شاهد عيان يروي تفاصيل استيلاء النزلاء على سجنين كبيرين في بغداد

[samir latif kallow]

شاهد عيان يروي تفاصيل استيلاء النزلاء على سجنين كبيرين في بغداد  
 
تاريخ النشر       06/06/2012 09:09 AM

 

 
الجيران - وكالات:  
قال نائب عن التيار الصدري، ان العصيان الكبير والحريق الذي شهده سجنان مهمان في بغداد الثلاثاء وخلف عددا من الجرحى واضرارا مادية كبيرة، له صلة بالضغوط التي يتعرض لها التيار الصدري في ملف سحب الثقة عن رئيس الحكومة، مشيرا الى ان اغلب نزلاء المعتقلين المذكورين هم من اتباع التيار.
واشعل نزلاء امس الثلاثاء في سجني تسفيرات الرصافة والبلديات وفي التوقيت نفسه حريقا كبيرا التهم سجلات رسمية واضابير، وذلك بعد ان طردوا الموظفين، على خلفية رفضهم الانتقال الى سجن عدالة الكاظمية حسب رواية شاهد عيان كان .
واكد الشاهد وهو موظف تحدث من داخل سجن الرصافة الذي وقع فيه الحادث ان "اعمال الشغب بدأت حينما حاولت ادارة السجن نقل النزلاء الى سجن عدالة الكاظمية".
واضاف ان "النزلاء رفضوا الانتقال الى سجن الكاظمية الذي يقال ان الطاقم الذي يديره مقرب من رئيس الحكومة المالكي، وهو ما جعلهم يتداولون انباء عن احتمال تعرض بعضهم الى التعذيب بسبب انتمائهم الى التيار الصدري".
وتابع ان الاحداث بدأت الساعة العاشرة والنصف صباحا في سجني الرصافة والبلديات، واستمرت الى الواحدة بعد الظهر. واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان "النزلاء استطاعوا السيطرة على السجنين بالكامل، وقاموا باحراق اضابير وسجلات خاصة بالسجناء" مشيرا الى ان السجناء استخدموا قنابل حارقة (مولوتوف) بدائية الصنع واستطاعوا طرد الحراس والموظفين".
وزاد ان "اعمال الشغب انتهت بعد دخول قوة مكافحة الشغب التي طوقت السجنين واخمدت النيران"، مؤكدا سقوط جرحى من الطرفين وعدم فرار اي من المعتقلين.
وغالبا ما تقع حوادث فرار خطيرة في السجون العراقية على مدى السنوات الماضية بعد أعمال شغب بين السجناء واندلاع حرائق مما حدا بالبعض لتوجيه انتقادات حادة لوزارة العدل حول طريقة تأمين السجون، فضلا عن ظروف التعامل مع النزلاء.
من جانبها اكدت وزارة العدل ان أعمال شغب وقعت في سجني الرصافة الرابعة والبلديات في بغداد لكنها "لم تخلف إصابات"، مؤكدة "سيطرتها على الوضع".
وقال الناطق باسم الوزارة حيدر السعدي لعدد من وسائل الاعلام إن "ما حصل في سجني الرصافة الرابعة والبلديات من أعمال شغب من قبل النزلاء جاء نتيجة لقرار نقل النزلاء إلى سجن الكاظمية".
وأضاف السعدي ان "الأجهزة الأمنية استطاعت السيطرة على الموقف والنزلاء"، مبينا انه "لا توجد أي ضحايا على اثر هذه العملية".
لكن النائب عن كتلة الاحرار حسين علوان اللامي اكد أن ما يجري في سجن البلديات "وبالاخص على المعتقلين من اتباع التيار الصدري يمثل ورقة ضغط سياسية على التيار".
وقال اللامي في تصريح لوكالة "الفرات نيوز" إن "الاضطرابات التي يشهدها سجن البلديات اليوم هي من ضمن مسلسل الضغط على التيار الصدري كي يتنازل عن موقفه الداعم لسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي".
وأضاف إن "قوات سوات التابعة لوزارة الداخلية هي السبب الرئيس في الاضطرابات التي يشهدها المعتقل وهدفها الرئيس هو استهداف معتقلي التيار الصدري في سجن البلديات".
وتتكرر احداث الشغب التي تؤدي الى فرار، وكان 35 سجينا من المتهمين بارتكاب أعمال "إرهابية" تمكنوا من الفرار من سجن التسفيرات في منطقة الفيصلية شرقي الموصل في أيلول من العام الماضي.
وفي نيسان من العام نفسه تمكن 23 سجينا من الفرار من سجن الغزلاني جنوبي الموصل، فيما هرب في التاسع من الشهر ذاته خمسة سجناء أحداث من سجن الأحداث في منطقة الشفاء شرقي الموصل.
وفي مدينة البصرة تمكن 12 معتقلاً من تنظيم القاعدة من الهرب في الـ14 من كانون الثاني 2010، من مقر خلية الاستخبارات المشتركة المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة في بغداد، ويقع المقر ضمن مجمع القصور الرئاسية في منطقة البراضعية القريبة من مركز مدينة البصرة.
وأعلنت وزارة العدل العراقية في 20 من أيار من العام الماضي عن اختفاء عدد من السجناء أثناء عملية نقلهم من سجن التاجي إلى سجن آخر في جانب الكرخ من بغداد، وقررت إعفاء إدارة السجن من مهامها وإحالتها إلى لجنة تحقيقية لمعرفة كيفية تمكن بعض المعتقلين "الخطرين" من الهروب.