المحرر موضوع: شناشيل عن إعلام القمة  (زيارة 541 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شناشيل عن إعلام القمة
« في: 23:18 03/04/2012 »

شناشيل
عن إعلام القمة
عدنان حسين
في البلاد المتحضرة التي تديرها حكومات تحترم نفسها وشعبها يحرص مسؤولو الدولة على دعوة أكثر الصحفيين كفاءة ومهنية وأفضلهم سمعة لحضور المؤتمرات الصحفية لكبار المسؤولين في الدولة، خصوصاً عندما يكون هناك زوار أجانب عالي المقام. وهذا ما نفتقده هنا، ومؤتمر القمة العربي الأخير شاهد جديد على هذا.
في المؤتمرات الصحفية التي سبقت اجتماعات القمة ورافقتها وتلتها غاب كبار الصحفيين والإعلاميين العراقيين عن المشهد الذي تصدره صحفيون أغرار لم تتشكل كفاءتهم بعد ولم تكتمل خبرتهم، وانعكس هذا في نوعية الأسئلة التي طُرحت خلال المؤتمرات الصحفية جميعاً، وبالذات المؤتمران اللذان عقدهما وزير الخارجية مع الأمين العام المساعد للجامعة العربية ثم مع الأمين العام والمؤتمر الصحفي للناطق باسم الحكومة ، وأخيرا مؤتمر رئيس الوزراء.
في هذه المؤتمرات كانت الغلبة للصحفيين المبتدئين الذين يطرحون أسئلة أطول من أجوبتها أو غير ذات صلة بالموضوعات الأساسية أو أسئلة مكررة وأخرى غير منتجة. ولهذا لم نسمع اسئلة تحولت إجاباتها الى مانشيتات لصحف اليوم التالي.
لماذا حدث هذا؟ ولماذا يتكرر حدوثه لدينا؟
ببساطة ان الأجهزة المعنية في دولتنا لا تعتمد المعايير المهنية في اختيار الصحفيين الذي يدعون الى مؤتمرات كهذه. ففي الغالب تلعب العلاقات والارتياحات الشخصية الدور الحاسم في الإختيار. ومؤتمر قمة بغداد لم يكن استثناء من ذلك.
قبيل بدء اجتماعات القمة بنحو اسبوعين استضاف الناطق باسم الحكومة مجموعات من الصحفيين "القياديين" للبحث معهم في مسألة التغطية الإعلامية للقمة، وكنت أحد أفراد واحدة من هذه المجموعات. وبين ما أثير من ملاحظات من الزملاء لفت أحدهم الى تجارب سابقة جرى فيها الإهتمام بصحف وأجهزة إعلام أخرى غير ذات قيمة ولا نفوذ، وبعضها شبه وهمي، بينما لم تحض صحف ووسائل إعلام مرموقة باهتمام مماثل. وبين ملاحظات أخرى لفتّ شخصياً الانتباه الى ان التغطية الناجحة لحدث القمة تحدده تغطية وسائل الاعلام المحلية أولاً، وعليه نبهت الى خطورة أن يُعامل الصحفي والاعلامي المحلي باعتباره درجة ثانية فيما الصحفي والإعلامي الأجنبي درجة أولى.
الناطق باسم الحكومة السيد علي الدباغ ونائبه الدكتور تحسين الشيخلي أكدا بحماسة ان شيئاً من هذا لن يحدث هذه المرة، وان الأولوية والأهمية ستكون للصحف ومحطات التلفزيون الرئيسة في البلاد، وان الصحفي والإعلامي المحلي لن يعامل معاملة أدنى من الصحفي والاعلامي الأجنبي. لكن ما حدث على أرض الواقع ان ما خشيناه، زميلي وأنا، وما حذرنا من وقوعه قد وقع بالفعل.
أدعو كل من لديهم أدنى شك في ما أقول، وبينهم السيد الدباغ والدكتور الشيخلي، الى مراجعة قوائم الصحفيين الذين حصلوا على باجات القمة ليدركوا من كان صاحب الحظوة فيها. وصاحب الحظوة في الغالب كان صحفياً من الدرجة الرابعة والخامسة لكنه من أتباع هذا الشخص أو ذاك من أعضاء اللجنة المسؤولة أو من أتباع أصحابهم. وكان بين أصحاب الحظوة "صحفيون" في صحف ومجلات لم تعد تصدر أو تصدر موسمياً!. كما أدعو الى أن يُسأل الصحفيون العراقيين الحقيقيون الذي شاركوا في تغطية القمة عن التسهيلات التي قُدّمت لهم مقارنة بما قُدّم للصحفيين الأجانب.
ما تفسير هذا كله؟ .. تفسيره اننا في دولة لا تحترم مؤسساتها أنفسها ولا الناس.