسسات الدولة العراقية.
ولا اظن ان الموضوع بخافٍ على الاخوة قادة الحركة الكردية كافراد او كتشكيلات قيادية لما يتمتعون به من بعد نظر وخبرة في العمل السياسي اكتسبوها نتيجة النضال المرير والطويل على مدى العقود المنصرمة من الزمن وهذا هو الذي جعلني اتوقف عند مواقف الاخوة في قيادات الحركة القومية الكردية منذ سقوط النظام الدكتاتوري الى الان وهي وقفه لا استجدي فيها عطفهم على حركة ما ولا اريد نصرة بها لحزب معين فالكل يعمل وفق امكانياته والكل يكسب وفق فكره وبما تسمح به ظروف العمل السياسي المعقدة في عراق اليوم.
لكني وانسجاما مع تجربة الاخوة الكرد في النضال السابق والحالي والذي يؤكد ان حقوق كردستان واهلها رهن بالتطورات الديمقراطية في العراق عموما وليس في بقعة منه فحسب وليس عند زيد او عمرو من قادته وسياسييه فاني اتساءل عن جدوى التحالفات التي اقامها قادة الاحزاب الكردستانية مع قوى سياسية امتلكت لظروف خاصة جدا زمام المبادرة وقيادة السلطة السياسية في البلد والذي وان حقق للاخوة الكرد بعض المطالب المشروعة لكنه يبقى في جميع الاحوال مكسب قلق قد يتغير بتغير الظروف السياسية السائدة في البلد الان.
وان كان ما اقدم عليه الاخوة الكرد هو شئ من البراغمات المطلوب سياسيا احيانا الا إن المبادئ هي المطلوبة دائما وابدا سيما اذا ما عدنا الى الحقيقة التي اشرنا اليها سابقا بارتباط النضال الكردي بالنضال الديمقراطي والتقدمي لكل الشعب العراقي .
وهنا يقود الامر الى تخيل الحالة التي كانت ستسود لو تحالف الاخوة الكرد في الانتخابات التي جرت مرتين في العراق بعد سقوط الدكتاتورية مع الكتل الديمقراطية واليسارية والعلمانية المتنوعة في الساحة العراقية الان ، الا يعتقد الجميع ان ذلك لوتم لغير الكثير في الخارطة السياسية الحالية القائمة الان ، الم يكن ذلك كفيلا بلجم سياسة المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب الرسمية والتي ينال منها الكرد قسطا وفيرا في المناصب السيادية ، كان بامكانهم ان ينالوا ما هو اكثر لو تحالفوا مع تلك القوى الديمقراطية.
الم يكن ذلك اجدى للوطن في تحجيم دور المليشيات المدعومة من قبل احزاب تقود السلطة السياسية الان نالت الدعم من الاحزاب القومية الكردية  وتمتعت بحق الحكم ، الم يكن ذلك التحالف اكثر منفعة للديمقراطية المنشودة لعراق اليوم والمستقبل وترسيخا اكثر للحقوق المكتسبة للشعب الكردي.
لكن ومع الاسف الشديد ان النظرة في اقامة التحالف للاخوة الكرد مع القوى السياسية الاسلامية اقتصر على تحقيق مطالب سوف لن تدوم اذاما استقر الوضع السياسي والامني للقوى حليفة الاكراد الان ، ذلك انها لا تملك عمق النظرة الديمقراطية المخلصة للشعب الكردي في حقه في العيش الكريم وهذا ما يؤكده تاريخ تلك الاحزاب والحركات وقادتها والذين جميعا لم يصدر عنهم يوم ما موقفا مساندا للحركة القومية الكردية سوى بعض التصريحات التي انسجمت مع وضع كانوا يبغون منه تحقيق مطالب انية تتمثل في قبولهم سياسيا عندما كانوا في صفوف المعارضة العراقية سابقا وليس على اساس مبدئي ذو جذر فكري عندها.
ان الاخوة في قيادة الحركة القومية الكردية يتحملون المسؤولية التاريخية عنما يجري في الساحة السياسية العراقية الان امنيا او اقتصاديا او سياسيا او على اي صعيد وذلك من جانبين اثنين اولها انهم قادة يقودون عملية سياسية لبلد باكمله وليس للشعب الكردي فقط وثانيا لانهم اقاموا تلك التحالفات المشوهه .

لقد وصل الامر بتنكر الاخوة الكرد لنضالات القوى السياسية العراقية التي ناضلت جنبها في سنوات عجاف لحد ان السيد جلال الطالباني لم يذكر وهو يلقي خطبتي تسلمه دفة الرئاسة مرتين  مناضلين قدموا حياتهم قربانا لكردستان وللشعب العراقي عندما كان يترحم على بعض من شهداء الشعب العراقي ، فهل كان فعلا لم يتذكر ام انه تناسى عن عمد في اشارة سياسية واضحة المعالم لكنها لاتنم مع الاسف الشديد عن موقف مبدأي يطمئن الاخر .
وايضا وصل الامر بقائد كردي اخر ان يعلن صراحة موافقة الكرد على اقامة فيدراليات تقسيمية في الوسط والجنوب هو يعلم قبل غيره انها لااساس تاريخي او موضوعي لها فقط اراد ان يثبت حق الفيدرالية الكردستانية القائم فعلا والذي لا يحتاج الى مرواغة سياسية لاعلانه ، وحتى وان استند الى الدستور فانه يعلم جيدا انه دستور مشوه سيتغير بتغير موازين القوى وافول نجم القوى السياسية التي فرضت بنوده بارادتها الخاصة وليس بارادة وطنية خالصة.

ان الوقت مازال فيه متسع ليغير الاخوة في القيادات القومية الكردية للكثير من مواقفهم ولكي يحصلوا على مكاسب دائمة تضمن وحدة الشعب والارض في عراق تسودة الحرية والديمقراطية ويتكاتف الجميع لبناءه وليس للحصول على مكاسب انية ضيقة قد تنتهي مع الزمن وتعود العجلة الى الوراء . [/b][/size] [/font]