المحرر موضوع: هـَلْ نـَحلمْ بـِوطنْ جـَديدْ مِن جـَديدْ  (زيارة 586 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف العنـــكاوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 318
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هـَلْ نـَحلمْ بـِوطنْ جـَديدْ مِن جـَديدْ
بدون مقدمات طويلة والدخول الى تاريخ العراق القديم الجديد بقليل من الاسطر من خلال ثوراته وانقلاباته ومكوناته التي تعاقبت تباعا ً حيثُ كانت الطائفة السنية هي التي تتصدر دفة الحكم منذ عقود خلت ومسيطرة على كل مجريات الامور في الدولة العراقية والتي لم تستطيع بناء دولة حديثة وحضارية متمثلة بقوانين وتشريعات تخدم الشعب العراقي بكل مكوناته وطوائفه واقلياته  ومن المنظور الانساني الخلاق بل على العكس قامت بتهميش الطائفة الشيعية والتي تمثلُ النسبة الاكثرية اما بالنسبة للاكراد فكان الامر مختلف بتكريس حروب شرسة وقوية ضدهم من قبل كل الحكومات المتعاقبة وتم تدمير قراهم ومدنهم ومساكنهم حتى اصبحت الجبال بوديانها وكهوفها ملجاءً ومسكننا ً للاكثرية هذا اضافة الى قتل الالاف منهم من خلال تلك الحروب أو بزجهم في السجون وقيام بالاعدامات للبعض الاخر بين الحين والحين أو بترحيلهم من مناطقهم قسرا ً حتى يموتون وهم في حالة الغربة والتهجير .
فكان فشل السنة في بناء الدولة واضحا ً بالرغم من الاشكالات المختلفة ملكية كانت ام جمهورية ومنطلق الانقلابات اللاحقة بطبيعة الاشخاص الذين تسنموا مناصب الحكم في العراق , الشعب العراقي عموما ً كان يعيشُ في نفق مظلم وتحت قوانين ظالمة ايظا ً ولكن نضال الشعب القوي وكفاحه المستمر المتعب حتى الهلاك من اجل نيل كرامته وحريته التي يؤمن بها والتي كان ينظر اليها بكل دقائق الحياة والامل يحذو فكره  سينالها آجلا ًام عاجلا ً.
توج هذا الامل بعد عام 2005 عندما توجه الشعب العراقي الى صناديق الاقتراع موزعا ً اماله واحلامه بين هذا المرشح او ذاك من خلال اول عملية انتخابية ديمقراطية وبحرية حيث ُ وصلت نسبة المشاركين في الانتخابات نشبة 70 في المئة.
في عام 2010 تجدد َ الامل مرة اخرى امام انظار عيون الشعب بعد ان فقد الامل بالساسة العراقين وقدوة الشعب بعد انتخابات 2005 والذين لم يضعوا النقاط على الحروف لا في سَـن القوانين ولا في تقديم الخدمات لهذا الشعب المسكين والمؤمن .
فبعد انتخابات عام 2010 لم تتغير الوجوه السياسية ولم يتم حقن  الساحة السياسية والقانونية في العراق بدماء شابة ومثقفة وذو كفاءات عالية ومؤمنة بالوطنية الشريفة والحقه , عكس هؤلاء الجالسين ومؤخرتهم لاصقة على الكراسي تحت خيمة البرلمان ويشعرون بدفء جحورهم تاركين الغيرة والشجاعة وهم خائفين من الخروج وترك المنطقة الخضراء ولكن بالمقابل يلهثون ويتنافسون على تقديم افضل الخدمات للفارسي العجمي الذي يحلم بأعادة امجاد الامبراطورية الفارسية أو خدمة اتراك الاناضول واعادة امجاد الامبراطورية العثمانية ايظا ً حسب احلامهم أو تقديم خدمة لبعض امراء الخليج هذا اضافة على التنافس المادي من خلال سرقة الاموال وبراميل النفط كي يـُـديموا قوتهم ويـُـسخروا افضل الامكانيات للقتل وهدر الــدم العراقي الذي اصبح برخص الماء .
هل في تفكير السياسيين اليوم تغيير وتصحيح الوضع الحالي ام انهم وضعوا الفرصة في الرازونة وعلى الرفوف من خلال اللاوعي السياسي والطائفي والمحاصصة التي ظهرت بشكل قوي تاركين بناء الدولة والانسان معا ً في مهب الرياح والتي لا تحمد عقباه لا سمح الله اذا اصروا السير قدما ً في هذا الاتجاه والتناحر وعدم الاعتراف بالاخر والقبول به اذا كان مشاركا ً او معارضا ً كي لا نحلم بوطن جديد من جديد لأننا عراقيين كشعب في جميع مكوناته ولنا حقوق وواجبات متساوية على ارض الرافدين ولا شك أو خدش في وطنية هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والرخيص طوال عقود من الزمن ولا أحد يستطيع منع الهوية العراقية من هذا ومنحها لذاك , لذالك لا بد من الساسة ان يشعروا بوطنيتهم طواعية بالافكار والتصرف في الوقت المناسب قبل ضياع الفرصة والوقت.

الكاتب والشاعر
لطيف العنكاوي